تقارير

التونسيون يحتفلون بـ "العيد الكبير" وسط موروثات شعبية تتوارثها الأجيال

القاهرة: «رأي الأمة»

تختلف عادات الشعوب العربية والإسلامية في الاحتفال بعيد الأضحى، الذي يطلق عليه في تونس “العيد الكبير”، والاستعداد له. وللشعب التونسي عادات تميزه عن باقي المجتمعات العربية، خاصة أن التونسيين يولون هذه المناسبة أهمية كبيرة ويحرصون على الاستعداد لها جيدا. يمثل عيد الأضحى أحد أهم المواسم الاستهلاكية لدى التونسيين.
ويحرص التونسيون على شراء خروف “علوش” مهما كانت ظروفهم المالية، ولذلك حرصت وزارة الفلاحة التونسية على توفير مليون و12 ألف رأس من الماشية.

وقال سيف الدين محمد، سائق سيارة أجرة -في تصريح لمندوب وكالة أنباء الشرق الأوسط بتونس- إنه رغم ارتفاع ثمن الأضحية هذا العام إلا أن هناك إقبالا كبيرا على شرائها حيث يحتفل الأطفال ويفرحون عند وصول “العلوش” إلى المنزل ويقومون بتزيينه بوضع الحناء فيه. فوضعها على جبهته، معتقدًا أن الحناء ستجلب البركة لجسده، وتسعد بها أصحابه.

وأشار إلى أن هناك عادات لا يمكننا التخلي عنها، وهي عادات تضفي على العيد نكهة خاصة، منها لم شمل الأسرة وركض الأطفال حول «مدفع الفحم» لشوي اللحوم وإعداد بعض الأطباق المميزة.

وعن قضاء أيام العيد، أضاف شكري حسين “صاحب محل تجاري”، أن العيد عند التونسيين هو صلاة العيد وذبح الأضحية والاجتماع مع العائلة على الإفطار، موضحا أن كل تونسي يعود إلى مسقط رأسه وهو ما غالبا ما يكون سواء في الشمال أو الجنوب للاستمتاع بإجازة العيد. ومع أقاربه تشهد الأسواق وخاصة الخضار والفواكه نشاطا ملحوظا قبل العيد لهذا السبب، علما أن هناك بعض العائلات تتجه إلى المناطق الساحلية مثل سيدي بوسعيد والمرسى، وأخرى تتجه إلى مدينة الحمامات من أجل قضاء إجازة العيد.

وعن شعائر عيد الأضحى الروحانية، أكد رشيد العبيدي «بائع في السوق القديم»، أن الرجال يحرصون على اصطحاب أطفالهم لصلاة العيد في المساجد الكبرى، لافتاً إلى أن سكان المدينة القديمة البدء بتكبيرات العيد بمسيرة إلى مسجد الزيتونة، والتوجه بأعداد كبيرة لأداء صلاة العيد، لافتا إلى ضرورة الحرص على ارتداء الأطفال للزي التقليدي التونسي المكون من الجبة والشاشية والبلغة والديباج.

وفيما يتعلق بدور المرأة التونسية خلال العيد، قالت السيدة نجيبة بلحاج، موظفة، إن أول يوم العيد الكبير بالنسبة للمرأة صعب للغاية، والذي يبدأ بمجرد نزول الزوج والأبناء إلى الصلاة، حيث تبدأ تحضير فطور الصباح من خبز “المجمع” وهو على شكل دائري أو مخروطي. وفي وسطها بيضة كأنها عش طائر. ويتم إعداده من قبل عائلات في المناطق الساحلية بسوسة والمنستير والقيروان.

كما يتم تحضير “ملوي” وهو نوع من الخبز التقليدي الذي يتم تحضيره من الدقيق والزيت، ثم يقدم ساخناً، وتشمل مكوناته الأساسية (الهريسة، أو السلطة المشوية، أو السلطة الخضراء، أو التونة، أو البيض).

وأكدت نجيبة أن المطبخ التونسي يشتهر بأطباق العيد الكثيرة والمختلفة التي تميزها كل دولة عن الأخرى. ويعتبر المرق الحلو من الأكلات التي يمتزج فيها الطعم الحلو مع الطعم المالح، ويشتهر به خاصة في المناطق القبلية التي تسميه (المروزية) وصفاقس أيضا، علما أن ولاية باجة تختص به في (الفتات)، بينما في الشمال الغربي طعامهم المفضل في العيد هو (الكمونية). وفي جزيرة جربة وجنوب شرق تونس، تتجه بعض العائلات إلى الاقتصار على شواء الكبد والقلب، وتأجيل تناول اللحوم إلى اليوم الثاني للعبد.

وأشارت إلى أن هناك العديد من الأطباق الأخرى (المرمز التونسي بالكرشة، مقلي زارا باللحم الضأن، لحم الضأن بالقلا، والكسكس باللحم والحمص)، مشيرة إلى أن العسبان دليل على براعة ربة المنزل التونسية، كما أن الأطباق المتنوعة يتم استخدام الأجزاء الموجودة في الداخل. لتحضير الحمل يتكون من الكرشة والأمعاء. ويجب تنظيفها وتعقيمها جيداً، ثم تقطيعها إلى أجزاء صغيرة. وهي تحشى بالبقدونس والسلق والسبانخ، ويضاف إليها اللحم والكبد وأجزاء أخرى من لحم الضأن، مع إضافة البهارات، وكذلك حبات القمح أو الأرز.

أما نادرة العامري «ربة منزل» فتحدثت عن الأكلات الشهية في العيد مثل (المرقاز) الذي يتم تحضيره من لحم الأضحية بعد تقطيعه وتتبيله جيداً، ثم إدخاله داخل الأمعاء الدقيقة بعد تنظيفه بعناية فائقة، وطهيه مشوياً مباشرة بعد تحضيره. كما تفضل بعض العائلات تجفيفه أو تخزينه لاستخدامه بشكل منتظم. طوال العام، بالإضافة إلى (القديد)، وهو تقطيع لحم الأضحية إلى شرائح رفيعة، ثم تسطيحها إلى شرائح طويلة وتعليقها على حبال معرضة لأشعة الشمس بعد تتبيلها، وإضافة كميات كبيرة من الملح، حتى تنضج. حتى تجف تماماً، ثم تحفظ في أوعية كريستالية وفي أماكن جافة بعيداً عن الرطوبة، لاستخدامها طوال العام في أطباق مختلفة.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading