الجرائم الأسرية مأساة تحت سقف واحد
مع تسارع وتيرة التنمية والانفتاح على الثقافات العالمية، تواجه القيم الأسرية في المجتمع المصري تحديات خطيرة، في ظل تراجع الأخلاق الدينية والأخلاق المجتمعية التي كانت تشكل صمام الأمان لسلامة الأسرة. وقد أفرز هذا التغير الملحوظ ظواهر مثيرة للقلق، أبرزها ارتفاع معدلات الجرائم الأسرية. مما أثار ذعراً كبيراً في المجتمع.
جرائم تهز الضمير
شهدت محافظات مصر حوادث مروعة كان أفراد الأسرة الواحدة أبطالها، مما كشف عن تحول خطير في طبيعة العلاقات الأسرية:
< p>
القليوبية
أخ يطعن أخته حتى الموت، ويترك ثلاثة أطفال في مأساة.
< p>
المنيا
مدمن يقتل أمه التي حملته وربته في مشهد مؤلم يعكس قسوة الإدمان.
الغربية
شاب يقتل والدته واثنين من إخوته في جريمة هزت الأوساط المحلية.
< p>
حلوان
شاب ينهي حياة والده المسن بطريقة مروعة.
الجيزة
عاطل عن العمل يحرق أخته حية بسبب خلاف مالي.
القاهرة
شاب يقتل والدته وشقيقه في محاولة لمنعهم من التدخل في أسلوب حياته.
أسيوط
أب ينهي حياة ابنه المدمن في محاولة يائسة لإنقاذه من براثن الإدمان.
آراء الخبراء
وتحدث الخبراء عن أسباب هذه الجرائم، مؤكدين ضرورة التدخل السريع من كافة المؤسسات المجتمعية.
وترى الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن الجرائم الأسرية بهذا الشكل البشع ترتبط بعدة عوامل أبرزها:
الإدمان…الأمراض النفسية…الاضطراب الأخلاقي.
وشددت على أهمية التوعية والضبط الأسري، بالإضافة إلى تعزيز التواصل المجتمعي للحد من هذه الظواهر الخطيرة. .
البيئة والمجتمع
وأوضحت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن البيئة والمجتمع لهما دور في تغيير سلوكيات الأفراد، مشيرة إلى أن الإدمان وأصدقاء السوء والعنف الأسري من أبرز أسباب هذه الظواهر.
وأكدت أن غياب الرقابة الأسرية، وانتشار مشاهد العنف في الأفلام، يشكلان عوامل ضغط خاصة على الشباب والمراهقين.. فيما أشار الدكتور وليد رشاد الأستاذ المساعد بالمركز الوطني للبحوث الاجتماعية والجنائية أن منصات التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة ساهمت في تفكك الروابط الأسرية وإضعاف الخصوصية، مما زاد من جرأة البعض على ارتكاب الجرائم. وشدد على أهمية فرض آليات رقابية على منصات التواصل الاجتماعي للحد من من ينشر مقاطع عنيفة تشجع على ارتكاب الجرائم.
ماذا بعد؟
وأجمع الخبراء على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة تعزز القيم الأسرية وترسيخ مبادئ الدين والأخلاق، مع تعزيز دور الدولة في مواجهة هذه الظواهر من خلال الحملات التوعوية المكثفة، وإحكام الرقابة على المحتوى الإعلامي الموجه للشباب.
لقد أصبح المجتمع المصري في أمس الحاجة إلى استعادة القيم الأسرية الأصيلة، لحماية أبنائه من مخاطر الانفتاح غير المنضبط، وضمان استقرار الأسرة التي تشكل عماد المجتمع وسر قوته.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.