قال السفير ماجد رفعت أبو المجد عضو المجلس المصري للعلاقات الخارجية، إن رد الرئيس الصيني شي جين بينج على توصيات الباحثين الأفارقة التي تمت صياغتها خلال المنتدى الثالث عشر لمراكز الفكر الصينية الأفريقية في دار السلام بتنزانيا، يعكس حرص الدولة الصينية على دعم التعاون المشترك بينها وبين دول القارة الأفريقية ودفعه إلى آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً اهتمام الرئيس شي جين بينج بدفع العلاقات الصينية الأفريقية نحو مرحلة جديدة من التحديث ورفعها إلى أعلى المستويات.
وأضاف أبو المجد قائلاً: "لقد كان رد الرئيس على توصياتنا بمثابة دفعة قوية لنا كباحثين ودبلوماسيين مهتمين بالشؤون الأفريقية، حيث أكدت الرسالة أن التفاعل بيننا يتم في اتجاهين وليس اتجاه واحد، وهي رسالة لدول وشعوب القارة بأن الصين تأخذ في الاعتبار هموم القارة وتحديات المرحلة الراهنة."
وتابع: إن رسالة الرئيس شي للباحثين الأفارقة حظيت باهتمام إعلامي واسع، وتمت ترجمة بعض الأفكار التي اقترحها الباحثون إلى توصيات صدرت خلال قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي التي جمعت زعماء الصين وأفريقيا في بكين، والتي من شأنها أن توحد دول الجنوب العالمي.
وقال: إنني أقدر شخصيا رسالة الرئيس شي جين بينغ إلي وإلى زملائي الباحثين الأفارقة، وأقدر أيضا اهتمامه بالمقترحات التي قدمناها. وما تضمنته الرسالة يعكس حنكته السياسية والدبلوماسية العالية، ورؤيته الحكيمة لمستقبل أفضل للبشرية، والأهمية الكبيرة التي توليها الصين للقارة الأفريقية.
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينج في رده على الباحثين من 50 دولة أفريقية أن الصين وأفريقيا كانتا دائما مجتمعا له مستقبل مشترك.
وفي رسالة الرد، أشار شي إلى أنه في مواجهة الوضع العالمي المتقلب والمتشابك، تحتاج الصين وأفريقيا إلى تعزيز التضامن والتعاون أكثر من أي وقت مضى.
وشجع شي العلماء على مواصلة تقديم الدعم الفكري لبناء مجتمع صيني إفريقي رفيع المستوى بمستقبل مشترك وحماية المصالح المشتركة للجنوب العالمي.
وأشار إلى أنه منذ فترة ليست طويلة، عقدت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني بنجاح، مما دعا إلى نداء العصر لفتح آفاق واسعة للتحديث على الطراز الصيني من خلال تعميق الإصلاح بشكل أكبر.
وتابع شي: إن التنمية والنمو المستمر للصين، التي تسعى إلى التنمية السلمية وتلتزم بالإصلاح والانفتاح، من شأنه بلا شك أن يعزز القوى الداعمة للسلام العالمي والعدالة الدولية، ويضخ زخما لا ينضب في عملية التحديث العالمية، وخاصة تنمية وإحياء الجنوب العالمي.
وأوضح أن قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي ستجمع قادة الصين وأفريقيا مرة أخرى لبحث التعاون بين الجانبين، الأمر الذي سيفتح المزيد من الآفاق لتفتيح العلاقات الصينية الأفريقية.
وأعرب عن أمله في أنه استنادا إلى توافق دار السلام بين الصين وأفريقيا، سيكثف الجانبان البحث والاستكشاف بشأن مسار التنمية في الجنوب العالمي والتعاون بين الصين وأفريقيا والتعاون فيما بين بلدان الجنوب، ومواصلة تقديم الدعم الفكري المهم لبناء مجتمع صيني أفريقي رفيع المستوى بمستقبل مشترك وحماية المصالح المشتركة للجنوب العالمي.
أرسل جيرت جروبلر، الدبلوماسي المخضرم السابق في جنوب إفريقيا والأستاذ الفخري في معهد الدراسات الإفريقية بجامعة تشجيانغ العادية، و63 باحثًا من 50 دولة أفريقية رسالة مشتركة إلى الرئيس شي، قدموا فيها أحر التهاني بمناسبة انعقاد الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، وأشادوا بشدة بالإنجازات التاريخية لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، وأعربوا عن أملهم في أن تكتب القمة التاسعة للمنتدى فصلاً جديدًا في بناء مجتمع صيني إفريقي ذي مستقبل مشترك وتحديث الجنوب العالمي بشكل مشترك.
جاء ذلك على هامش الاجتماع الثالث عشر لمنتدى مراكز الفكر الصينية الأفريقية، الذي عقد بالعاصمة التنزانية دار السلام، خلال الفترة من 7 إلى 9 مارس الجاري، تحت عنوان (بناء مجتمع دولي من أجل مستقبل مشترك)، والذي نظمه معهد الدراسات الأفريقية بجامعة تشجيانغ العادية. وحضر افتتاح الاجتماع وزير التعليم والتكنولوجيا التنزاني، ونائب حاكم مقاطعة جينهوا، والسفير الصيني في دار السلام، ورئيس صندوق التعاون الصناعي الصيني الأفريقي، وممثلون عن عدد من مراكز البحوث الأفريقية، فضلاً عن أكاديميين بارزين وباحثين شباب. ومثل جمعية الصداقة المصرية الصينية في الاجتماع السفير ماجد رفعت، عضو الجمعية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، حيث تناول في كلمته في الاجتماع أهمية البناء على مستوى الإنجاز الذي تحقق بإطلاق مبادرة الحزام والطريق الصينية في عام 2013، والتي يعتبرها أهم مبادرة اقتصادية عالمية منذ مائة عام. وأشار إلى أمل الدول الأفريقية في دعم الصين لجهودها الحالية للنهوض بقطاع التصنيع في أفريقيا بهدف دعم التنمية وخلق فرص عمل مستدامة ورفع القيمة المضافة للمنتجات الزراعية وزيادة حجم الطبقة المتوسطة في المجتمعات الأفريقية. وأطلق الاجتماع عدة مبادرات منها إنشاء شبكة تنسيق لمراكز البحوث الصينية الأفريقية واعتماد مذكرة تفاهم دار السلام بين مراكز البحوث الصينية الأفريقية لتعزيز التعاون الدولي من أجل التنمية.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.