الأردن: محاولة اغتيال الأونروا سياسيًا جزء من مخطط تصفية قضية فلسطين
أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الأردني أيمن الصفدي أن محاولة الاحتلال الإسرائيلي اغتيال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) سياسيا هي جزء من مخططه لتصفية القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذا الأمر أصبح أكثر وعيا به، وأن عددا من الدول مستمرة في دعم الأونروا، رغم كل الاتهامات التي توجه للوكالة ومحاولات تصفيتها.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الصفدي مع المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، عقب محادثات عقدت اليوم الثلاثاء، تناولت جهود وقف الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إلى كل أنحاء القطاع، وضرورة توفير الحماية اللازمة لمنظمات الإغاثة والعاملين فيها، وخاصة وكالة الأونروا التي تلعب دورا استثنائيا ولا غنى عنه في تقديم الخدمات الحيوية للفلسطينيين في القطاع، بحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وقال الصفدي إن المحادثات هي استمرار لعملية التشاور المستمرة بين الأردن والأونروا من أجل دعم الوكالة في هذه الظروف المأساوية التي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرضها على غزة وعلى الوكالة، مشيراً إلى أن الكارثة الإنسانية في غزة تتفاقم مع استمرار العدوان، وأن المساعدات التي تدخل ضئيلة ولا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين الفلسطينيين في القطاع، كما أن قدرة الأونروا ومؤسسات ومنظمات الأمم المتحدة على إيصال المساعدات تراجعت بشكل كبير نتيجة عدم التزام قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتزاماتها الدولية وتوفير الحماية لموظفي الأمم المتحدة في غزة.
وأشار الصفدي إلى أنه في مواجهة الواقع اللاإنساني والكارثي الذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، هناك أيضاً واقع بطولي تقوم به الوكالة التي لا تزال تفعل كل ما في وسعها لمساعدة شعب يتعرض لعدوان وحشي، مشيراً إلى أن مدارس الأونروا أصبحت ملاجئ، وحتى هذه المدارس ليست في مأمن من القصف الإسرائيلي اليومي على غزة، مؤكداً أن الحقيقة الآن هي أنه لا يوجد مكان آمن في غزة طالما استمر العدوان واستمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في غطرستها، ويبقى المجتمع الدولي عاجزاً عن تطبيق القانون الدولي وتوفير الحماية للقطاع والمنظمات الدولية ووقف هذا العدوان الذي ارتكبت خلاله إسرائيل جرائم حرب على كافة المستويات لدرجة أنها أصبحت الآن على القائمة السوداء للدول التي تستهدف الأطفال.
وأضاف الصفدي: “لقد فقدنا جيلاً كاملاً في غزة نتيجة لهذا العدوان، فأكثر من 500 ألف طفل فلسطيني في غزة لم يذهبوا إلى المدارس منذ أكثر من تسعة أشهر، وكل هذا يدل على حجم الكارثة التي فرضها هذا العدوان، وأن عواقب هذه الكارثة لن تنتهي بوقف هذا العدوان، بل ستستمر لسنوات وسنوات”.
وفيما يتعلق بالضفة الغربية، قال وزير الخارجية الأردني إنه تم بحث الوضع في الضفة الغربية، حيث يتم محاصرة قدرة الوكالة على القيام بدورها، كما ترتكب إسرائيل جرائم حرب هناك، وانتهاكا واضحا للقانون الدولي، وهناك تقويض كامل لكل فرص تحقيق السلام العادل والشامل، والذي لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.
وأشار الصفدي إلى أن العام الجاري شهد أكبر عمليات مصادرة للأراضي الفلسطينية، وشهد أكبر عملية مصادرة للأراضي منذ نحو 30 عاماً في الضفة الغربية، إضافة إلى المداهمات والعدوان على التجمعات الفلسطينية في الضفة الغربية، والإرهاب الاستيطاني الذي يواصل إيقاع الموت والدمار بالفلسطينيين، مضيفاً أن الوضع ما زال كارثياً، والمجتمع الدولي ما زال عاجزاً عن لجم العدوان الإسرائيلي، وتوفير الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني في الماء والغذاء والدواء والعلاج والتعليم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هناك جانباً إيجابياً ومشرقاً في التضحيات التي تواصل الأونروا والمنظمات الدولية الأخرى تقديمها.
من جانبه، ثمن لازاريني الدعم الذي يقدمه الأردن للأونروا، والجهد الكبير الذي تبذله لدعم اللاجئين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن هناك حربا صامتة في الضفة الغربية تعيش في ظل الحرب على غزة حيث قتل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أكثر من 500 فلسطيني بينهم أكثر من 130 طفلا في الضفة الغربية.
وأضاف لازاريني أن أكثر من نصف منشآت الأونروا بما فيها المدارس والمرافق الصحية في غزة دمر، مشيرا إلى أن هناك عدوان صارخ على الوكالة ودورها، وأن الوكالة لا تزال هدفا للحرب في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، مشددا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، كما أن هناك هدفا سياسيا أيضا وهو التخلص من الأونروا من أجل تجريد الفلسطينيين من حقهم في إقامة دولتهم، وقتل تطلعات الفلسطينيين بشكل عام.
وأشار المفوض العام للأونروا إلى أنه عندما يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فإن الأونروا هي المنظمة الوحيدة التي يمكنها أن توفر نوعا من الأمل لملايين الفلسطينيين في قطاع غزة.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7