التعليم العالى: بروتوكول تعاون مع ألمانيا فى مجالات التعليم والبحث العلمى

شهد الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الافتتاح الرسمي للجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وأكد فرانك فالتر شتاينماير رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية خلال حفل الافتتاح أن الجامعة الألمانية الدولية في العاصمة الإدارية الجديدة تعد نموذجا رائعا للتعاون بين البلدين، مشيرا إلى اندهاشه من حجم ومعدلات إنجاز الأعمال التي يتم تنفيذها في العاصمة الإدارية الجديدة، مضيفا أن الجامعة الألمانية بالقاهرة والجامعة الألمانية الدولية تعبران عن عمق العلاقات المصرية الألمانية التي تتسم بالصداقة والتعاون في مختلف المجالات.

وأكد رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية أن المجتمعات تحتاج إلى ثلاثة ركائز أساسية هي التعليم والاقتصاد الجيد والعيش في حرية وسلام، وأشاد بتقارب العمارة المصرية القديمة مع التطور العمراني الذي تمثله العاصمة الإدارية الجديدة في الجمهورية الجديدة، مؤكدا أن مصر لديها كنز عظيم للمستقبل وهو الشعب المصري الذي يلهم العالم في كافة المجالات ويتمتع بالابتكار والإبداع.

وأضاف أن هناك 400 ألف مصري يتعلمون اللغة الألمانية، معرباً عن فخره بوجود مؤسسات تعليمية ألمانية على أرض الحضارة والمستقبل مصر، واصفاً مصر بـ«أم الدنيا»، معرباً عن فخره بمكانة المؤسسات التعليمية الألمانية في مصر في المجتمع المصري.

وأشار الرئيس الألماني إلى أن التعاون مع الجانب المصري في مجالات التعليم والبحث العلمي لا يقتصر على مجالات التعليم التكنولوجي والروبوتات والهندسة وغيرها، بل يتم التعاون في مجالات الصناعة والاقتصاد، كما نرى اهتمام مصر بالاستدامة وكفاءة الطاقة، وهما قواسم مشتركة بين البلدين.

وأكد السيد فرانك فالتر شتاينماير أن مصر تتمتع بإمكانات إيجابية كبيرة، ولكن الفرص متاحة للشباب الطموح لمواجهة تحديات التضخم والبطالة، حيث توفر أنظمة التعليم في مصر وألمانيا فرصاً كبيرة لبناء اقتصاد مزدهر في جو من السلام الاجتماعي.

كما ثمن الرئيس الألماني دور مصر في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة ودورها كوسيط وشريك مهم في الشرق الأوسط حيث توجد روابط ومصالح مشتركة، مشيراً إلى العمل على إنهاء معاناة الشعب في قطاع غزة ومنع التصعيد الإقليمي.

وتناولت كلمة رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية الحضارة المصرية القديمة والكتابة الهيروغليفية التي لا يزال العالم يتطلع لاكتشاف أسرارها، مؤكدا أن مصر هي مهد الحضارات ونبض الحياة، ولديها أقدم جامعات في العالم، وأقدم أنظمة صحية، وأقدم عملة في التاريخ، وأن زخم مصر لا يزال يتولد لتغيير العالم.

وحرص الرئيس الألماني خلال كلمته على اقتباس عدد من أقوال الأديب المصري الكبير الراحل نجيب محفوظ الشهيرة.

وفي بداية كلمته رحب الدكتور أيمن عاشور بفخامة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والوفد المرافق له، موضحاً أن إنشاء الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية المصرية يمثل العلاقات المصرية الألمانية الراسخة الممتدة لأكثر من سبعة عقود، حيث يعزز التعاون بين البلدين مكانة التعليم والتعاون العلمي، خاصة في المرحلة الحالية ومع النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها مصر، والتي تتطلب الإعداد العلمي الجيد للموارد البشرية المصرية حتى نكون قادرين على مواجهة التغيرات ومواجهة التحديات العالمية.

وأشار الوزير إلى عمق العلاقات المصرية الألمانية في مجال التعليم العالي، والتي بدأت منذ عام 1960 من خلال المنح والتبادل الطلابي مع إنشاء مكتب هيئة التبادل الأكاديمي الألمانية (DAAD) بالقاهرة، وتم بناء جسور التواصل بين البلدين في العديد من المجالات، حيث تأسست الجامعة الألمانية، أكبر جامعة ألمانية خارج ألمانيا، في مصر منذ أكثر من عشرين عامًا، وامتدت مسيرة التعاون مع إنشاء الجامعة الألمانية الدولية، التي تمنح درجات علمية وفقًا لمناهج ومعايير وقواعد قبول مماثلة لتلك المقدمة في الجامعات الألمانية، وتقدم مجموعة متنوعة من البرامج التي تخدم سوق العمل.

وأشار الوزير إلى أنه يوجد حاليا عدد من الجامعات الألمانية في مصر من خلال مكاتبها التمثيلية بالقاهرة مثل الجامعة التقنية ببرلين، والجامعة التقنية بميونخ، والجامعة الحرة ببرلين، وجامعة كولونيا، متطلعا إلى تطوير تواجد هذه الجامعات في مصر والانتقال من مكتب تمثيلي للجامعة إلى إنشاء فروع لبعض هذه الجامعات وجامعات ألمانية أخرى متميزة في مصر، على غرار فروع الجامعات الأجنبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، سعيا إلى إرساء درجات تعليمية مزدوجة بين مؤسسات التعليم العالي المصرية ونظيراتها الألمانية في برامج متميزة تخدم سوق العمل وتؤهل الخريجين لامتلاك المهارات المناسبة لوظائف المستقبل.

وأوضح الدكتور أيمن عاشور أن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي تستهدف التوسع في التعليم التكنولوجي، مستعرضاً العديد من الاتفاقيات الناجحة بين الجامعات المصرية ونظيراتها الألمانية في هذا المجال، متطلعاً إلى توسيع برامج الشراكة والتعاون في مجالات الهندسة والتكنولوجيا والعلوم التطبيقية والتكنولوجيات الجديدة مع الجانب الألماني، سعياً لتأسيس برامج مشتركة تهدف إلى بناء القدرات في مجالات محددة تخدم خطط التنمية في البلدين.

وأكد الوزير أيضًا على أهمية التعاون المصري الألماني في المجالات العلمية والتعليمية، والذي يعد نموذجًا يحتذى به في التعاون الثنائي، داعيًا إلى استمرار التعاون العلمي بين الباحثين من البلدين، في الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات كبيرة مثل تغير المناخ ونقص الموارد ومشاكل الاستدامة، مما يتطلب من الجانبين تكاتف الجهود لإيجاد حلول مستدامة لهذه التحديات.

‎

وأضاف السفير يوليوس جيورج لوي، رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية الدولية، أن التعليم العالي الألماني العابر للحدود يعد أحد أبرز مشاريع التعليم الألمانية، حيث يتبع أعلى المعايير الأكاديمية الدولية، حيث يواكب التقدم الأكاديمي التقدم المعماري الذي تشهده العاصمة الإدارية الجديدة.

وأضاف أن الجامعة الألمانية الدولية تعد ثاني جامعة في مصر بعد جامعة GUC، وتشهدان إقبالاً متزايداً من الطلاب للدراسة بهما، حيث تجاوز عدد الطلاب المسجلين في الجامعة الألمانية الدولية هذا العام 5 آلاف طالب وطالبة، وذلك بفضل الالتزام بتطبيق أعلى معايير الجودة في المناهج الدراسية، والتي تشبه إلى حد كبير نظام الجامعات في ألمانيا، فضلاً عن اختيار كوادرها الأكاديمية المؤهلة وتجهيز معاملها بأحدث التقنيات الألمانية المقدمة من الجانب الألماني، بالإضافة إلى توفير فرص التدريب مع شركات مصرية ألمانية وتزويدها باحتياجات ومتطلبات سوق العمل.

وعلى هامش الافتتاح، شهد رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية توقيع اتفاقية تعاون ثنائي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، بهدف توسيع قاعدة الشراكة وتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات البحث العلمي والأكاديمي ونقل المعرفة في ضوء التحديات العالمية وجوانب التنمية المستدامة، وتعزيز التعاون مع القطاعين الاقتصادي والصناعي، وإقامة وتعزيز برامج دراسية مشتركة في المجالات التطبيقية التي تلبي احتياجات سوق العمل، فضلاً عن تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب والكوادر الفنية من الجامعات ومراكز الأبحاث، بالإضافة إلى إنشاء ومواصلة تطوير المشاريع البحثية المشتركة.

قام الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء جامعة القاهرة بمرافقة فخامة رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي في جولة تفقدية للحرم الجامعي وكلياته، والتقى الحضور بعدد من طلبة الجامعة وتفقدوا معرضاً بحثياً وتكنولوجياً يعرض أحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجية التي طورها الطلبة والباحثون.

حضر حفل الافتتاح الرسمي للجامعة الدكتور سليم عبد الناظر رئيس الجامعة الألمانية الدولية، والدكتور ياسر حجازي رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة، ووفد رفيع المستوى من جمهورية ألمانيا الاتحادية، ومجموعة من قيادات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومجموعة من الدبلوماسيين وكبار الإعلاميين.

توقيع بروتوكولات التعاون

الرئيس الألماني يزور معرض ابتكارات طلاب الجامعات الألمانية

رئيس الجامعة الألمانية خلال افتتاح الجامعة الألمانية بالعاصمة الإدارية

صورة تذكارية للرئيس الألماني مع الطلاب

وزير التعليم العالي والرئيس الألماني والدكتور أشرف منصور خلال الافتتاح