ارتفاع الكوليسترول يهدد صحة الأطفال بسبب الأغذية المصنعة

إن تناول الوجبات الجاهزة أو السريعة والأطعمة المصنعة والمقلية يشكل خطراً كبيراً على الصحة وخاصة صحة الأطفال بسبب شهيتهم الكبيرة لهذه الأطعمة.

وأصبح من الشائع أن يطلب الأطباء إجراء فحص نسبة الكولسترول في الدم للأطفال دون سن الثالثة، وهو أمر لم يكن شائعاً قبل الانتشار الرهيب لهذه الأنظمة الغذائية في جميع أنحاء العالم.

وفي دراسة أجراها فريق طبي من جامعة نورث كارولينا في الولايات المتحدة على عينة من الأطفال تراوحت أعمارهم بين 8 و12 عاماً، والذين تم إطعامهم النقانق والوجبات الجاهزة لمدة 10 أشهر، ثلاث مرات أسبوعياً، أظهرت النتائج أن هؤلاء الأطفال كانوا أكثر عرضة بنسبة 700% للإصابة بسرطان الدم أو أورام المخ السفلية، بالإضافة إلى إمكانية الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى.

وتعليقاً على الدراسة، حذرت الدكتورة غادة علاء، استشارية طب الأطفال في التأمين الصحي، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، من تأثير تناول الوجبات السريعة والجاهزة على صحة الأطفال، موضحة أن الأطفال الذين يتناولون الوجبات السريعة بانتظام يواجهون خطراً متزايداً لارتفاع مستويات الكولسترول في الدم، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة في المستقبل، مثل السرطان وأورام المخ.

وذكرت الدراسة أن الاستهلاك المنتظم للوجبات السريعة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب في سنوات النمو، موضحة أن الاستهلاك المتكرر لهذه الأطعمة يؤدي إلى إدمان الأطفال على تناولها بسبب معززات النكهة والسكر المصنع التي تحتويها بكميات كبيرة.

وأضافت الدكتورة غادة علاء: «نظراً لسهولة وسرعة إعداد هذه الوجبات، فضلاً عن تكلفتها المنخفضة مقارنة بشراء وإعداد بعض الأطعمة، مثل اللحوم والدواجن، فإن بعض الأسر تعتاد أطفالها على تناولها، وحتى لو كانوا على علم بخطورتها، فإنهم يجدون صعوبة كبيرة في تعويد أطفالهم على تناول الوجبات الصحية المعدة في المنزل».

وشددت على ضرورة اهتمام الأمهات بصحة أطفالهن منذ الولادة عبر الحرص على الرضاعة الطبيعية، ثم تعويد الطفل على الوجبات الصحية منذ الصغر، والاهتمام بمظهرها بحيث تكون شهية وجذابة له، إضافة إلى مراقبة نسبة الحديد وفيتامين د، ووزن الطفل وقوة مناعته، وعدم الانجراف وراء الرغبة في زيادة وزن الطفل على حساب مناعته وصحته العامة.