الجمعية العامة للأمم المتحدة: مجلس الأمن “غير مجهز” لمواجهة التحديات العالمية دون إصلاحات: دول مجموعة الأربع
كتب: هاني كمال الدين
وقال القائم بالأعمال ونائب الممثل الدائم للهند لدى الأمم المتحدة السفير آر رافيندرا يوم الاثنين: “إن الأحداث الجيوسياسية العالمية الأخيرة أظهرت بوضوح أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غير قادر على الوفاء بمسؤولياته الأساسية في حماية السلام والأمن الدوليين عندما يحتاجه العالم أكثر من أي وقت مضى”.
وكان السفير سامح شكري يلقي بيانا نيابة عن دول مجموعة الأربع ـ البرازيل وألمانيا واليابان والهند ـ في المناقشة الرفيعة المستوى التي عقدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول “الحفاظ على السلم والأمن الدوليين: معالجة الظلم التاريخي وتعزيز التمثيل الفعال لأفريقيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وقال رافيندرا قبيل الدورة السنوية الرفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل والتي سيحضرها زعماء العالم، إن الحقائق الجيوسياسية الحالية تجاوزت منذ فترة طويلة الحقائق التي كانت سائدة في عام 1945، عندما أنشئ المجلس، مع الشعور بالحاجة إلى التغيير على نطاق واسع.
وأشار إلى أن السبب الرئيسي للأداء الضعيف لمجموعة الأربع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يظل عدم تمثيل أفريقيا وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وضعف تمثيل منطقة آسيا والمحيط الهادئ في فئة الأعضاء الدائمين.
وقال إن “مجموعة الأربع لديها اعتقاد راسخ، وهو ما تؤمن به أفريقيا ومجموعات أخرى، بأن أي إصلاح للمجلس لا يعالج مشكلة الافتقار إلى التمثيل، وخاصة في فئة الأعضاء الدائمين، من شأنه أن يؤدي فقط إلى تفاقم الاختلالات الحالية في تركيبة المجلس وجعله غير مجهز لمواجهة التحديات الدولية اليوم”.
يتألف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من 15 دولة، خمسة أعضاء دائمين يتمتعون بحق النقض (الفيتو) ـ الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ـ وعشرة أعضاء غير دائمين، لا يتمتعون بحق النقض، ويتم انتخابهم لمدة عامين.
وأكد رافيندرا أن مجموعة الدول الأربع “نفذت ما تعهدت به” عندما يتعلق الأمر بتصحيح المظالم التاريخية التي لحقت بأفريقيا، وقال إن نموذج المجموعة لإصلاحات مجلس الأمن اقترح بوضوح زيادة عضوية مجلس الأمن من 15 إلى 25 أو 26 بإضافة ستة أعضاء دائمين وأربعة أو خمسة أعضاء غير دائمين. ومن بين الأعضاء الدائمين الستة الجدد، تم اقتراح عضوين من كل من الدول الأفريقية ودول آسيا والمحيط الهادئ، وعضو واحد من دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وعضو واحد من دول غرب أوروبا ودول أخرى.
وقال رافيندرا “فيما يتعلق بالحقوق والامتيازات المرتبطة بالعضوية الدائمة، مثل حق النقض، فإننا ندعم أيضا الموقف الأفريقي المشترك الذي ينص على أنه طالما كان موجودا، فيجب أن يكون متاحا لجميع الأعضاء الدائمين، الجدد والقدامى على حد سواء”.
وقال رافيندرا إن مجموعة الأربع مقتنعة بأن التمثيل الأفريقي في الفئات الدائمة وغير الدائمة سيكون جزءا لا غنى عنه من إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أجل مجلس أكثر تمثيلا وفعالية.
وتعتقد المجموعة أنه “من غير المعقول” أن أفريقيا، التي تشكل أكثر من 70 في المائة من بنود جدول أعمال مجلس الأمن قيد المناقشة، لا تحصل على صوت دائم على طاولة المفاوضات.
وقال “نحن في مجموعة الأربع نواصل دعمنا الكامل لهذه المطالب والتطلعات المشروعة لشعوب أفريقيا”، مضيفا أن علاقة المجموعة مع أفريقيا تقوم على الثقة والاحترام المتبادل، وتركز على ضمان أن تجد أفريقيا مكانها “الصحيح” في عصر جديد من التعددية الإصلاحية.
وفي تصريحات أدلى بها بصفته الوطنية وليس نيابة عن مجموعة الدول الأربع، قال رافيندرا إن الإشارة إلى الموقف الأفريقي المشترك ودعم الأغلبية للتوسع في فئة العضوية الدائمة ينبغي إضافتها إلى ميثاق المستقبل بما يتناسب مع موافقة الزعماء العالميين.
ومع اجتماع زعماء العالم في نيويورك في وقت لاحق من الشهر المقبل لحضور الدورة السنوية رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، فإنهم سيشاركون أيضا في قمة المستقبل الطموحة التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وستنتج القمة “ميثاقا للمستقبل” يتم التفاوض عليه بين الحكومات ويتضمن فصولا حول التنمية المستدامة والتمويل من أجل التنمية والسلام والأمن الدوليين، من بين أمور أخرى.
وقالت الأمم المتحدة إن “مشروع الميثاق الذي قيد التفاوض لديه القدرة على تعزيز نظام متعدد الأطراف يعكس حقائق اليوم، ويحقق مصالح الجميع في كل مكان”.
وشدد رافيندرا أيضًا على ضرورة تسريع المفاوضات القائمة على النصوص في المفاوضات الحكومية الدولية بشأن إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال إن “الإجماع هو نتاج المفاوضات… ومن المهم ألا نستمر في تأخير الإصلاحات، في انتظار ظهور إجماع، لأن الإجماع لا يمكن التوصل إليه إلا من خلال المفاوضات القائمة على النصوص”، مضيفا أن الذكرى الثمانين للأمم المتحدة العام المقبل قد تكون علامة فارقة مناسبة لتحقيق ذلك.
وأضاف أن “السيناريو الآخر هو استمرار الوضع الراهن حيث لا يمكن تحقيق الإصلاحات والتمثيل إلا من خلال الحوار. ولا ينبغي أن يكون هذا هو مسارنا”.
وأكدت الهند على ضرورة الدفع نحو الإصلاحات، مع الاستماع إلى صوت الشباب والأجيال القادمة، بما في ذلك من أفريقيا، حيث يتزايد الطلب على تصحيح المظالم التاريخية بشكل أقوى من أي وقت مضى.
وأضاف “وإلا فإننا ببساطة نجازف بإرسال المجلس إلى طريق النسيان وعدم الأهمية”.
وأكدت مجموعة الأربع أن التمثيل في الهيئات المتعددة الأطراف الرئيسية لا يزال غير مضمون بالنسبة لأفريقيا والعديد من المناطق الأخرى في العالم، وأن “من واجبنا تصحيح هذا الظلم التاريخي. وهذا صحيح ليس فقط من وجهة نظر تاريخية ولكن أيضًا من منظور الأجيال القادمة”.
وأشار رافيندرا إلى أن أفريقيا هي قارة تتمتع بتركيبة سكانية شابة للغاية، وموارد طبيعية هائلة، وقدرات متنامية، وأسواق متنامية، وطموحات متزايدة.
واستشهدت مجموعة الأربع بمثال “هيئات أصغر سنا بكثير” مثل مجموعة العشرين، التي استضافت الاتحاد الأفريقي كعضو كامل العضوية خلال قمة نيودلهي التي عقدت في سبتمبر/أيلول من العام الماضي تحت رئاسة الهند للمجموعة.
وأضاف رافيندرا أن هيئات مثل مجموعة العشرين “أظهرت استعدادا أكبر لتلبية الاحتياجات والتطلعات المشروعة للشعوب الأفريقية”.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .