7579HJ
مصر

"أَنت عند الله غال".. موضوع خطبة اليوم الجمعة

القاهرة: «رأي الأمة»

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم 21 نوفمبر 2024م بعنوان: “أنت غالي عند الله”.

وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف الذي سيتم إيصاله لجمهور المسجد من خلال هذه الخطبة هو توجيه جمهور المسجد إلى احترام حرمة الإنسان – خلق الله وصنعته، والتحذير من الاستخفاف به بأي كلمة أو لفتة.
وفيما يلي نص خطبة الجمعة:
…أنت غالي عند الله
الحمد لله رب العالمين، خالق السماوات والأرض، نور السماوات والأرض، هادي السماوات والأرض. وأنشأ الكون بعظمة ظهوره، وأنزل الهدى. على أنبيائه ورسله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهاً واحداً صمداً، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله، مرسل من الله، وصلى الله تعالى عليه. رحمة للعالمين، وختامًا للأنبياء والمرسلين. وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان. يوم القيامة وبعد:
هذه أنفاس كريمة وكلمات كريمة جاءت من الفم النبوي الكريم لصحابي جليل – لم يكن له وجه جميل – وهو سيدنا الظاهر. وقال ابن حرام (رضي الله عنه) في مقام التقدير والتبجيل والتكريم للبشرية: “ولكنك عند الله غال”. يا له من شعار عظيم يعرفه. للإنسان قيمته، وقدره يقدره، ويوجه أفكاره، ويعطيه قيمته وقدسيته! أيها الإنسان أنت غالٍ عند الله.

أنت الذي خلقه الرحمن في أحسن تقويم، وسجدت له ملائكته، وطهرت روحك بمعرفته، ونورت عقلك بهدايته. وأحاطك برعايته، وأكرمك وأكرمك، وحملك في البر والبحر، وفضلك على كثير من خلقه، ورزقك من رزقه الكثير. وعطاؤه عظيم . أيها الإنسان، “أنت غالٍ عند الله”. لقد خلقك الله تعالى وأكرمك بعبادته وذكره وشكره. وأمركم بطلبه والتقرب من حضرته، وأخرجكم من الظلمات. إلى النور، ويسر لك الوسائل والأموال والكنوز، وفتح لك آفاق العلم والمعرفة، وعلمك أساليب الفكر والتأمل والتفكر. حتى تعمر الأرض، وتخلق الحضارة، وتبني العالم، ويكون ربك -سبحانه وتعالى- بك رحيما، يأتيك، يراقبك بعين رعايته، أنت عبد رب حكيم، الذي يعتني بك، ويعتني بك، وهو المسؤول عن إرشادك. مهما ضاقت فإن ربك واسع، ومهما صعبت فإن ربك هو القاهر، ومهما أظلمت فإن ربك النور!
وهنا يظهر معنى جليل، وأمر جليل، أنه لا يجوز الانتقاص من هذا الإنسان الجليل والمجلل بقول أو فعل أو إشارة، ومن تأمل سورة الغرفات يجد يقينا المحظورات والمحظورات الشديدة على كل من يجرؤ على الحط من إنسان. وقال: سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم، ولا يسخر النساء من قوم عسى أن يكونوا خيراً. ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب. وبئس الاسم الفجور بعد الإيمان. ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون. * يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا. هل يرغب أحدكم في تناول الطعام؟ لحم أخيه الميت وكرهته واتقى الله. إن الله غفور رحيم.
وهذا هو الإنسان في ميزان الله عز وجل. فهو بناء الله عز وجل وصنعته. وقد حرمه الله تعالى أعظم الحرمات، وانتقاصه أشد المحرمات. فكيف يتجرأ الإنسان على الانتقاص من عظمة ما عظمه الله؟! إن كافة أشكال الإساءة إلى الإنسان محرمة، وكل أشكال المساس بالكرامة الإنسانية تعتبر إجرامية. فإنهم اعتداء وظلم وعدو عظيم. وإذا أردت أن تعرف قدر الإنسان عند الله عز وجل فانظر إلى هذا الرد الإلهي الذي أراح خاطر سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه. وعنه لما خرجت لفظة بذيئة يوم فتح مكة من الحارث بن هشام على سيدنا بلال رضي الله عنه: (أما هل وجد محمد غير هذا الغراب الأسود) المؤذن للصلاة؟)، فكان استخفافاً واستخفافاً برجل عظيم رضي الله عنه. وهنا جاءت الرسالة. البيان الإلهي للعالم أجمع: {يا أيها الناس! إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن الله عليم خبير.
إن هذا الموقف الرائع هو رسالة طمأنينة، واستعادة ثقة الإنسان، ونداء لمن ابتلي بمن يقلل من قيمته، أو يستهزئ به، أو يستأسد في شكله أو مظهره أو أسلوبه: ارفع رأسك فالله عز وجل. فإنه يدافع عنكم كما دافع عن سيدنا بلال رضي الله عنه. وعنه فإن الله سبحانه هو الذي يحميكم من كل تمييز عنصري. أنت غال عند الله، قال سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه. وعنهم: «لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قال: مرحباً بك في بيتي، ما أعظمك وما أعظم حرمتك! والمؤمن أقدس عند الله منك».
***
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
احذر أيها الإنسان أن تتعدى على أخيك بأي شكل من الأشكال، وتأمل هذه الوصايا النبوية ورادعات المختارين. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم». فهل رأيت أخي الكريم عظم إثم من يحتقر إنساناً أو ينتقص منه! لقد وقع ذلك المخالف للإنسان في كل شر! ويقول صلى الله عليه وسلم: (إذا كنتم ثلاثة فلا يحدث اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه). فهل رأيتم النهي المشدد عن إحزن الناس والإضرار بهم نفسيا!
أنت غالي عند الله، إذا كنت من أصحاب الهمم فارفع رأسك؛ ولم يكتف ديننا الحنيف بإكرامك وتكريمك، بل جعل من حالك ترياقاً مجرباً، ودواءً شافياً، وسبباً كافياً لنصرة الأمة وتوسعها. رزقها، وإليكم هذا الحديث النبوي المذهل الذي يقطر جمالاً ويفيض نبلاً عندما يتحدث عن الإنسان، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: “”هل تنصرون وتنصرون؟”” لا يرزقه إلا الضعفاء منكم؟ واعلموا أن التاريخ مليء بمن حولوا الضعف إلى قوة ونجاح وإنجاز وتفوق. تراثنا حافل بالعلماء والمفكرين ومخترعي الهمم. أيها الإنسان، “أنت غالٍ عند الله”.

اللهم ادم على بلادنا الخير والبركة
وأفرش فيها بساط الأمن والمحبة والرخاء.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى