أحمد جمعه: زيادة تكلفة التمويل يزيد التعامل بالعملات الوطنية بين دول بريكس

أكد الدكتور أحمد جمعة عبد الغني حسن أستاذ الاقتصاد ومستشار جامعة الزقازيق للسياسات والشؤون الاقتصادية، أنه في ظل زيادة تكلفة التمويل من الأسواق الدولية، فإن التعامل بالعملات الوطنية بين دول البريكس يساعد في الترشيد سلة عملات فاتورة الاستيراد، وبالتالي تخفيف الضغوط على الموازنة. الدولة التي تتحمل أعباء ضخمة لتوفير الاحتياجات الأساسية من القمح والوقود. فضلا عن الزيادة المتوقعة في التجارة بين أعضاء البريكس الجدد، وزيادة التداولات والتسويات بالعملات المحلية.
وأضاف جمعة لـ “اليوم السابع”: من هنا نوضح أن الدولار له العديد من التأثيرات السلبية على أداء الاقتصاد المصري الداخلي، وعلى معدل التضخم، والارتفاع المستمر في الأسعار. والحقيقة أن علاقة الدولار بالنظام السعري في مصر علاقة معقدة وبحاجة إلى التحرير، لأن الدولار يؤثر… في الأسعار المحلية من ثلاث قنوات رئيسية؛ الأولى هي «قناة الاستيراد»، والثانية «قناة الإنتاج»، والثالثة «قناة التحفيز». ومن خلال هذه القنوات، عندما يرتفع سعر الدولار مقابل الجنيه، سترتفع قيمة المنتجات المستوردة وقيمة المنتجات المحلية ذات المكونات المستوردة، بشكل مباشر وبدرجة أكبر.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ وسوف تحفز أسعار المنتجات المحلية البحتة – بعوامل متعددة – ومن ثم تأخذ اتجاهاً تصاعدياً.
ومن المنطقي إذن القول إنه كلما انتشرت المنتجات المستوردة والمنتجات المحلية ذات المكونات المستوردة في أي سوق، كلما زاد تأثير الدولار بقوة على هيكل الأسعار فيه، لافتا إلى أننا ما زلنا نعتمد على الواردات لتلبية احتياجاتنا. الاحتياجات المحلية، إذ إننا نستورد فاتورة استيراد تقترب من 90 مليار دولار، بينما نصدر في أحسن الأحوال. وتبلغ الأوضاع نحو 45 مليار دولار، وينشأ التضخم المستورد بسبب اعتماد الدولة على السلع والخدمات المستوردة من الخارج. ولذلك كلما زادت أهمية ومكانة السلع المستوردة، كلما زادت في المقابل الضغوط التضخمية المستوردة من العالم الخارجي. ولهذا السبب على وجه التحديد، فإن الدول المعرضة تجاريًا هي دول العالم التي تعاني أكثر من غيرها من هذا النوع من التضخم. ويعني التعرض التجاري النمو المستمر في الواردات دون أن يقابله أو يكافأه النمو في الصادرات.
وأشار الدكتور أحمد جمعة عبد الغني الخبير الاقتصادي، إلى أن انضمام مصر إلى البريكس سيكون فكرة مهمة لتحقيق التوازن الداخلي في العديد من المؤشرات الاقتصادية، خاصة في فكرة الاستغناء عن الدولار وبالتالي تخفيف أعباء النقد الأجنبي. الاحتياطيات، فضلا عن دعم طرق الصناعة والتجارة. لتسهيل حركة الاستيراد والتصدير من هذه الدول ومصر بالإضافة إلى المواد الغذائية وخاصة الحبوب والقمح مما سيعمل على تأمين احتياجات مصر من الأمن الغذائي المطلوب حيث تحتاج مصر خلال الفترة المقبلة إلى تقليل الطلب على الغذاء. الدولار من أجل تحقيق التوازن في كافة المؤشرات الاقتصادية. خاصة في عملية الاستيراد، ومن هنا تأتي مميزات مجموعة البريكس وهي تخفيف عبء الدولار وإمكانية استخدام عملة جديدة مثل اليوان الصيني، في ظل أن مصر تتمتع بعلاقات استراتيجية مع الصين، لذلك ستكون فكرة الاستغناء عن الدولار في غاية الأهمية لأن الصين هي أهم مصدر للمواد الخام، ومصر تستورد جميع المواد الخام من الصين، وهو ما يمثل خطوة مهمة في استمرار نجاح الاقتصاد المصري خلال فترة الفترة المقبلة، وينعكس إيجاباً على تحقيق توازن الأسعار في كافة الصناعات والسلع الاستراتيجية، إذا أخذنا في الاعتبار التضخم المتسارع في مصر بسبب تغلغل الدولار وتوحشه في العالم وتأثيره السلبي. على الاقتصادات الناشئة.
كما أشار إلى أن هناك اعتبارات جيوسياسية كثيرة في اختيار الأعضاء الجدد، على اعتبار أن هذه الدول تمثل ثقلا إقليميا كبيرا في مناطقها، وثلاث منها تعتبر من الدول الكبرى المنتجة للنفط “أوبك” وتؤثر بشكل كبير على أسعار النفط. النفط الذي يمثل أهمية كبيرة لدول المجموعة وعلى رأسها الصين والهند.
ونظراً لأن مصر سبق أن انضمت إلى عضوية بنك التنمية الجديد، بنك البريكس، الذي يمكنه توفير المزيد من فرص التمويل الميسرة لمشروعات التنمية، فإننا هنا نؤكد أن التمويل الخارجي بمختلف أشكاله، سواء الدين أو الاستثمار الأجنبي، لن يؤدي إلا إلى تعزيز الاقتصاد. التنمية إذا ساهمت. في تنمية القدرات الإنتاجية والتكنولوجية والتصديرية للاقتصاد المصري. وكل عملات أجنبية تتدفق محليا يجب أن تستخدم بطريقة تساعد على توليد المزيد من هذه الأموال، وإلا فإننا سنقع في دوامة الديون. وهذا لن يحدث بالطبع دون توظيف النقد الأجنبي -بشكل مباشر أو غير مباشر- لخدمة أنشطة التصدير.
ويمكن فعلا أن يمول الاقتراض استثمارات حيوية وفقا لعدة محددات تفسر مدى حاجة مصر للاقتراض من الخارج، وهي أن هذه القروض تستخدم في تمويل المشروعات التي تتطلبها عملية التنمية الاقتصادية، والتي يجب إنجازها دفعة واحدة، مع إجراء الجدوى. دراسات للمشاريع التي ستستخدم هذه القروض لتمويلها والتأكد من أن التدفقات المستقبلية للمشروع تغطي أصل القرض وفوائده. وعندما يتم ذلك بشكل صحيح، يتم تحقيق دخل أعلى يمكن أن يعوض تكلفة خدمة الدين.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.