مصر

اللواء محمد الدويرى: مصر لم ولن تتوانى عن تقديم كل الدعم للسودان

القاهرة: «رأي الأمة»

قال نائب مدير عام المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، اللواء محمد إبراهيم الدويري، إن انعقاد مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية بالقاهرة تحت شعار “معاً لإيقاف الحرب” يؤكد بوضوح أن مصر لم ولن تتردد في أي مرحلة في تقديم كل الدعم للدولة السودانية الشقيقة حتى تنعم بالأمن والاستقرار والتقدم.

وأوضح اللواء الدويري ـ في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا) اليوم السبت ـ أن تكثيف مصر لجهودها يأتي من منطلق أن السودان جزء من الدائرة الأولى للأمن القومي المصري، بالإضافة إلى أن البلدين تربطهما علاقات تاريخية قوية لا يمكن فصلها مهما كانت الظروف.

وأوضح أن مصر تتحرك منذ اندلاع الصراع الأخير في السودان في أبريل 2023، وتبذل جهوداً مكثفة ومتنوعة ومتواصلة لحل الأزمة السودانية والعمل على وقف الحرب التي قادت البلاد إلى مستنقع من الدماء والمعاناة الإنسانية التي حان الوقت لوقفها على الفور.

وفي هذا الصدد، أشار إلى أن مصر دعت إلى عقد مؤتمر دول الجوار بالقاهرة في يوليو 2023، بمشاركة كافة قادة هذه الدول، وتم خلال المؤتمر صياغة مجموعة من المبادئ الرئيسية لإنهاء الحرب تمهيداً لبدء حوار سياسي شامل لحل هذه الأزمة التي يؤثر استمرارها على استقرار المنطقة بأكملها، كما عقدت مصر أكثر من حوار وطني لقوى الحرية والتغيير والكتلة الديمقراطية بالقاهرة.

وأشار إلى أن مصر حرصت من خلال عقد مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية تحت شعار “معاً لإيقاف الحرب في السودان” والذي شاركت فيه قيادات سودانية بارزة وممثلون عن منظمات دولية وعربية، على محاولة تقريب المواقف المختلفة بين كافة الأطراف السودانية من أجل الوصول إلى ما يمكن تسميته بخارطة طريق واضحة تؤدي إلى تحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق الذي يستحق العيش في دولة آمنة ومستقرة، مع التأكيد على أن حل الأزمة السودانية لا يمكن أن يكون إلا حلاً سياسياً، وأن هذا الحل لا يمكن أن يتحقق إلا باتفاق كافة القوى والأطراف السودانية على الأسس اللازمة للحل لإنقاذ الدولة من مستقبل مجهول.

وأكد اللواء محمد إبراهيم أن مصر ترى أن حل الأزمة السودانية يجب أن يأتي من رؤية سودانية بحتة فقط وليس من أي رؤى خارجية مفروضة لا تخدم إلا مصالح الأطراف التي تطرحها، حيث يمتلك الشعب السوداني القيادة والمؤسسات والخبرات التي تؤهله للتعامل مع قضاياه ومشكلاته من منظور سوداني بالدرجة الأولى، بينما يجب على أي طرف خارجي أن يقتصر دوره على تقديم المساعدة والدعم وتسهيل الجوانب الإجرائية دون أي تدخل في الشأن السوداني.

وأكد أن مصر تهدف من خلال عقد هذا المؤتمر الشامل للقوى السياسية إلى أن يكون خطوة كبيرة على طريق الحل الدائم للأزمة السودانية، بحيث يمكن الاتفاق على مبادئ محددة يمكن متابعتها وتنفيذها في أسرع وقت، على أن تحظى هذه المبادئ بتوافق عام يركز فقط على المصالح العليا للشعب السوداني وليس على أي مصالح حزبية أو شخصية ضيقة.

وقال: “بالنظر إلى البيان الختامي الذي أصدره المؤتمر يمكن ملاحظة أنه تضمن مجموعة من النقاط الرئيسية التي تم الاتفاق عليها ويجب التوقف عندها، وأهمها اعتراف المشاركين في المؤتمر بأن السودان يمر بمرحلة حرجة في تاريخه تهدد ليس فقط استقراره بل وبقائه، وضرورة الوقف الفوري للحرب بما في ذلك آليات ووسائل مراقبة وقف إطلاق النار الدائم”.

وأضاف أن البيان الختامي دعا الدول الداعمة للأطراف المتحاربة إلى التوقف عن إشعال المزيد من نيران الحرب، مؤكدا أن مؤتمر القاهرة جمع لأول مرة منذ بداية الحرب الأطراف المدنية على الساحة السياسية، حيث اتفقوا جميعا على العمل لوقف الحرب.
وأكد أن البيان الختامي ركز على أهمية تجنيب المرحلة التأسيسية التي ستلي الحرب كل الأسباب التي أدت إلى فشل الفترات الانتقالية السابقة، إلى جانب تشكيل لجنة لمتابعة هذا الجهد للوصول إلى السلام الدائم.

واختتم اللواء محمد الدويري بالتأكيد على ضرورة أن يكون هذا المؤتمر نقطة انطلاق لحل الأزمة السودانية، وأن تتواصل الجهود من أجل استثمار الزخم الإيجابي الذي يولده حتى يمكن البناء على نتائجه، مشيراً إلى أن الجهود المستقبلية لا يمكن أن تنجح أو تكتمل بالشكل المطلوب إلا إذا تحملت كافة القوى والأطراف السودانية مسؤولياتها أولاً أمام الشعب السوداني على أساس أن الحل السوداني/ السوداني وحده هو الحل الأمثل، ومن ثم تحظى هذه الجهود بدعم إقليمي ودولي محايد، وبدون ذلك سيبقى الوضع في السودان في حلقة مفرغة.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading