فن ومشاهير

«الديك» و «عدوية»

«الديك» و «عدوية»

لم يشأ أن يرحل عام 2024 دون أن يودع اثنين من الذين صنعوا التاريخ في الفن المصري، حيث خلدوا أسمائهم بأحرف من ذهب، وهما أسطورة الأغنية الشعبية أحمد عدوية، والسيناريست الذي كان له إنجاز كبير تأثير على السينما المصرية الكاتب بشير الديك بعد صراع مع المرض. واستمر الأمر لسنوات، حيث انطلق كلاهما في نهاية السبعينيات، وقادا حركة التغيير والتمرد في الموسيقى والسينما.

البداية مع صاحب البندقية. الدح امبو – سلامتها أم حسن – زحمة يا دنيا زحمة وسحق دبه كبشو» وغيرها من مئات الأغاني التي صنعت تاريخ وأسطورة أحمد عدوية. ومن أنحاء المنيا مسقط رأسه إلى شارع محمد علي ومقهى الآلة “ستار فاكتوري” انطلقت عدوية لتقديم لون جديد في الأغنية الشعبية بعيدا عن القوالب المعروفة في هذا المجال ممن سبقوها. له، مثل محمد عبد المطلب، ومحمد رشدي. بداية شهرته كانت بأغنية “الصح الدح أمبو”. والتي غناها لأول مرة عام 1969 والتي استوحى فكرتها وكلماتها من ابن أخيه، مما جعلها من أهم الأغاني التي اشتهر بعدها، لدرجة أن عبد الحليم حافظ غناها معه في إحدى حفلاته. رغم الهجوم الشديد الذي تعرض له.

سجل “عدوية” ؛ سجل أول تسجيل له مع شركة صوت الحب عام 1972، وكان من المفترض أن يكون لقبه أحمد العدوي، لكن خطأ مطبعي جعل عدوية تحل محل العدوي، واستقر على أحمد عدوية، ومن ثم بدأ في تغني من كلمات وألحان ملحنين وكتاب أغاني كبار مثل بليغ حمدي وكمال. الطويل، وعمار الشريعي، وسيد مكاوي، وشعراء مثل عبد الرحمن الأبنودي، ومأمون الشناوي.

تم اعتماده في الإذاعة ليفتح الباب أمام جيل من نجوم الأغنية الشعبية الذين اعتبروه الأب الروحي لهم. ورغم توقفه بسبب المرض في التسعينيات، إلا أنه كان يشارك بين الحين والآخر في ثنائيات مع نجوم شباب مثل «الناس». “الراقية” مع رامي عياش و”على حالتنا” الذي يعتبر آخر أعماله بمشاركة نجله المطرب محمد عدوية والفنان محمد رمضان ليسدل الستار على أسطورة غنائية كان صوتها من الفقراء.

أما الفرع الآخر الذي سقط من شجرة الفن فهو السيناريست الكبير بشير الديك بعد أن تخرج من الجامعة نهاية الستينات. اتجه إلى الأدب قبل أن يبدأ فيلمه الأول «مع سبق الإصرار». وقدم بعد ذلك مع المخرج أشرف فهمي مجموعة كبيرة من أهم أفلام الثمانينيات والتسعينيات والتي بلغ عددها أكثر من 50 فيلما، اختير بعضها ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

قدم أعمالاً مهمة وثنائيات فنية مع العديد من المخرجين. وأبرزهم عاطف الطيب، ومحمد خان، ونادر جلال، وعلي بدرخان. ومن يستطيع أن ينسى «الحريف – سائق الحافلة – ضد الحكومة» وغيرها من الأفلام.

كما قدم بشير الديك خلال مسيرته الفنية أكثر من 25 مسلسلا تلفزيونيا أبرزها “الحفار” و”الأهل في كفر عسكر”. كما أخرج الديك خلال مسيرته فيلمين هما “الطوفان وسكة الأمان”، وكان آخر أعماله عام 2001 وهو فيلم “الكبار”.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading