مصر

"المؤشر العالمي للفتوى": 33% من فتاوى الجماعات المتطرفة هدفها نشر الفوضى

القاهرة: «رأي الأمة»

• “وسائل التواصل الاجتماعي” هي المصدر الأكثر انتشارا للفتاوى العشوائية والمضللة بنسبة 39%.

• (الإشاعات والاتجاهات والمنصات الإلكترونية).. ظواهر تعكس التحديات التي تواجه المؤسسات الدينية في مواجهة عشوائية الفتاوى
• مؤشر الفتوى يضع وصفة لضمان الحد من فوضى الفتاوى… ويوصي بضرورة تنظيم الفتوى المؤسسية والعمل الإعلامي.

قدم المؤشر العالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم دراسته “مواجهة الفتاوى العشوائية.. نحو تفعيل دور مؤسسات الإفتاء في مواجهة الفوضى المعاصرة” “، على هامش الندوة الدولية الأولى التي أقامتها دار الإفتاء المصرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي بعنوان: “”الفتوى وتحقيقها”” “الأمن الفكري” بمناسبة اليوم العالمي للفتوى الذي يحتفل به في الخامس عشر من ديسمبر من كل عام.

وقد ضمت دراسة فهرس الفتوى سبعة أبواب، ناقش القسم الأول المقصود بـ”ظاهرة فوضى الفتاوى” من حيث المفهوم، وتخصص المبحث الثاني بالحديث عن أسباب فوضى الفتاوى الإلكترونية، بينما احتوى المبحث الثالث على تحليل لثلاث ظواهر خاصة بفوضى الفتوى، وهي: (الإشاعات – الاتجاهات). – المنصات الإلكترونية)، بينما تحدث المبحث الرابع عن آثار ظاهرة فوضى الفتاوى، وقدمت الأقسام (الخامس، والسادس، والسابع) وصفة للتحقق من الفتاوى المضللة، وجهود المؤسسات الدينية الرسمية في هذا السياق، و توصيات لمواجهة الظاهرة.

واعتمدت الدراسة على التحليل الإحصائي والشرعي لعينة من الفتاوى والآراء غير المنضبطة تقدر بـ (300) فتوى ورأي، بالإضافة إلى عدد من الدراسات والإحصائيات التي تناولت ظاهرة الفتاوى العشوائية. كما اعتمدت منهجية الدراسة على آلية “تحليل المحتوى” بشقيه الكمي والموضوعي، للوصول إلى النتائج والاستنتاجات. إلى جانب القياس الكمي لردود الفعل الصدى والتغذية الراجعة.

بنسبة 39%.. مواقع التواصل الاجتماعي مصدر للفتاوى العشوائية
وقال الدكتور طارق أبو هشيمة مدير الفهرس العالمي للفتوى إن دراسة الفهرس كشفت أن (39%) من الفتاوى العشوائية والمضللة والمعلومات الدينية الكاذبة صدرت عبر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي تليها المواقع والمنتديات ( 28%، ثم البرامج الفضائية (28%). 22%، وأخيراً تطبيقات الهاتف (11%).
وأكد مؤشر الفتوى أن هناك عدة أسباب أدت إلى انتشار الفتاوى غير المنضبطة، مشيرًا إلى أنها إما مرتبطة بالمفتي، أو مرتبطة بطالب الفتوى، أو مرتبطة بوسائل الإعلام الناقلة للفتوى.
وتابع مؤشر الفتوى في دراسته أن أبرز أسباب فوضى فتاوى المفتين هي: التطور التكنولوجي، واتساع الفضاء الرقمي، وريادة من ليس مؤهلا للإفتاء، والارتباك حول المؤسسة الدينية الرسمية المسؤولة. للإفتاء، والتسرّع في الإفتاء، وطلب الشهرة والاتجاه، والتعصب المذهبي، وغياب الوساطة، وعدم الوقوف. ويتعرف المفتي على حقيقة بلد السائل وما يحدث فيه، ويخدم فكراً أو اتجاهاً معيناً.

مضيفاً أن أبرز أسباب فوضى الفتاوى المتعلقة بالمفتي هي: الجهل الديني، والاستفتاءات دون الحاجة لغرض المناظرة، والاعتماد على الإنترنت للحصول على الفتوى، والتساهل في الاستفتاء، والخلط بين المفتي والمفتي. آحرون. كما رصد مؤشر الفتوى أبرز الأسباب المتعلقة بالوسيلة الإعلامية، أهمها: استخدام الفتوى لأغراض تجارية، وقلة وعي بعض الإعلاميين بالأهمية الزمنية للفتوى وعرضها على الجمهور. السائل، وملاحقة الشخصيات المثيرة للجدل للوصول إلى الاتجاه..

(إشاعات، اتجاهات، منصات إلكترونية)… مثلث فوضى الفتاوى
وسلط المؤشر العالمي للفتوى في دراسته الضوء على مظاهر فوضى الفتاوى من خلال ثلاثة محاور رئيسية: أولا: فتاوى الشائعات المبنية على معلومات غير موثوقة وتثير الفتنة، ثانيا: فتاوى الاتجاه التي تسعى إلى تحقيق الشهرة والانتشار السريع على مستوى العالم. على حساب الثوابت الشرعية والأخلاقية، وثالثاً: الفتاوى الصادرة عن المنصات الإلكترونية التي تعتمد على منصات التواصل الاجتماعي والقنوات غير الرسمية لنشر أفكارها. وأكد المؤشر أن المحاور الثلاثة تعكس التحديات التي تواجه المؤسسات الدينية في ضبط الفتوى والخطاب الديني.

ورصد مؤشر الفتوى الأسباب الرئيسية لانتشار الفتاوى الشائعة، وهي: الاعتماد على أخبار غير موثوقة أو غير مؤكدة، وإثارة الفتن بين الناس، والمبالغة والمبالغة في طرح بعض مسائل الفتوى، والحضور الرقمي عبر وسائل إعلام غير موثوقة، والتناقض مع الثوابت الشرعية. . كما حلل مؤشر الفتوى عينة من الشائعات والآراء الصادرة عن الجماعات المتطرفة، وكشف أن (33%) منها تهدف إلى نشر الفوضى ونشر الفرقة وزعزعة أمن المجتمعات.

أما أبرز جوانب الفتاوى الرائجة، فقد أكد المؤشر أنها تتعلق بأحداث جارية أو موضوعات رائجة على وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لتحقيق الشهرة الشخصية. كما أنها تتعارض مع أحكام الشريعة من جهة والمعايير الأخلاقية من جهة أخرى، ويركز الكثير منها على قضايا لا فائدة منها أو مفيدة للأفراد. والمجتمعات.

وحلل مؤشر الفتوى في دراسته الفتاوى الرائجة خلال الأشهر الثلاثة الماضية (سبتمبر – أكتوبر – نوفمبر 2024) وخلص إلى أن (56%) من اتجاهات الفتاوى غير الرسمية أحدثت بلبلة وفوضى دينية ومجتمعية، حيث وضعت هذه الفتاوى عامة الناس في موقف حرج. الحيرة في شؤونهم. واعتبر المؤشر أن ترك الباب مفتوحا لمثل هذه الفتاوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، من أجل تحقيق جنون الشهرة أو الربح المادي؛ سيؤدي ذلك إلى تراجع قيمي وأخلاقي.
أما أبرز الفتاوى السلبية والمواضيع الدينية التي أثارت جدلا كبيرا وتسببت في فوضى دينية ومجتمعية خلال الأشهر الثلاثة السابقة، فكانت الفتوى بجواز سرقة الماء والكهرباء والغاز، والفتوى الأخرى التي طالب فيها مصدرها بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث.

وخلص مؤشر الفتوى في هذا السياق إلى أن هناك تناسبا عكسيا بين تأثير اتجاهات الفتوى السلبية ومدى الوعي الديني والمجتمعي، حيث يزداد تأثير هذه الاتجاهات في المجتمعات التي يكون فيها الوعي الديني منخفضا ونسبة التعليم منخفضة، والعكس صحيح. كما أشارت الدراسة إلى أن الفئات العمرية تلعب دورا هاما. وفي التفاعل مع ظاهرة الاتجاهات الدينية وغيرها، فإن الفئات العمرية الأصغر سنا هي الأكثر تأثرا بظاهرة الاتجاهات بسبب افتقارها إلى الخبرة والوعي، في حين أن الفئات العمرية الأكبر سنا لديها وعي أكبر بأنها تستطيع التعامل مع الظاهرة بحذر وحكمة.

