أخبار عالمية

"أسوشيتد برس": غزة تدخل عامها الدراسي الثاني بلا دراسة

ورصد تقرير لوكالة أسوشيتد برس أن الأطفال والمدارس الأميركية في قطاع غزة يعيشون في الوقت الذي من المفترض أن يبدأ فيه العام الدراسي الجديد هناك، فيما تدخل غزة عامها الثاني بلا مدارس وسط حملة إسرائيلية أحدثت دماراً كبيراً في المدارس في القطاع.

 

ووفقا للتقرير، يقول العاملون في المجال الإنساني إن الحرمان المطول من التعليم يهدد بالتسبب في أضرار طويلة الأمد لأطفال غزة.

وقالت تيس إنغرام، المتحدثة الإقليمية باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، إن الأطفال الصغار يعانون في التطور المعرفي والاجتماعي والعاطفي، والأطفال الأكبر سناً معرضون لخطر أكبر من حيث الإجبار على العمل أو الزواج المبكر. وأضافت: “كلما طالت فترة بقاء الطفل خارج المدرسة، كلما زاد خطر تركه للدراسة بشكل دائم وعدم العودة إليها أبدًا”.

 

وذكر التقرير أن 625 ألف طفل في سن الدراسة في غزة فقدوا بالفعل ما يقرب من عام كامل من التعليم، حيث أغلقت المدارس بعد أن شنت إسرائيل هجومها على القطاع رداً على هجوم لحماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على مستوطنات في جنوب إسرائيل، ومع تعثر المفاوضات لإنهاء القتال في الحرب بين إسرائيل وحماس، فإنه من غير المعروف متى سيتمكنون من العودة إلى الفصول الدراسية.

 

لقد تضرر أكثر من 90% من المباني المدرسية في غزة بسبب القصف الإسرائيلي، وكثير منها تديره وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وفقاً لمجموعة التعليم العالمية، وهي مجموعة من منظمات الإغاثة بقيادة اليونيسيف ومنظمة إنقاذ الطفولة. وحوالي 85% من هذه المدارس تضررت بشدة لدرجة أنها تحتاج إلى إعادة بناء كبرى، وهذا يعني أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن تصبح صالحة للاستخدام مرة أخرى. كما دمرت جامعات غزة، وتزعم إسرائيل أن مسلحي حماس يعملون من المدارس.

 

لقد تم تهجير نحو 1.9 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وتكدسوا في مخيمات مترامية الأطراف تفتقر إلى المياه أو الصرف الصحي، أو في مدارس الأمم المتحدة، والآن تلعب الحكومة دور الملاجئ. وأشار التقرير إلى أن منظمات الإغاثة عملت على خلق بدائل تعليمية، ولكن بنتائج محدودة في ظل تعاملها مع سيل من الاحتياجات الأخرى.

 

وقال إنغرام إن اليونيسف ووكالات الإغاثة الأخرى تدير 175 مركزًا تعليميًا مؤقتًا، تم إنشاء معظمها منذ أواخر مايو، وتخدم حوالي 30 ألف طالب، مع حوالي 1200 معلم متطوع. تقدم المراكز دروسًا في القراءة والكتابة والحساب بالإضافة إلى أنشطة الصحة العقلية والتنمية العاطفية.

 

لكنها قالت إن هذه الوكالات تواجه صعوبة في توفير الإمدادات مثل الأقلام والورق والكتب لأنها لا تعتبر أولويات إنقاذ حياة، في حين تكافح جماعات الإغاثة من أجل إدخال ما يكفي من الغذاء والدواء إلى غزة.

 

في أغسطس/آب، بدأت الأونروا برنامج “العودة إلى التعلم” في 45 من مدارسها التي تم تحويلها إلى ملاجئ لتزويد الأطفال بأنشطة مثل الألعاب والدراما والفن والموسيقى والرياضة. والهدف هو “منحهم بعض الراحة، وفرصة للتواصل مع أصدقائهم والتصرف كأطفال”، كما قالت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما.

لقد كان التعليم على رأس أولويات الفلسطينيين منذ فترة طويلة. فقبل الحرب كانت معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة في غزة مرتفعة، حيث اقتربت من 98%.

 

وقالت المتحدثة الإقليمية لليونيسف إنه عندما زارت غزة آخر مرة في أبريل/نيسان، كان الأطفال يخبرونها في كثير من الأحيان أنهم يفتقدون المدرسة وأصدقائهم ومعلميهم. وأضافت: “لقد كان الأمر مفجعا بالنسبة لي”.

 

وأخبرها الآباء أنهم لاحظوا التغيرات العاطفية التي طرأت على أطفالهم في غياب الاستقرار اليومي الذي توفره المدرسة، والصدمة المتفاقمة الناجمة عن النزوح والقصف والموت أو الإصابة في الأسرة. وأصبح بعضهم متجهماً ومنسحباً، بينما أصبح آخرون سريعي الانفعال أو محبطين.

 

وقال التقرير إن الحملة الإسرائيلية المستمرة منذ 11 شهرا دمرت مساحات واسعة من غزة وخلقت أزمة إنسانية مع انتشار سوء التغذية والأمراض على نطاق واسع.

وبحسب مسؤولين صحيين في غزة، قُتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وكان الأطفال من بين الأكثر تضرراً. وقال إنغرام إن ما يقرب من 1.1 مليون طفل في غزة من المعتقد أنهم في حاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي.

 

وأضاف التقرير أن الصراع في غزة أدى أيضا إلى تأخير تعليم الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث شددت إسرائيل القيود على الحركة ونفذت غارات جوية مكثفة.

وقالت إنغرام “في أي يوم منذ أكتوبر/تشرين الأول، تم إغلاق ما بين 8% و20% من المدارس في الضفة الغربية”. وأضافت أنه حتى عندما تكون المدارس مفتوحة، يكون الحضور منخفضًا بسبب صعوبة التنقل أو لأن الأطفال يشعرون بالخوف.

 

ويقول الآباء في غزة إنهم يكافحون من أجل توفير التعليم غير الرسمي لأبنائهم وسط الفوضى التي تسود المنطقة. ووصف التقرير إحدى المدارس في مدينة دير البلح بوسط غزة، حيث كانت الفصول الدراسية مكتظة بالعائلات، وكانت ملابسهم المغسولة معلقة على السلالم في الخارج. وكانت الساحة مليئة بخيام متداعية مصنوعة من ملاءات الأسرة والأقمشة المشمعة التي تم تثبيتها معاً بالعصي. وتقول أم أحمد أبو عوجة، محاطة بتسعة من أحفادها الصغار: “لقد ضاع مستقبل الأطفال. لقد نسي الأطفال تماماً ما درسوه في العام الماضي. وإذا عادوا إلى المدرسة، فسوف يضطرون إلى البدء من البداية”.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading