"العطش" يهدد 10 آلاف فدان بمنطقة "الألفين" بوادي الصعايدة فى أسوان.. المزارعون يشكون من انقطاع مياه الرى عنهم 3 أشهر.. ويؤكدون: الأرض بارت والخسائر تخطت الـ300 مليون جنيه.. و"الرى": "خارج الزمام"
“كابوس استيقظنا عليه، تدمير آلاف الأفدنة المنتجة وتحويلها إلى أراض قاحلة تعاني من الجفاف بسبب نقص المياه”.. بهذه الكلمات عبر مزارعو منطقة الألفين التابعة لمشروع وادي الصعايدة بمركز إدفو شمال محافظة أسوان عن حالة محاصيلهم وأراضيهم التي تحولت من خضراء إلى جافة بسبب نقص المياه.
.. واستمع إلى شكاوى المزارعين بمحافظة أسوان، وذهب إلى أراضي “الألفين” للاطلاع على المشكلة على أرض الواقع، ثم تواصل مع مسؤولي الري لكشف ملابسات الشكوى ومعرفة المسئول عن إهدار المحاصيل الزراعية الناتج عن توقف ري هذه الأراضي.
وقال المزارع طه الشاعر: «منطقة الألفين إحدى المناطق الزراعية الملحقة بمشروع وادي الصعايدة بمركز إدفو شمال محافظة أسوان، وقمنا بزراعة هذه الأرض واستصلاحها منذ 25 عامًا، وجمعت مزارعين من محافظات أسوان وقنا وسوهاج والأقصر بجنوب الصعيد، وبذلوا جميعًا جهودًا كبيرة لاستصلاح هذه الأراضي بجهودهم الذاتية، والتي تبلغ مساحتها نحو 10 آلاف فدان، ونجحوا في إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية مثل: القمح وقصب السكر، بالإضافة إلى الكركديه والسمسم والمانجو والليمون والأعلاف وغيرها».
وتابع طه الشاعر الحديث قائلا: كانت الأراضي تنتج المحاصيل بكميات كبيرة، فمثلا تم زراعة ألف فدان من قصب السكر، وتم توريد نحو 30 ألف طن لمصنع السكر، ولكن خلال السنوات الخمس الماضية ونتيجة سوء إدارة الري انخفض الإنتاج إلى 6500 طن العام الماضي.
وأضاف مزارع الألفين أن أراضيهم تعرضت في الآونة الأخيرة لعطش شديد، ما أدى إلى تحول بعضها إلى أرض قاحلة بسبب قلة المياه، خاصة بعد قيام دائرة الري المسؤولة عن المنطقة ببناء عتبات في قناة الري المغذية للمنطقة، ما ساعد في تقليل منسوب المياه الواصلة للأراضي، معتبراً أن أراضي الألفين هي آخر الأراضي الواقعة على قناة الري، إضافة إلى قيام دائرة الري بإغلاق بوابات التحكم الحديدية في قناة الري وفتحها على مناطق الشهامة وأراضي أخرى من مشروع وادي الصعايدة، ما أدى إلى عدم دخول قطرة مياه واحدة إلى المشروع منذ قرابة 100 يوم، “حسب وصفهم”.
وأضاف حمدي دياب، أحد المزارعين، أنه جاء إلى هذه المنطقة منذ خمس سنوات قادما من مركز إسنا بمحافظة الأقصر، ليعمل في الزراعة ويعيش على خيرات هذه الأرض هو وإخوته الخمسة الذين جاءوا معه مع عائلاتهم، موضحا أن مصدر دخله الرئيسي هو الزراعة وتربية الماشية، وبعد جفاف الأراضي أصبح الوضع “كابوسا” حيث تجف المحاصيل وتنهار الأراضي وتعطش الحيوانات، مشيرا إلى أنه يضطر إلى نقل المياه من مسافة تزيد عن خمسة كيلومترات لري نفسه وأسرته وحيواناته، ولا يستطيع جلب المياه لري أرضه، واعتماده الرئيسي على ترعة الرى.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: خليجيون