التحليل النفسى لضحايا «الإدمان»
ومن يقع في بئر الإدمان لا يدفع ثمن أخطائه وحده، بل يدمر حياته وحياة من حوله من أهله وزوجته وأولاده، ويجعل حياة والديه جحيماً إن وقع في بئر الإدمان. شاب.
العزلة، والاكتئاب، وتغيير الأصدقاء، والامتناع عن التجمعات العائلية، والتكاسل عن العمل، والسعي الحثيث وراء المال، والعنف المنزلي، كلها علامات تحذيرية من الخطر.
ووجدت العديد من الزوجات أنهن كن أنفسهن ضحايا لمدمنين رفضوا إطلاق سراحهن بلطف، مما اضطرهن للجوء إلى محكمة الأسرة لإنهاء معاناتهن مع رجال فقدوا السيطرة على أنفسهم.
ضحايا الإدمان
وبالدموع الغزيرة، بدأت رحمة حديثها عن الحياة المأساوية التي عاشتها. في حدود المدمن.
وقالت إنها تنتمي إلى أسرة فقيرة، وهدفها تزويجها للتخلص من عبء المصاريف.
ومرة لإسعادها. “وافق الوالدان دون التأكد من أنه زوج مناسب أم لا، لكنهما انجذبا لأنه صناعي وله دخل، ولن يثقل عليهما المزيد من النفقات.
وتابعت: “كان يأتي كل ليلة ومعه عقار (مزاج)، ولأنني لا أستطيع الطلاق وأعود إلى أهلي”. تحملت العيش معه وأنجبت أربعة أطفال، اثنان منهم توأمان.
ومع مرور الوقت، زادت إساءة معاملته. وتنوعه، وعدم قدرته على الإنفاق، مما اضطرني للبحث عن عمل لإعالة الأبناء.
وعندما زاد العبء علي وأصبحت المعيل الوحيد، طلبت الطلاق منه، لكنه رفض.
مزاج< /p>
وأضافت: “كان يعتدي علينا بالضرب بشكل مستمر، حتى كاد أن يقتل أحد أطفالي. فهربت مع أطفالي، وذهبت إلى المحكمة لطلب الطلاق بسبب الضرر.
« «مرآة الحب عامية» هكذا بدأت «مي». ع» كلمتها، مؤكدة أن زواجها من مدمن تم بمحض إرادتها، مشيرة إلى وجود ارتباط عاطفي بينهما، مما جعلها تصدق كلام زوجها السابق المعسول وتقع في فخه.
وتابعت: علمت أنه يتعاطى الحشيش، وعندما اعترضت وأخبرته أننا لن نكمل الرحلة معًا. جعلني أعتقد أنه ليس مخدرا ولا يمثل خطرا على من يتناوله، وأنه فقط لتحسين المزاج بسبب ضغوط الحياة، وأنه لا يتناوله كمخدر. مستمر.
وأضافت: صغر سني في ذلك الوقت وقلة خبرتي وقلة حكمي جعلني أعتقد أنني أستطيع أن أبعده عن المخدر.
لكن الكارثة كانت أنني كنت على أعتاب الإدمان، بعد أن عرض عليه أن أجربه حتى أشعر بالسعادة.
وأكملت حديثها قائلة: أخذته وخضت التجربة، لكن وقتها فقدت جنيني، وقررت وقتها الابتعاد. دائمًا.
ومن ثم حدثت بيننا خلافات ومشاجرات انتهت بالطلاق بسبب الضرر داخل محكمة الأسرة.
الطب النفسي
قال الدكتور جمال عبد العظيم، استشاري الطب النفسي، إن المدير السابق لمستشفى العباسية قال إن المدمن قابل للشفاء، لكنه قد يعود للتعاطي بسبب ضغوط الحياة.
وأوضح أن هناك برنامج علاج وتأهيل للمدمن يسمى “الـ 12 خطوة”، وتم تطوير نسخة عربية منه.
ويطبق هذا البرنامج الخطوات الثلاث الأساسية الأولى، وهي: الوقوف على قدميه، والاعتراف بخطئه في حق نفسه وفي حق الآخرين، وتكوين إرادة تمنعه من العودة إلى التعاطي مرة أخرى. آخر.
وتابع: نحاول قدر الإمكان تأهيل المدمن حتى يتمكن من ممارسة الحياة الاجتماعية من جديد.
كما هو مكتوب في تقرير خروجه، ذكرت العيادة أنه يتلقى علاج الاكتئاب وليس الإدمان، وذلك لحمايته من التمييز في العمل وحتى لا يتحول من متعاطي إلى مدمن وتاجر.
وشدد الدكتور عبد العظيم على ضرورة فرض رقابة صارمة على الأدوية المهدئة والمنومة من قبل الجهات المختصة. لأنه يمثل البوابة الأسهل والأولى للإدمان، وعلى رأسها عقار شعبي وسيء السمعة يصل إلى المنازل “دليفري”، ويصرف بدون وصفة طبية أو وصفة طبية، مثل عقار “كلام”. وأضاف: الطلاق يصبح حتميا مع المدمن لأنه يفقد عقله. في البداية، قد يؤدي الإدمان إلى زيادة القدرة الجنسية، ولكن سرعان ما تتدهور الصحة الجسدية للمدمن.
أنواع الشخصيات الإدمانية.
من جانبه، أوضح الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، أن هناك أربعة أنواع من الشخصيات المدمنة غير الصالحة للزواج، وذلك بسبب معاناتهم من أمراض نفسية واكتئاب دفعهم نحو… المخدرات إساءة.
وأشار إلى أن هذه الشخصيات هي: الشخصية المكتئبة، والشخصية السيكوباتية، والشخصية الاعتمادية، والشخصية عالية الحد.
وأكد أن الشخصية السيكوباتية تأتي في مقدمة هذه الأنواع من حيث خطورتها، وتعتبر الأكثر صعوبة في التعافي منها، حيث لا تتجاوز 4% من الحالات.
وأكد الدكتور فرويز أن ما يشاع هو أن مخدر الحشيش ليس خطيرا ولا يمنع ومن الاعتقاد الخاطئ أن الناس يأخذونه في الإدمان، مشيرا إلى أنه من أخطر المواد المخدرة. يدمر الحشيش الخلايا العصبية لمتعاطيه، ويزيد من حدة الاضطرابات النفسية لديهم، مما يؤدي في النهاية إلى انهيار حياتهم وتدميرها.
مبرر الطلاق
وأكدت الدكتورة ثريا عبد الجواد أستاذ علم النفس أن الإدمان له ما يبرره. قوى للطلاق، موضحة أن هذه الظاهرة تزايدت في الفترة الأخيرة.. وتابعت: «حالات الطلاق بسبب الإدمان لا تقتصر على الطبقة الفقيرة، بل تحدث في الأوساط الثرية وذوي المؤهلات». عالي.
وفي بعض الأحيان يقوم الأهل بخداع الزوجة وإخفائها عنها حقيقة إدمان ابنهم، وهذا يعتبر خداعاً واحتيالاً. يعتقد الأهل أن طفلهم المدمن سيتصالح بالزواج، لكن هذا غير صحيح. العديد من الجرائم المجتمعية. أما الطلاق من متعاطي المخدرات فهو ضروري، لأن المدمن يفقد عقله ويتصرف بطريقة جنونية يصعب السيطرة عليها.
وتابعت: “ازدادت معدلات الطلاق في الفترة الأخيرة بسبب الإدمان، لأنه في البداية يقع بالكامل على عاتق الزوجة”. المسؤولية، وتتسبب حالات عنف أسري تنتهي بالإساءة إلى الأطفال بكافة أشكالها، وقد تؤدي الإساءة إلى القتل.
وأشارت إلى ضرورة تعامل الأسر مع مشكلة الابن. المدمن ومراقبته ومساعدته في تلقي العلاج والتعافي وفق بروتوكول طبي، بدلاً من إجباره على الزواج للتخلص من مسؤوليته، مما يؤدي إلى تدمير مستقبل الفتاة الصغيرة.
صندوق مكافحة الإدمان
وقال الطبيب عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ومساعد وزير التضامن الاجتماعي، إن المواد المخدرة تسبب هلوسة وتصورات غير واقعية لمتعاطيها، مما يزيد من احتمالية ارتكابه للجرائم، خاصة العنف الأسري.
وأضاف أن هناك أنواعا جديدة. إن الحبوب المخترعة والمصنعة تكسب المدمن نوعاً من الخذلان والبلادة، وتفقده الإحساس بالمسؤولية التي هي أساس الزواج، مما يؤدي إلى تدمير الأسرة وطلب الزوجة الطلاق.
وتابع: لا يستطيع المدمن تكوين أسرة والارتباط بزوجة وأبناء في حالة الإدمان النشط. . لكن العلاج والتعافي أولا، ثم قوة إرادته ورفضه العودة لتعاطي المخدرات، هو ما يؤهله للعودة إلى الحياة الطبيعية.
القانون وحقوق الإنسان
وأوضح المستشار محمد البدوي، رئيس الجمعية المصرية للأحداث وحقوق الإنسان. وأكد أن الإدمان يسبب تدمير الأسرة وتفككها.
وأكد أن تعاطي المخدرات لا يقتصر على الأزواج فقط، بل هناك عدد كبير من الزوجات المدمنات يتعاطين المخدرات.
وتابع: تنتشر هذه الحالات بين النساء العاملات في المجالات الصعبة، وأبرزها عاملات المنازل، حيث يبدأ الأمر بتناول المسكنات، ثم المهدئات، وصولاً إلى المواد المخدرة.
وأكد أنه في مثل هذه الحالات عادة ما ينتهي الزواج بطلاق الزوج لزوجته. وفي معظم الحالات، لا تصل مثل هذه القضايا إلى مرحلة التقاضي في المحاكم.
وتابع: بعض الزوجات يلجأن إلى المحاكم للتخلص من هذا الزواج الذي قد يهدد حياتهن وحياة أبنائهن. لكن الكثير منهن يتحملن المسؤولية على أنفسهن، ويهربن من أزواجهن ومعارفهن.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.