التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط ينكسر بإجراء روسي عاجل
يبدو أن روسيا تستعد لإزالة نظام الدفاع الجوي المتقدم S-400 من قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، سوريا.
إس-400 "انتصار" وهو أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في العالم، وهو مصمم لاعتراض مجموعة واسعة من الأهداف، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، على مدى طويل وقصير.
هذا النظام قادر على اعتراض الأهداف على مدى يصل إلى 400 كيلومتر وعلى ارتفاع يصل إلى 30 كيلومترا، اعتمادا على نوع الصاروخ الذي يستخدمه.
وهو أحد المكونات الرئيسية للنظام. والصاروخ الروسي هو رادار 91N6E، الذي تم تعديله لتحديد الأهداف على مدى طويل يصل إلى 600 كيلومتر، بما في ذلك الطائرات الشبح.
ويتيح هذا الرادار الكشف المبكر عن التهديدات والتزامن مع أنظمة الاعتراض الأخرى، مما يمنح النظام ميزة استراتيجية كبيرة.
يستخدم نظام S-400 مجموعة متنوعة من الصواريخ، بما في ذلك 40N6 للمدى الطويل للغاية، و48N6E2 للمدى المتوسط، المصممة لاعتراض الطائرات المتقدمة مثل F-35 أو الصواريخ الباليستية.
يمكن للنظام الصاروخي الروسي مهاجمة ما يصل إلى 80 هدفًا في الساعة. في وقت واحد، مما يجعلها مناسبة بشكل خاص لحماية المناطق الاستراتيجية والحساسة.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أن منصات إطلاق النظام الصاروخي الروسي قد تم تحميلها بالفعل، وأن الرادار 91N6E معبأ وجاهز للتحميل على طائرة نقل ثقيلة من طراز AN-124. وتشير هذه الطائرة، القادرة على حمل حمولة ثقيلة للغاية، إلى نية روسيا بنقل النظام إلى منطقة أخرى أو إعادته إلى الأراضي الروسية.
ومن شأن إزالة نظام إس-400 من سوريا أن يقلل من القدرات الجوية الروسية. في المنطقة ويؤثر على توازن القوى الاستراتيجي في الشرق الأوسط.
وفي سياق متصل، أشارت وسائل إعلام غربية، بينها صحيفة فايننشال تايمز، إلى أن روسيا بدأت انسحاباً جزئياً أو كلياً لقواتها من سوريا. تظهر صور الأقمار الصناعية من شركة ماكسار تكنولوجيز النشاط في قاعدة حميميم الجوية.
وتظهر الصور وصول طائرات الشحن An-124 وIl-76 إلى القاعدة، بالإضافة إلى نماذج أصغر مثل An-32 وAn-72، مع فتح مقصوراتها، مما يشير إلى أنها كانت تقوم بتحميل معدات ثقيلة. بالإضافة إلى ذلك، تسجل الأقمار الصناعية حركة السفن الروسية من الساحل السوري على طول البحر الأبيض المتوسط.
وسبق أن نشر مدونون عسكريون مقاطع فيديو لقوافل من المعدات الروسية تتجه نحو قاعدة حميميم.
وأثار ذلك شائعات عن إجلاء وشيك للقوات الروسية.
وكانت بلومبرج قد ذكرت في وقت سابق أن روسيا تقترب من إبرام اتفاق مع السلطات السورية الجديدة. وتحافظ على قواعدها في حميميم وطرطوس.
ومع ذلك، تزعم منشورات غربية أخرى أنه لا توجد اتفاقيات وأن موسكو مُنحت الوقت فقط لتنظيم انسحاب القوات.
على العكس من ذلك، ذكرت تاس أن المفاوضات بشأن هذه القضية مستمرة ولم يتم اتخاذ أي قرار رسمي بعد.
وتأتي هذه التقارير وسط التغيرات العالمية. بعد سقوط نظام بشار الأسد. وبحسب ما ورد تسعى السلطات السورية الجديدة إلى تقليص النفوذ الروسي وإعادة النظر في العلاقات مع موسكو.
وفي عام 2024، سقط نظام بشار الأسد بعد هجوم واسع النطاق شنته المعارضة السورية.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بدأت ميليشيات المذبحة تقدماً سريعاً، واستولت على مدن رئيسية مثل حلب وحماة. وحمص .
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول، دخلت الميليشيات دمشق، وهو ما يمثل نهاية حكم الأسد.
غادر الرئيس بشار الأسد البلاد وهرب إلى موسكو. وأدى هذا الحدث إلى تغيير جذري في ميزان القوى في المنطقة، مما ترك البلاد في حالة من الفراغ السياسي واحتدام الصراع على النفوذ بين مختلف الفصائل.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.