رصد عسكرى

الحرب بين إسرائيل وحماس: كشف تقرير جديد عن إلغاء مؤامرة تفجير مروعة على غرار أحداث 11 سبتمبر قبل الهجوم الإسرائيلي في 7 أكتوبر

الحرب بين إسرائيل وحماس: كشف تقرير جديد عن إلغاء مؤامرة تفجير مروعة على غرار أحداث 11 سبتمبر قبل الهجوم الإسرائيلي في 7 أكتوبر

كتب: هاني كمال الدين    

في 7 أكتوبر 2023، نفذ مقاتلو حماس هجومًا قاتلًا ومنسقًا على إسرائيل، مما يمثل أحد أكثر الهجمات تدميراً في تاريخ المنطقة الحديث. وأدى الهجوم المفاجئ إلى مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز المئات كرهائن، مما دفع إسرائيل وحماس إلى تجدد الصراع. وبينما بدا الهجوم مفاجئًا ووحشيًا، تشير التقارير إلى أن العملية كانت قيد الإعداد لسنوات عديدة، حيث قامت حماس بالتخطيط الدقيق للهجوم وتأخيره لأسباب استراتيجية.

الحرب بين إسرائيل وحماس: الخطط الأولية والتأخيرات

كشفت وسائل الإعلام الدولية، بما في ذلك نيويورك تايمز وواشنطن بوست ووول ستريت جورنال، عن وثائق تشير إلى أن الهجوم، الذي كان من المقرر إجراؤه في أواخر عام 2022، تم تأجيله لبناء القوة العسكرية لحماس وتأمين دعم إضافي من إيران وحزب الله. . وتكشف الوثائق أن قادة حماس كانوا يناقشون عملية واسعة النطاق – يشار إليها داخليًا باسم “المشروع الكبير” – في وقت مبكر من يناير 2022.

وفي أحد الاجتماعات، شارك يحيى السنوار، وهو زعيم رئيسي في حماس، وقادة كبار آخرون مثل محمد ضيف ومروان عيسى ومحمد السنوار، بشكل كبير في هذه المناقشات. وتشير التقارير إلى أن هذه الاجتماعات رفيعة المستوى عُقدت على مدار عامين، من يناير/كانون الثاني 2022 إلى أغسطس/آب 2023. وخلال هذه الفترة، قامت حماس بتحسين استراتيجيتها وحددت الأهداف المحتملة، بما في ذلك المنشآت العسكرية الإسرائيلية والمراكز السكانية المدنية.

الحرب بين إسرائيل وحماس: طلب الدعم من إيران وحزب الله

وسعت حماس بنشاط إلى الحصول على المساعدة المالية والعسكرية من حلفائها الإقليميين، وخاصة إيران. وفي يونيو/حزيران 2021، تواصل السنوار مع المسؤولين الإيرانيين، طالبًا دعمًا ماليًا لما سيصبح هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وبحسب التقارير، كتب السنوار إلى القادة الإيرانيين قائلاً: “نعدكم بأننا لن نضيع دقيقة واحدة أو فلساً إلا إذا أخذنا ذلك نحو تحقيق هذا الهدف المقدس”.

وقد أسفر هذا الطلب عن تمويل أولي قدره 10 ملايين دولار، وسعت حماس لاحقًا إلى الحصول على 500 مليون دولار إضافية لتوزيعها على مدار عامين. يرجع التأخير في شن الهجوم جزئيًا إلى الجهود المبذولة لتعزيز الدعم من إيران وحزب الله، وفقًا للوثائق التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي وأطلعت عليها صحيفة واشنطن بوست.


في أغسطس 2023، ورد أن خليل الحية، نائب حماس، سافر إلى لبنان للقاء محمد سعيد إزادي، القائد الكبير في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني. وأعرب إزادي عن دعمه المبدئي لكنه أكد أن إيران وحزب الله بحاجة إلى مزيد من الوقت للاستعداد لتصعيد إقليمي أوسع نطاقا.

الحرب بين إسرائيل وحماس: تغيير في التكتيكات وضياع المواعيد النهائية

وكانت حماس حددت في البداية الهجوم في أواخر عام 2022، ولكن تم تأجيل العملية حيث سعت الجماعة إلى الحصول على دعم أقوى من حلفائها. وفي حين أشارت إيران وحزب الله إلى احتمال تورطهما، قررت حماس في نهاية المطاف المضي قدماً دون مشاركتهما المباشرة. وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، بحلول منتصف عام 2023، كانت إسرائيل على وشك نشر نظام دفاع جوي جديد ومتقدم، والذي تخشى حماس من أنه قد يؤدي إلى تحييد هجومها إذا تأخرت أكثر. بالإضافة إلى ذلك، دفعت العلاقات الدبلوماسية المتنامية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية حماس إلى التحرك قبل أن تتعزز هذه العلاقات بشكل أكبر. كما أثرت الاضطرابات السياسية الداخلية في إسرائيل على توقيت حماس. بحلول عام 2023، كانت إسرائيل تشهد احتجاجات واضطرابات كبيرة بسبب الإصلاحات القضائية التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقد رأت حماس في هذه الأزمة الداخلية نقطة ضعف رئيسية، معتقدة أن تركيز إسرائيل على قضاياها الداخلية من شأنه أن يجعلها أكثر عرضة لهجوم واسع النطاق.

الحرب بين إسرائيل وحماس: مؤامرة مهجورة على غرار أحداث 11 سبتمبر

أحد أكثر ما كشفت عنه هذه الوثائق إثارة للصدمة هو أن حماس خططت في الأصل لهجوم على طراز 11 سبتمبر يستهدف أبراج عزرائيلي في تل أبيب، والتي تضم مركزًا للتسوق ومحطة قطار رئيسية. كان من الممكن أن تعكس هذه الخطة هجمات 11 سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك. ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، تصورت حماس إسقاط الأبراج، مما تسبب في خسائر بشرية كبيرة ودمار اقتصادي.

ومع ذلك، وبعد مناقشات مكثفة، خلصت حماس في النهاية إلى أنها تفتقر إلى القدرات العملياتية لتنفيذ مثل هذا القصف واسع النطاق. كما تخلت المجموعة أيضًا عن مقترحات طموحة أخرى، مثل استخدام عربات تجرها الخيول لنقل المقاتلين عبر الدفاعات الإسرائيلية دون أن يلاحظها أحد.

عنصر المفاجأة: استراتيجية الخداع

أحد الأسباب الرئيسية لنجاح هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الذي شنته حماس هو قدرتها على خداع الاستخبارات الإسرائيلية. على مدار ما يقرب من عامين، عملت حماس بعناية على تعزيز مظهر التركيز على الحكم في غزة وتجنب الصراع مع إسرائيل. وكان هذا الخداع مقصوداً، حيث كان كبار قادة حماس يناقشون بانتظام الحاجة إلى تضليل إسرائيل بشأن نواياهم الحقيقية.

وفي نيسان/أبريل 2022، بعد مرور شهر رمضان المبارك دون وقوع حوادث كبيرة، أعرب قادة حماس عن ارتياحهم لأنهم نجحوا في “تمويه الفكرة الكبيرة”. ومن خلال تجنب الصراع خلال تلك الفترة، أقنعت حماس إسرائيل بعدم وجود هجوم كبير وشيك. واستمرت هذه الاستراتيجية خلال عامي 2022 و2023، مما ساعد حماس على الحفاظ على عنصر المفاجأة في هجومها النهائي.

ووفقا للنتائج، فإن مجموعة صغيرة فقط من كبار قادة حماس، بما في ذلك يحيى السنوار وإسماعيل هنية، الزعيم السياسي للجماعة في قطر، يعرفون المدى الكامل للخطط. وظل العملاء من ذوي الرتب الأدنى في الظلام حتى ساعات قليلة قبل الهجوم.

7 أكتوبر: قرار الإضراب

وقررت حماس أخيرًا تنفيذ الضربة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالتزامن مع عيد “سمحات التوراة” اليهودي. وكان التوقيت مهماً، لأن إسرائيل ستكون أكثر عرضة للخطر بسبب الاحتفالات بالعطلات وانخفاض الاستعداد العسكري. ووفقا للتقارير، ناقشت حماس شن الهجوم في وقت سابق، في يوم الغفران، لكنها اختارت في النهاية سمحة توراة باعتبارها اللحظة المثلى.

استهدف الهجوم متعدد الجوانب القواعد العسكرية الإسرائيلية والمناطق المدنية، وتضمن احتجاز مئات الرهائن، الذين لا يزال الكثير منهم في غزة. وفي غضون 24 ساعة من الهجوم، انضم حزب الله إلى الصراع، وأطلق صواريخ على مواقع إسرائيلية على طول الحدود الشمالية، وفتح جبهة ثانية في الحرب.

الحرب بين إسرائيل وحماس: إنكار إيران للتورط

وفي حين نفذت حماس الهجوم، فإن دور إيران وحزب الله لا يزال موضع نقاش. ونفى القادة الإيرانيون أي تورط مباشر في التخطيط للهجوم أو تنفيذه. صرح آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى الإيراني، أن طهران ليست مسؤولة عن الهجوم. كما أشارت وكالات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية إلى أن المسؤولين الإيرانيين الرئيسيين تفاجأوا بتوقيت الهجوم.

وردت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك على صحيفتي نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال، قائلة: “في حين أعلن مسؤولو حماس المتمركزون في (العاصمة القطرية) الدوحة أنه ليس لديهم معلومات عن العملية وأن حماس فقط” وأضاف أن “الجناح العسكري المتمركز في غزة كان مسؤولاً عن التخطيط للعملية واتخاذ القرار بشأنها وتوجيهها، وأي ادعاء يهدف إلى ربط العملية جزئياً أو كلياً بإيران أو حزب الله فهو باطل ويأتي من وثائق ملفقة”.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading