مصر

التقوى من أسباب الرزق الخفية.. موضوع خطبة الجمعة اليوم

القاهرة: «رأي الأمة»

ويلقي أئمة المساجد اليوم خطبة الجمعة بعنوان “من أسباب الرزق الخفية “التقوى”” وهو الموضوع الذي حددته وزارة الأوقاف في وقت سابق، مؤكدة للأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصاً أو مضموناً على أقل تقدير، وألا تزيد مدة الخطبة على 15 دقيقة، على أن تكون الخطبتان الأولى والثانية من عشر إلى خمس عشرة دقيقة على الأكثر، مع التأكيد على أن البلاغة اختصار، وأن الأفضل للخطيب أن ينهي خطبته والناس متلهفة للمزيد من الإطالة فيملون، والمجال واسع في الدروس والندوات واللقاءات الفكرية.

وكانت وزارة الأوقاف المصرية قد حددت موضوع خطبة الجمعة القادمة 2 أغسطس 2024م: «التقوى من أسباب الرزق الخفية (2)».
وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف الذي ستوصله هذه الخطبة لجمهور المسجد هو الحديث عن التقوى كسبب خفي ومهمل للرزق، والهدف هو طرق أبواب الرزق من خلال مدخل التقوى.
1- وأضافت وزارة الأوقاف أن هدف الخطبة ليس الحديث عن التقوى وحدها، بل الحديث عنها كسبب خفي ومهمل من أسباب الرزق، وكذلك الحديث عن ثمرات التقوى، مع بيان أن أبواب الرزق لا تغلق بالذنوب والمعاصي، مع ذكر أمثلة على فتح الله تعالى أبواب الرزق للمتقين.

وفيما يلي نص خطبة الجمعة:

الحمد لله رب العالمين، خالق السماوات والأرض، نور السماوات والأرض، هادي السماوات والأرض، أقام الكون بعظمة تجلياته، وأنزل الهدى على أنبيائه ورسله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفوه من خلقه وحبيبه، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
هدفنا في هذه الخطبة هو الحديث عن الأبواب الخفية والمهملة التي تفتح منها أبواب الرزق، ففي الجمعة الماضية تحدثنا عن أحد تلك الأسباب الخفية للرزق، وهو صلة الرحم، واليوم سنتحدث عن باب خفي آخر من أبواب الرزق، وهو التقوى.
ليس غرضنا اليوم أن نتحدث عن التقوى وحدها كما تحدثنا عنها مراراً، بل إن حديثنا اليوم عن التقوى كسبب لنزول المطر من السماء، ونزول المطر، وتوسيع الرزق والبركة فيه.
التقوى مفتاح الخير، وبها تنزل الرزق والبركات، وهي سبب السعادة والنجاة، وتفريج الكرب، وانشراح الصدر، والتقوى حارس لا ينام، يأخذ باليد إذا تعثر، وبها ينزل الله النعمة والرحمة.
يا من تريد رزق ربك لا تغلق أبواب الرزق بالذنوب والمعاصي فإنها سبب كل بلاء وضيق وبلاء وفتنة واعلم أن العبد محروم الرزق بسبب معصية يرتكبها فلا تكذب ولا تسخر ولا تتنمر ولا تتكبر ولا تحتقر أحدا ولا تنظر إلى الحرام أبدا وليكن دعائك دائما: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والقناعة.
إذا كانت التقوى هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله درعاً، فإن تلك الدرع تتحقق بالابتعاد عن المعاصي والذنوب وكل ما يغضب الله سبحانه، وبذلك تتحقق ثمرات التقوى وبركاتها، يقول ربنا سبحانه: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقُوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}، ويقول سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}، فعاقبة التقوى هي الرزق الذي يأتي من حيث لا يدري الإنسان، ومن حيث لا يرجو ولا يتوقع ولا يخطر على باله ولا يحتسب!
اتقوا الله عباد الله، يرزقكم الله رزقاً حلالا طيباً وفيراً! لقد امتثلت هذه السيدة الصالحة هاجر أم سيدنا إسماعيل عليه السلام لأمر ربها تعالى، حين أسكنها زوجها الخليل إبراهيم عليه السلام في وادٍ قاحل بالقرب من بيت الله الحرام، فأصابها العطش والجوع هي وطفلها، فأغدق عليها الرزاق من فضله، وأكرمها من كرمه الواسع، ورزقها، وولد لها ولد لم تكن تتوقعه في هذه البقعة المباركة، ففجر لها سبحانه بئر زمزم، ماءً طهوراً، يشرب منه الصالحون ويرتجون، ويدعون الله تعالى، فيحقق لهم ما يأملون.
اتقوا الله يرزقكم الله، والصالح إذا كان في ضيق يسر، وإذا كان في مرض عافي، وقد روي: «أنا الله إذا رضيت باركت، ونعمتي لا حد لها».
***
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. والآن:
فيا من تريد سعة الرزق، اتق الله في نفسك، اتق الله في زوجتك، اتق الله في ولدك، اتق الله في رحمك، اتق الله في عملك، اتق الله في مجتمعك؛ تجد عاقبة التقوى الهداية، وتذوق البركة والرزق الواسع. هذه هي السيدة مريم التقية التقية (عليها السلام) عندما خافت ربها وامتثلت أمره سبحانه، رزقها الرزاق بغير حساب ولا اعتبار لقوانين الفصول، فكانت ثمار الصيف تأتيها في الشتاء، وثمار الشتاء تأتيها في الصيف، في الصيف، فهو سبحانه لا تنفد خزائنه، ولا يخفى عليه علم ما يرزق ومن يرزق، فمن ذا الذي يخاف الفقر وهو قريب منه؟ ومن ذا الذي يخاف العوز وهو مؤمن بقدرته؟ هو الذي يقول للرزق: كن فيكون. جزى الله من قال:
لقد وضعت ثقتي في الله خالقي في رزقي، وأنا على يقين أن الله هو بلا شك راعيي.
وكل ما كان من رزقي فلن يفوتني ولو كان في قعر البحر العميق.
سيحققه الله تعالى بفضله، ولو عجز لساني عن النطق.
فما ذنب النفس الحزينة وقد قسم الرحمن الرزق للخليق؟
اللهم آتنا من فضلك العظيم.
أنتم أفضل مقدمي الخدمة.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading