حوادث

الزواج فى «بيت العائلة» حرب أهلية تحت سقف واحد

الزواج فى «بيت العائلة» حرب أهلية تحت سقف واحد

داخل جدران منازل العائلات قصص ضحايا الطغيان. قررت امرأة أن تعبر عن حبها لابنها بطريقتها الخاصة، فتحولت حياة زوجته إلى جحيم يزداد يوماً بعد يوم حتى دفعها إلى الطلاق ومن ثم العلاج النفسي. كيف أصبحت بيوت الأسرة عائقاً أمام الحياة الزوجية السعيدة، ومن يقف وراء ذلك؟ هل والدتك متسلطة؟ أو زوج ذو شخصية ضعيفة؟ أو كما تعتقد بعض الأمهات أن الزوجة هي سبب تدمير حياتها بتصرفاتها غير المسؤولة.

ولم تتم متابعة حالات الضحايا هذه المرة أمام محاكم الأسرة فحسب، بل أيضًا على أعتاب عيادات الطب النفسي والإرشادي. السجينات، حيث وقفت أمامها الزوجات المكلومات، في محاولة أخيرة لإنقاذ زواجهن من الانهيار، أو استعادة قوتهن النفسية من جديد لمواصلة رحلة الحياة.

 

 

 

في ملف اليوم ترصد “روزا اليوسف” ضحايا الزواج في منزل الأسرة الكلمة الأخيرة في حق الأم في التدخل في حياة أبنائها الزوجية أم لا، تحليل الخبراء لهذه الظاهرة وكيفية تجنبها ، وما رأي الدين هل الطاعة العمياء للأم بر أم عادات وتقاليد خاطئة؟

هند.. الإنجاب بإذن الأم!

أمام إحدى العيادات النفسية تجد نساء سيطر الحزن على ملامحهن. منهم من جاء لينقذ نفسه، وآخرون حتى يتعافوا ويستمروا في تربية أبنائهم. وحملت امرأة ثالثة ابنها على كتفها بعد أن لدغ منزل الأسرة.

بدأت هند. » بكلمات متلعثمة، لم تكن تعرف من أين تبدأ قصتها الحزينة «منذ أول يوم من الذل». وأوضحت أنها صدمت من طريقة وشخصية والدة زوجها المتسلطة، ورغم أنها تعيش في شقتها الخاصة، إلا أن حماتها بدأت مسلسل الاستبداد والسيطرة منذ اللحظة الأولى في حياتها.< /p>

وتابعت: زوجي لم يفعل شيئًا دون استشارة والدته، حتى في الأمور الخاصة، لدرجة أنها قررت تأجيل قرار الإنجاب حتى تأذن لنا، وكانت تشتري كل احتياجات المنزل. وكانت تنتظر عروض السوبر ماركت، وتشتري كميات كبيرة من المنتجات وتجمدها في «الديب فريزر». لفترة طويلة، “كنت آكل الجبن الأبيض المجمد”.

وتابعت: زوجي كان يأخذ رأيها في كل كبيرة وصغيرة، وكان لا يهتم برأيي، ولا يعتبر ما يتماشى معي، وكانت هي التي تحكم، حتى راتبه أعطيت لها. وأعطته علاوة أسبوعية من راتبه، وتابعت: لم أتحمل هذه الأمور، فشعرت وكأنني تزوجت والدة زوجي، وبعد عدة أشهر مرض. الاكتئاب، فلجأت لتلقي العلاج النفسي، وبعد أن بدأت بالتعافي طلبت الطلاق منه.

ريم.. تحرشوا بأولادها

أما «ريم. م» وانهمرت الدموع على خديها قبل أن تتحدث، وقالت: «المصيبة حلت بأطفالي»، مؤكدة أنها تحملت جرعات من الألم والإهانة بسبب زواجها في منزل العائلة، مؤكدة أن المنزل يفتقر إلى الخصوصية، و وأجبرتها والدة زوجها على ترك مفاتيح شقتها معها، وعدم الصعود إليها إلا عند النوم.

وتابعت: لم أكن زوجة، بل خادمة عند أهل زوجي. ليس هذا فحسب، بل إنهم يتدخلون في شؤون أبنائي، وعندما أعترض على ذلك. يحرضون زوجي ضدي، حتى ينتهي الأمر بضربي ضرباً مبرحاً.

وتابعت: رغم ذلك تحملت، ولكن بسبب عدم الخصوصية داخل منزل الأسرة، والسماح لجميع الأقارب والغرباء بالدخول والخروج كما يحلو لهم، أحد أقاربي… زوجي يتحرش بأطفالي، وكما وسرعان ما علمت بالأمر، أخذت أطفالي وخرجت من المنزل، وطلبت الطلاق منه، لكنه رفض بسبب مصاريف الطلاق، فقمت برفع دعوى طلاق ضده، ومن تلك اللحظة، أطفالي ونحن نتلقى العلاج النفسي حتى نتمكن من الممارسة حياتنا الطبيعية، وحتى أتمكن من تصحيح مفاهيم أطفالي، وحتى يتمكنوا من الانخراط في المجتمع.

ياسمين.. خادمة حماتها.

أما الضحية الثالثة فهي “ياسمين. قالت: إن حماتي أعلنت الحرب من البداية وقالت لي: أنا سيدة هذا البيت وصاحبته، وأنت خادمة ابني. انتظرت أن يتخذ زوجي موقفاً ويعيد لي كرامتي، لكن رده كان بمثابة صفعة كبيرة لي. وأكد ما قالته والدته، معتقداً أن طاعته العمياء لأمه من البر، وأنه لا يستطيع أن يعصي أوامرها، وإلا أصبح ابناً عاصياً.

وتابعت: حاولت تصحيح صورته عن الصلاح، من خلال فيديوهات المشايخ التي تفصل بين حقوق الأم والزوجة، واستمر على حاله مرددا “أنا لا أتحمل أن أذهب إلى أمي وأفقدها”. . إذا عاشت من أجلي هذا العام، فلن تعيش من أجلي بعد ذلك، ولا يمكنها أن تموت غاضبة مني.

وأضافت أن الوضع بقي على ما هو عليه، فقررت التواصل مع أخصائي أسري، على أمل إيجاد حلول للتعايش مع وضعي، إلا أن الأمر باء بالفشل. انتهى بي الأمر بطلب العلاج النفسي.

عدم وجود الخصوصية

من جانبها، قالت الدكتورة إيمان عبد الله، استشارية الإرشاد الأسري والنفسي، إن الزواج في منزل الأسرة وراء كثرة حالات الطلاق، وذلك لعدة أسباب. وأهمها انعدام الخصوصية، خاصة في ظل وجود الأم المسيطرة التي تعتقد أنها مالكة المنزل، وأن الإدارة واتخاذ القرار هي مسؤوليتها وحدها.

وتابعت: الحماة المتسلطة ليس لديها أدنى فكرة أن دورها في حياة ابنها قد انتهى. وبمجرد أن يتزوج، إلا بتقديم النصائح غير الملزمة له، وأن يصبح رب الأسرة وصاحب بيت الزوجية الذي يديره وفق زوجته، يجب عليها أن تترك ابنة الابن- القانون أن تتمتع بحياة مستقرة مع ابنها، كما عاشت هي الأخرى وأنشأت بيتها وأسرتها، ولا تحرمها من هذا الحق.

وتابعت: أرفض العرف الخاطئ المنتشر خاصة في بيوت العائلات بالقرى، وهو أن يكون لدى أهل الزوج نسخة من مفاتيح الشقة، مما يسمح لهم بالدخول إليها كيفما شاءوا، ويعد انتهاكا لحقوق الزوجة. : هذه التصرفات تدمر صحة الزوجة النفسية وتفقدها إحساسها بالأمان.

وشددت على ضرورة وجود مسافة بين كل شخص، مما يعطي الشعور بالراحة، وعدم العيش تحت أوامر طرف آخر، مما ينمي لديه روح الانتماء للمكان وللأشخاص المحيطين به.

وأكدت رفضها لتدخل الحماة في تربية الأحفاد، لأنها قد تعطي لنفسها الحق في تربيتهم بشكل يخالف إرادة أمهم، تنفيذاً لأوامرها وتثبيتها. لسلطتها.

حتى أبسط الأشياء، مثل اختيار ملابسهم، هي التي تقوم بها. وفي النهاية، فإن هذه التربية المزدوجة تؤثر على الأبناء، وتحول أمهم إلى مجرد صورة، مما ينعكس سلباً على صحتهم النفسية.

p>كما أن عدم وضع الزوج للحدود بين أمه وزوجته يؤدي إلى ظهور حالة من الفتور بينهما، فتراه مجرد ظل يردد كلام أمه.

وأشارت إلى أن المنزل الذي يكون مفتوحا للجميع بلا حدود هو الأكثر عرضة للتسبب بالتحرش من من يترددون على المنزل سواء ضد الزوجة أو الأحفاد. كسر الحدود الشرعية والشرعية يخلق جيلاً لا يميز بين الحق والباطل، بين الحلال والحرام.

ووجهت إلى ضرورة وضع حدود التقسيم وترك الحرية والخصوصية لزوجة الابن، ونبذ العادات والتقاليد القديمة الخاطئة التي كانت ولا تزال سببا في انهيار وتفكك الحياة الزوجية. ;

كما طالبت الأم بالتركيز على بيتها وبقية أبنائها غير المتزوجين، حتى لو كانت وجهة نظرها صحيحة، حفاظا على شخصية ابنها وكرامته أمامها. زوجته.

علم الاجتماع

وقالت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم الاجتماع، إن هناك عدة عوامل يجب مراعاتها قبل الإقدام على الزواج، أهمها حسن الاختيار وأخذ الوقت الكافي للتعرف على طبيعة الشخص. المتقدم للزواج وأسرته، وعدم التسرع في اتخاذ القرار، مشدداً على ضرورة إتمام الزواج بعد فترة كافية من التعارف ليتمكنوا من دراسة بعضهم البعض.

وأضافت أن العامل الآخر هو التأكد من وجود تكافؤ اجتماعي بين الزوجين وأسرتيهما، حتى لا يحدث صدام بينهما. بين الزوجين أو بين العائلتين مما ينعكس على الحياة الزوجية للأبناء ويعكّر سلامها.

وأوضحت أهمية المساواة النفسية أيضاً، بحيث لا يكون هناك نوع من التعالي أو الاختلاف في العادات والتقاليد بين العائلتين، مما يؤدي إلى الانتقاد المستمر، مؤكدة أن الزوج يقع في الوسط بين إرضاء أمه والحفاظ عليها. زوجته ومنزله.

وشددت على ضرورة تفتيح مدارك الزوجة وزيادة وعيها الثقافي وتقديرها للموقف. وحب الزوج وتعلقه بأمه، بحيث تكون لديها ثقافة التعامل معها وكسب حب الأم وحنانها حتى تصبح مثل الابنة وليست زوجة الابن.

وأضافت أن الزوج يجب أن يتمتع بذكاء اجتماعي يمكنه من إرضاء أمه والقيام بواجباته تجاه بيته وزوجته دون صراع بينهما، ما يمنع الصدام بين زوجته وأمه، داعية إلى زيادة الحملات التوعوية لهؤلاء. المقبلين على الزواج وزيادة ثقافتهم في اختيار الشريك وفن التعامل.

الطب النفسي

وأكد الدكتور أحمد علي، قال استشاري الطب النفسي، إن تدخل الأم في حياة أبنائها، وخاصة المتزوجين منهم، يرجع إلى عدة عوامل في شخصية الأم، منها طبيعتها المسيطرة، وإيمانها بأنها تمتلك الحقيقة المطلقة. مما يدفعها إلى فرض رأيها على الابن وزوجته.

وأضاف أن هذا التصرف قد يكون ناتجا عن شعورها بالتقليل من شأن الآخرين، وأنها تعتبر ابنها ملكا لها، وكأنه قطعة أثاث مأخوذة منها، وبالتالي تشعر بعدم الأمان.

وأوضح أن أبناء الأم المسيطرة يعانون من ضعف الشخصيات، نتيجة حبها الزائد لهم أو خوفها عليهم، ما يؤدي إلى محو شخصياتهم وعدم قدرتهم على اتخاذ القرارات المصيرية.

وأكد أن الزوج هو المحور الأساسي في الحفاظ على حياته الزوجية والعلاقة الطيبة بين زوجته وأمه.

وشدد على ضرورة أن تترك الأم مساحة للأطفال تمكنهم من تكوين شخصيات قوية ومستقلة، والابتعاد عن الخوف الزائد الذي يقتل حياتهم.

الإسلام والحق في الاستقلال

وقال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه، في الشريعة الإسلامية والمقارن بجامعة الأزهر، إن للزوجة في الإسلام حقوقا، أهمها النفقة والسكن المستقل، كما جاء في قوله تعالى: “”وأسكنوهن في الدار”” كما سكنت من وجدك.” [سورة الطلاق]

وشدد على أن الزواج في منزل الأسرة مخالف للمبدأ، لأن للزوجة حقها القانوني في سكن مستقل، إلا إذا وافقت على العيش في منزل الأسرة، ففي هذه الحالة يجب أن تتمتع بالاستقلال التام.

p>وأكد أن تدخل أهل الزوج في شؤون الزوجة ليس من بر الوالدين، وأن علاقة الابن بزوجته خارج نطاق بر الوالدين.

وأضاف أن فرض شروط على الزوجة مثل أخذ نسخة من مفاتيح شقتها أو إدارة منزلها لا يعتبر من الشرع أو الصلاح، بل هو جزء من العادات والتقاليد الخاطئة.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading