جمال عبد الناصر يكتب : أفلام وحيد حامد قصة ولا مناظر؟

من فيلم “المنسي”، كتب الراحل وحيد حامد سطرًا حواريًا رائعًا في مشهد جمع عادل إمام ومحمد هنيدي وأحمد آدم، أمام سينما كوزموس، حيث يسأل عادل إمام محمد هنيدي: هل هذا الفيلم قصة أو مشاهد؟ ويستمر الحوار في هذا المشهد الواقعي للغاية الذي شاهده بالفعل الكثير من رواد سينما وسط البلد، وكنت شخصيًا أسمع تلك الجملة طوال الوقت أمام سينمات مهرجان القاهرة السينمائي عندما كان يعرض أفلامه في دور سينما وسط البلد.

أفلام وحيد حامد أفلام ممتعة، فيها “الحكاية” والحبكة الشيقة التي تجعلك تتابعها بشغف طوال مدة مشاهدتك لأفلامه، وفيها أيضًا “المناظر”، لكن المناظر التي أقصدها في أفلام وحيد حامد ليست المناظر التي وصفها محمد هنيدي لعادل إمام في الفيلم، بل أفلام وحيد حامد فيها مناظر ساحرة ومشاهد معبرة وأماكن وشخصيات كتب عنها وحيد حامد، ونقل لنا مشاهدها الداخلية والخارجية بكل صدق وحيادية وكتابة بارعة. جمل وحيد حامد في أفلامه توحي بمشاهد من الحياة، يرسم لنا من خلال حواراته المشهد ويتركنا نتأمله ونفكر فيه.

اليوم ذكرى الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد، ولو تحدثنا عن السينما المصرية وقررنا أن نوثق تاريخها في “موسوعة ضخمة”، لكان لوحيد حامد صفحات وصفحات في هذه الموسوعة، ولوجدنا أن أهم الأفلام وأكثرها تأثيراً في السينما المصرية هي الأفلام التي كتبها وحيد حامد.

سألتني إحدى المذيعات ذات مرة في أحد البرامج عن أفلامي المفضلة التي لا تمل من مشاهدتها لكاتبنا الكبير وحيد حامد، فقلت لها: الإنسان يعيش مرة واحدة فقط، يلعب مع الكبار، المنسيين، طيور الظلام، ينام في عسل البريء الإرهاب والكباب معالي الوزير الغول اضحك وستخرج الصورة جميلة طائر الليل الحزين حد السيف فها هي قائمة القصص والمشاهد التي أحببتها في أفلام وحيد حامد.