هل يحسن تطبيق العلاج السلوكي المعرفي القلق لدى الشباب؟
كتبت/ زيزي عبد الغفار
وجد الباحثون في كلية طب وايل كورنيل ونيويورك بريسبيتيريان أن تطبيق العلاج السلوكي المعرفي الموجه ذاتيًا، المسمى مايا، قلل بشكل كبير من القلق لدى الشباب الذين يعانون من تحديات الصحة العقلية.
كان الانخفاض في أعراض القلق ذا دلالة سريرية وإحصائية بعد 6 أسابيع واستمر في فترة المتابعة البالغة 12 أسبوعًا مع مستويات تحسن مماثلة لدراسات أدوية القلق.
نظرت الدراسة، التي نُشرت في JAMA Network Open، في كيفية استجابة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 25 عامًا للعلاج السلوكي المعرفي من تطبيق يسمى Maya، والذي بدأ تطويره في عام 2019.
العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو تدخل علاجي نفسي قياسي يزود المستخدمين بالمهارات اللازمة لدعمهم في تغيير تفكيرهم، واستكمال السلوكيات الصعبة وتعلم مهارات التأقلم.
شارك ما يقرب من جميع المسجلين البالغ عددهم 59، 98٪، لمدة 6 أسابيع كاملة من فترة الدراسة الرئيسية وأكملوا، في المتوسط، ما يقرب من 11 من جلسات التدخل الـ 12.
على الرغم من أن مايا ليست بديلًا عن طلب المساعدة المهنية، فإنها تدرس استراتيجيات تعتمد على العلاج السلوكي المعرفي.
يوفر التطبيق أدوات بناء المهارات وردود الفعل في الوقت الحقيقي التي يمكن أن تساعد في تقليل التوتر والأفكار السلبية.
وقال الدكتور فيث إم جونينج، كبير مؤلفي الدراسة: “نسمع الكثير عن التأثير السلبي لاستخدام التكنولوجيا على الصحة العقلية في هذه الفئة العمرية، لكن الاستخدام الواسع النطاق للهواتف المحمولة للحصول على المعلومات قد يوفر طريقة لمعالجة القلق لدى بعض الأشخاص الذين، حتى لو كان لديهم إمكانية الوصول إلى مقدمي خدمات الصحة العقلية، قد لا يذهبون، وإذا كان التطبيق يساعد في تقليل الأعراض، فقد يتمكنون بعد ذلك من أخذ الخطوة التالية هي رؤية أخصائي الصحة العقلية عند الحاجة”.
استهداف القلق لدى البالغين الناشئين
تم تصميم مايا لاستهداف القلق في مرحلة البلوغ المبكر، عندما يواجه الأشخاص تحولات مرهقة، بما في ذلك بدء وظيفة جديدة، أو الابتعاد عن المنزل، أو التخرج من الكلية.
أظهرت الأبحاث أن اضطرابات القلق بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 25 عامًا تتزايد أكثر من أي فئة عمرية أخرى.
مايا هي منصة تفاعلية ترشد المستخدمين من خلال مقاطع الفيديو والتمارين والمحتوى التعليمي لدعمهم في تعلم وتنفيذ مهارات جديدة.
في حين أن تقنيات العلاج السلوكي المعرفي فعالة في علاج أعراض القلق، لاحظ الباحثون أن النقص في الأطباء المتاحين يجعل من الصعب العثور على مواعيد، خاصة منذ الوباء.
وفي غضون ذلك، قد يساعد تطبيق الهاتف المحمول ذاتي التوجيه إلى أن يتوفر طبيب للصحة العقلية، ويجذب الشباب الذين يشعرون بالارتياح تجاه الأدوات الرقمية.
قالت المؤلفة الأولى المشاركة الدكتورة جنيفر إن. بريس، وبيتر إدوين ستوكس: “نعتقد أن هذه التطبيقات واعدة، لكنها مفيدة فقط إذا استخدمها الناس”.
وأضافت: “أردنا تطوير تطبيق قائم على الأدلة لنرى بشكل تجريبي ما إذا كنا نشرك الأشخاص بالفعل ونعالج قلقهم.”
في حين أن هناك أدلة وافرة من الدراسات السريرية على أن العلاج السلوكي المعرفي فعال في علاج القلق، فإن اختبار التطبيق نفسه من خلال التجارب السريرية يعد خطوة مهمة لضمان فاعليته.
نظرًا لأن الأشخاص غالبًا ما يقومون بتنزيل تطبيق ما، ويجربونه عدة مرات ثم يحذفونه، فقد أضاف هذا التطبيق ميزات لتشجيع المشاركة، مثل التمارين التفاعلية ومقاطع الفيديو وواجهة المستخدم التي وجدت مجموعات الاختبار أنها جذابة بصريًا.
لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم تحفيز المستخدمين بشكل أكبر، قام المؤلفون بشكل عشوائي بتقسيم 59 مشاركًا في الدراسة إلى ثلاث مجموعات بحوافز مختلفة.
تضمنت فرصة لكسب النقاط، وإمكانية فقدان النقاط، وطريقة لكسب النقاط التي تربط المشاركين بشخص في حياتهم شجعهم طوال العملية.
حصل المشاركون على “ميداليات” افتراضية مقابل حصولهم على مستويات محددة من النقاط.
والمثير للدهشة أن الباحثين وجدوا أن استخدام تطبيق Maya يقلل من القلق بغض النظر عن الحوافز التي يتلقاها الأشخاص.
وتشير النتائج الأولية إلى أن التطبيق قد يكون أداة فعالة لسد الفجوة بين الأشخاص الذين ينتظرون رؤية المعالج.
للمزيد : تابعنا هنا وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك وتويتر