الحرب الإسرائيلية الإيرانية: كيف هزمت صواريخ فتح والغدر الإيرانية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتقدمة
كتب: هاني كمال الدين
إن التوتر الجيوسياسي بين إيران وإسرائيل له تاريخ طويل، ويتميز بالعداء المتبادل والاتهامات بالنوايا العدوانية. وتنظر إسرائيل إلى طموحات إيران النووية ودعمها للجماعات المسلحة مثل حزب الله على أنها تهديدات وجودية. وردا على ذلك، ترى إيران في إسرائيل خصما كبيرا يقوض نفوذها في الشرق الأوسط.
وقد اتسم الهجوم الإيراني باستخدام صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت مثل صاروخ فتاح-2، الذي استهدف البنية التحتية الدفاعية الإسرائيلية الحيوية، بما في ذلك نظام الدفاع الصاروخي أرو. وردا على ذلك، حذر مسؤولون إسرائيليون من أن إيران “ستدفع ثمن” أفعالها.
الترسانة الإيرانية المتوسعة
وتركز إيران على تطوير أنظمة صاروخية مختلفة. وأهمها الصواريخ الباليستية التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر. وشمل تطوير الصواريخ الإيرانية صاروخ “قدر 110″، وهو صاروخ باليستي يصل مداه إلى 1800 كيلومتر، و”عماد” القادر على توجيه ضربات دقيقة. ويزعم المسؤولون الإيرانيون أن هذه الصواريخ يمكن أن تصل إلى أهداف في إسرائيل، مما يعكس استراتيجية طهران لردع الأعمال الإسرائيلية في المنطقة. وأكد المسؤولون الإيرانيون خلال المظاهرات العسكرية: “نحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا والرد على أي عدوان”.
فتح-2
- النوع: صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت.
- القدرات: تم تجهيز فتاح-2 برأس حربي لمركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت (HGV)، مما يسمح لها بالمناورة بسرعات تتراوح بين 5 ماخ و20 ماخ. ويبلغ مداها حوالي 1500 كيلومتر ويمكنها إجراء تغييرات كبيرة في المسار في منتصف الرحلة للتهرب من الدفاعات.
- الأهمية: استُخدمت مؤخرًا في هجوم صاروخي ضد إسرائيل، مما يمثل أول انتشار عملياتي لها في سياق عسكري.
شهاب-3
- النوع: صاروخ باليستي متوسط المدى.
- القدرات: يمكن لصاروخ شهاب-3 حمل رؤوس حربية يتراوح وزنها بين 760 و1200 كيلوغرام ويبلغ مداه حوالي 1300 كيلومتر. ويمكن إطلاقه من منصات الإطلاق المتنقلة والصوامع الثابتة.
- الأهمية: تشكل الأساس لقدرات إيران الصاروخية متوسطة المدى، وهي ضرورية للردع الاستراتيجي.
غدر
- النوع: صاروخ باليستي متوسط المدى.
- القدرات: نسخة مطورة من صاروخ شهاب-3، تم تحسين دقة صاروخ غدر، مع قدرته على ضرب هدفه على مسافة 300 متر.
- الأهمية: استُخدمت في الضربات الأخيرة ضد إسرائيل بهدف التغلب على أنظمة الدفاع الصاروخي.
عماد
- النوع: صاروخ باليستي متوسط المدى.
- القدرات: تتميز برأس حربي قابل للمناورة يسمح بإجراء تعديلات أثناء الطيران، مما يعزز الدقة مقارنة بالنماذج السابقة.
- الأهمية: مصممة لاختراق الدفاعات الصاروخية وشاركت في العديد من التدريبات العسكرية.
وتدعم إيران أيضًا الجهات الفاعلة غير الحكومية، وتزودها بالصواريخ وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار. وتسمح هذه الشراكة الاستراتيجية مع مجموعات مثل حزب الله والفصائل الفلسطينية في غزة لإيران باستعراض قوتها خارج حدودها وإنشاء شبكة من التهديدات ضد إسرائيل.
إقرأ أيضاً: “إخوانه…إخوانه…إخوانه…إنها تسقط:”الضربات الصاروخية في إسرائيل تثير الخوف بين المغتربين الهنود
الاستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية
ورداً على ذلك، استثمرت إسرائيل بكثافة في أنظمتها الدفاعية الصاروخية. القبة الحديدية، نظام دفاعي قصير المدى، يعترض المقذوفات القادمة، بينما يستهدف نظام مقلاع داود التهديدات متوسطة إلى طويلة المدى. علاوة على ذلك، طورت إسرائيل نظام الدفاع الصاروخي آرو، المصمم خصيصًا لمواجهة الصواريخ الباليستية.
القبة الحديدية
- النوع: نظام دفاع جوي قصير المدى.
- القدرات: مصممة لاعتراض وتدمير التهديدات قصيرة المدى، مثل الصواريخ وقذائف المدفعية، بمعدل نجاح مرتفع. يمكنها الاشتباك مع أهداف متعددة في وقت واحد.
- الأهمية: معترف بها على نطاق واسع لفعاليتها خلال الصراعات مع حماس والجماعات المسلحة الأخرى.
حبال داود
- النوع: نظام دفاع صاروخي متوسط المدى.
- القدرات: تحمي من التهديدات قصيرة ومتوسطة المدى، باستخدام صواريخ اعتراضية متقدمة للاشتباك مع الأهداف على مسافات تصل إلى 300 كيلومتر.
- الأهمية: توفر طبقة حاسمة من الدفاع ضد التهديدات الصاروخية من إيران وحزب الله.
السهم 2 والسهم 3
- النوع: أنظمة دفاع صاروخية بعيدة المدى.
- القدرات: تم تصميم Arrow 2 لاعتراض الصواريخ الباليستية خلال مرحلتها النهائية، بينما يمكن لـ Arrow 3 التصدي للتهديدات في الفضاء قبل عودتها إلى الغلاف الجوي.
- الأهمية: تمثل هذه الأنظمة تقدمًا كبيرًا في القدرات الدفاعية الإسرائيلية ضد التهديدات الصاروخية بعيدة المدى.
وأعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم إزاء التطور المتزايد للصواريخ الإيرانية. وقد صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن “الصواريخ الإيرانية قادرة على الوصول إلى مدننا، ويجب علينا التأكد من أننا مستعدون لمواجهة هذا التهديد”. وتؤكد العقيدة العسكرية الإسرائيلية على توجيه ضربات استباقية ضد مواقع إطلاق الصواريخ لمنع الهجمات المحتملة.
سباق التسلح الإقليمي
ويشارك كلا البلدين في سباق تسلح إقليمي يزيد من خطر الصراع. وشنت إسرائيل غارات جوية على مواقع إيرانية في سوريا، بهدف عرقلة نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله. ورداً على ذلك، هددت إيران بالانتقام، مما أدى إلى تصعيد احتمال المواجهة العسكرية.
ويحذر الخبراء من أن هذه المنافسة الصاروخية قد تؤدي إلى حسابات خاطئة أو تصعيد عرضي. إن وجود أسلحة متطورة وانتشار الصواريخ بين الوكلاء الإقليميين يزيد من تعقيد المشهد الأمني.
وتعكس التطورات الصاروخية الجارية في إيران وإسرائيل صراعاً أوسع نطاقاً من أجل الهيمنة والأمن الإقليميين. وبينما تعمل الدولتان على تعزيز قدراتهما، فإن خطر المواجهة العسكرية يلوح في الأفق. ويواصل المجتمع الدولي مراقبة هذا الوضع المتطور، مدركا للعواقب المحتملة على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.