أميرة شحاتة تكتب: 500 Days of summer وما يزيد عن عقد من إثارة الجدل
اختلفت انطباعات الجمهور عن أحد الأعمال الفنية بشكل غريب، وهو فيلم «500 يوم صيف»، الذي لا يزال يتردد صداه وتثير صفحات التواصل الاجتماعي حوله الجدل بين الحين والآخر، رغم إنتاجه منذ عام 2009. لا أحد يملك رأيًا محايدًا حول حقيقة الأزمة التي أحدثتها هذه القصة، بل انقسم الجمهور إلى ألتراس خلف البطل وآخرين خلف البطلة، فهل هي المتلاعبة أم هو الساذج؟
لكن لم يستطع أي منهم أن يفهم دون أن يصدر حكمًا، أن يعيش ما كان يحاول توم التعبير عنه طيلة أحداث الفيلم. كان توم يعلم أن سمر لا تريد علاقة جدية، ولا تقدم له أي وعود، ولا تؤمن حتى بفكرته عن الحب ورفقاء الروح، لكنها كانت دائمًا تفعل الحب. كانت تمسك بيده على طريقة إنسان تائه يتلمس طريقه من خلالها، وكانت تبتسم وتضحك معه كما لم تكن سعيدة من قبل، لدرجة أنها كانت تشاركه ليس جسدها فقط بل وروحها أيضًا، وتفتح له كل الأبواب المغلقة، وتسمح له بمساحة واسعة لم يقترب منها أحد من قبل، وتستعيد ذكرياتها معه وتجعله يعيش معها كل ما مرت به في حياتها، حتى أعمق أسرارها. لذلك لم يستطع توم أن يظل بعد كل ذلك يتذكر كلماتها عن عدم جديتها تجاه العلاقة بينما يرى منها شيئًا أكثر من الحب، لأن الكلمات لا تعني شيئًا عندما نفعل العكس.
يتساءل توم ما هو الحب بعد أن تمكنت سمر من الابتعاد بسهولة والارتباط بشخص آخر خلال أشهر قليلة، على الرغم من أنها كانت خائفة جدًا من الخطوبة الآن تتزوج بمحض إرادتها وبكل قسوة العالم تدعوه إلى سهرة في منزلها وهي مخطوبة لشخص آخر ولا تتردد لحظة في إظهار خاتم زواجها له بعد أن رقصت معه قبل أيام قليلة بمنتهى الود وذهبت إليه لتعرض عليه شركتها في وقت كان يمر بها.
يتساءل توم في أحد المشاهد هل هي روبوت أم إنسانة قاسية جداً بلا مشاعر لتفعل ذلك؟ الحقيقة أن توم ليس هو من يسأل هذا السؤال بل كثيرون منا يواجهون هذا الأمر، فكم من هذه العلاقات السامة نقع فيها بكامل إرادتنا ولدينا آمال وتوقعات كبيرة أن تكون كما نريد، وفي الواقع لا شيء كما نريد أو حتى كما يبدو منطقياً، العالم كله مجنون وفوضوي ولا يوجد فيه شيء منظم أو ذو معنى محدد، هذا ما اتضح عندما أخبرت سمر توم أنها بعد كل ما مرت به معه وجدت ما تبحث عنه في لحظة أثناء قراءتها لكتاب فسألها أحد الغرباء عن هذا الكتاب وبعد أشهر تصبح هذه الفتاة التي تخاف من العلاقات زوجته!
أليس هذا غير منطقي تمامًا، لكنه يحدث وسط الكثير من الأحداث غير المنطقية، هل كل هذا لأن سامر سيئة أم لأن توم ساذج؟ الإجابة أكبر من ذلك، الإجابة هي أنه لا يوجد شيء منطقي على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بالمشاعر في العلاقات، لا يهم من ظلم من، المهم أن ما حدث بينهما كان حقيقيًا، على الأقل في ذلك الوقت، شاركت سامر روحها مع توم وساعدها على التعافي من عقدة طفولتها، لتجد نفسها قادرة على بدء علاقة صحية ولكن ليس مع من خاضت رحلة العلاج معه.
وعندما تعافى توم من إيمانه الطفولي بالدراما والحكايات الخيالية والكلمات البراقة، وإيمانه بسلاسة العلاقات وبساطة المشاعر، أصبح أكثر واقعية بشأن العالم، حتى أنه كان قادرًا على اختيار حياته المهنية الحقيقية التي كان يحلم بها دائمًا، بدلاً من حياته المهنية التي كانت نتيجة لأفكاره ومعتقداته الخاطئة حول المشاعر.
لقد كانت علاقة مؤلمة حقاً، ولكن من واقع الألم يولد إنسان جديد، أكثر نضجاً وتفهماً واستقبالاً، ومن يدري.. ربما لو كان لسمر نفس مساحة توم في سرد القصص، لكانت عكست لنا جانباً آخر بمشاعر ورؤى أخرى لم تكن واضحة من الأحداث التي عشناها فقط من جانب “توم”.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7