أوكرانيا تدعو الغرب لتسريع صرف قرض بقيمة 50 مليار دولار
دعا وزير المالية الأوكراني سيرهي ماريشنكو حلفاء بلاده الغربيين إلى الإسراع بصرف قرض بقيمة 50 مليار دولار لدعم أوكرانيا، محملا الولايات المتحدة والدول الأوروبية مسؤولية العجز الضخم في الميزانية الذي خلق أزمة رواتب في الجيش الأوكراني، والتي ساهم في تفاقمها التأخير في تسليم الأسلحة الغربية لأوكرانيا.
قال وزير المالية الأوكراني لصحيفة فاينانشال تايمز يوم الأحد إن الوتيرة البطيئة لتسليم الأسلحة، وخاصة من الولايات المتحدة، ساهمت في زيادة الإنفاق العسكري بمقدار 12 مليار دولار، مما سيؤدي إلى عجز في الميزانية قدره 43.5 مليار دولار هذا العام.
وبحسب الوزير، وافق الكونجرس على تخصيص 27 مليار دولار كمساعدات عسكرية أميركية مباشرة في أبريل/نيسان من هذا العام، لكن صرفها “لا يزال بطيئا… لدينا نقص في الأسلحة والذخائر والقذائف اللازمة”.
وأوضح مارشينكو أن الوضع في أوكرانيا يتجه نحو “نقص في الأموال لتغطية رواتب قواتنا”، وأن التأخير في المساعدات يعني أن حزم الرواتب المخصصة لنهاية عام 2024 استخدمت “لشراء الأسلحة والذخيرة اللازمة” في بداية هذا العام.
وأوضحت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن المساعدات من الحلفاء الغربيين لا تغطي بشكل مباشر رواتب الجيش الأوكراني، لكن النقص في الأسلحة الأميركية والارتفاع المتزامن في الإنفاق العسكري يعني أن كييف ستضطر إلى تمويل الحرب من خلال خفض الإنفاق وبيع أصول الدولة ورفع الضرائب.
قال وزير مالية أوكرانيا إن الوضع المالي المتردي الذي تعيشه بلاده يسلط الضوء على ضرورة تعهد الولايات المتحدة وغيرها من الدول بتقديم المزيد من المساعدات وتسريع صرف قرض بقيمة 50 مليار دولار تعهد به زعماء مجموعة السبع.
وتستهدف مجموعة السبع استكمال القرض هذا العام وسداده من أرباح أصول البنك المركزي الروسي المجمدة بقيمة 260 مليار يورو، والتي تحتفظ بها أغلبها شركة يوروكلير البلجيكية المتخصصة في تداول وتخزين الأصول، بحسب الصحيفة. والدول الغربية هي التي ستقرر كيفية إنفاق الخمسين مليار دولار، لكن المسؤولين الأوكرانيين يأملون في تخصيص جزء منها على الأقل للأسلحة.
وقال مارشينكو إن “أوكرانيا في وضع ضعيف للغاية”، مضيفا أن القرض البالغ 50 مليار دولار كان بمثابة “رصاصة سحرية” من شأنها أن تمكن البلاد من شراء الإمدادات العسكرية وتمنعها من الوقوع في حالة مالية من شأنها أن تقلق دائنيها، مثل صندوق النقد الدولي.
وأوضحت الصحيفة أن إجراءات استكمال القرض البالغ 50 مليار دولار، غارقة في مفاوضات معقدة بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، إذ تريد واشنطن ضمانات بأن يظل مبلغ 260 مليار يورو من الأصول الروسية مجمدا في المستقبل المنظور، في ظل خشيتها من أن تعرقل المجر جهود دعم أوكرانيا، بحسب الصحيفة، خاصة وأن المجر بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، علقت مرارا مساعدات الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا.
وأشارت إلى أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتهديد الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب بقطع المساعدات الأميركية عن أوكرانيا، أعرب مارشينكو عن مخاوفه بشأن تأخير القرض إلى ما بعد العطلة الصيفية.
وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي والـ50 مليار دولار، قال مارشينكو: “إنهم غير مستعدين لقبول هذا الأمر باعتباره مسألة ملحة بالنسبة لأوكرانيا”.
ورأت الصحيفة أن كييف تحتاج بشكل عاجل إلى إشارة من حلفائها الغربيين بأن العمل على خطة الاستفادة من الأصول الروسية المجمدة مستمر، وهو ما من شأنه أن يظهر لصندوق النقد الدولي أن أوكرانيا تقف على أرض صلبة فيما يتعلق بالميزانية بحلول الوقت الذي يجري فيه الصندوق مراجعته المالية العامة لأوكرانيا في سبتمبر/أيلول المقبل. كما أن وزارة المالية الأوكرانية لديها موعد نهائي في منتصف سبتمبر/أيلول لتقديم ميزانيتها لعام 2025.
وشدد مارشينكو على أنه “لا يوجد زر لإيقاف الحرب، ولا يمكننا التوقف عن القتال، لذا فنحن بحاجة إلى هذه الأموال”، في إشارة إلى إمكانية إعادة هيكلة الديون والخصخصة وزيادة الضرائب لسد العجز. وقال في إشارة إلى إمكانية إعادة هيكلة الديون والخصخصة وزيادة الضرائب لسد العجز: “إذا لم نحصل على الدعم الكافي من شركائنا، فسنحاول معرفة كيفية العثور على هذه الأموال من مواردنا الخاصة”.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7