أما عن فتاوى المنصات الإلكترونية ودعاة وسائل التواصل الاجتماعي، فقد أشار مؤشر الفتوى في دراسته إلى أنها تلك الفتاوى التي أصدرتها شخصيات مشهورة عبر المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي تتجاوز حساباتها الرسمية على القنوات الرقمية ملايين المشاهدات، ورغم عظمتها التأثير على الجمهور، فقد تكون مصدرًا للفوضى. الفتاوى وفي بعض الأحيان، ومن خلال هذه المنصات، تحولت الفتوى إلى أداة تسويقية شخصية، وتستخدم كوسيلة لزيادة شهرة الداعية وتعزيز مكانته الاجتماعية والإعلامية.

وأضاف مؤشر الفتوى أن من أبرز المظاهر المرتبطة بهذه الفئة من الفتاوى: إصدار فتاوى دون المؤهل العلمي الكافي، واستخدام المنصات الإلكترونية لترويج الأفكار أو الآراء الفردية، والسعي إلى التفاعل العالي من الجمهور من خلال تقديم فتاوى تتماشى مع الرأي الشعبي. القضايا المطروحة على الساحة، والاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي. وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الخاصة المنابر الرئيسية لإصدار الفتاوى، مما يفقد الفتاوى طابعها الرسمي ومصداقيتها.

مواجهة فوضى الفتوى.. حلول وتوصيات

ووضع المؤشر العالمي للفتوى في نهاية دراسته وصفة تضمن الحد من ظاهرة فوضى الفتوى، تتضمن حلولا جذرية لمختلف أركان عملية الفتوى، سواء للمفتي أو وسيلة الإعلام أو السائل المتلقي الذي وهو المسؤول عن اختيار الفتوى بالطريقة الصحيحة.
وعلى صعيد تنظيم عمل الإفتاء المؤسسي، أوصى مؤشر الفتوى بوضع معايير واضحة لتأهيل المفتين، وتفعيل القوانين التي تجرم الإفتاء دون ترخيص أو مؤهل علمي معتمد من الجهات المختصة، والتعاون مع القنوات الإعلامية والمنصات الرقمية لتقديم برامج توعوية تشرح خطورة الفتاوى غير الموثوقة وتأثيرها على المجتمع، والترويج لمنصات الفتوى المعتمدة، ومزيد من التعاون بين مؤسسات الإفتاء الرسمية، والاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي في تقديم الفتاوى، والدفع. المزيد من الاهتمام بالفتاوى الجماعية.
أما فيما يتعلق بتنظيم العمل الإعلامي الذي يتناول الفتاوى، فقد دعا مؤشر الفتوى وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء بشكل أكبر على العلماء المؤهلين من المؤسسات الرسمية مثل الأزهر ودار الإفتاء في وسائل الإعلام المختلفة، وتقديم برامج إعلامية دينية تناقش الفتاوى. والمسائل الشرعية بشكل مبسط وسلس للناس، ولجذب الجمهور بعيدًا عن الفتاوى. غير موثوق، تعليمهم الفرق بين الوظائف الدينية المختلفة والظهور الإعلامي واستخدامها بشكل جيد.
وفيما يتعلق بتطوير الجانب التوعوي لدى الجمهور المتلقي للفتوى، أوصى المؤشر بضرورة معرفة كيفية التحقق من صحة الفتاوى من خلال عدة طرق ووسائل، ونشر الوعي المجتمعي حول الفتاوى الصحيحة، وتنفيذ حملات توعوية على مستوى المدارس، الجامعات والمجتمع ككل حول كيفية الحصول على الفتوى من المصادر الموثوقة، وتعزيز الفهم الديني الصحيح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والابتعاد عن مصادر الفتاوى العشوائية وغير المنضبطة، واللجوء إلى المصادر الرسمية المعتمدة للفتاوى.
يُشار إلى أن الورشة أقيمت على هامش الندوة الدولية، وأدارها الدكتور محمد عبد السلام أبو خزيم، أستاذ الشريعة بجامعة عين شمس، وحضرها نخبة من الباحثين والأكاديميين والخبراء ورجال الدين. بينهم الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، والدكتورة نهلة الصعيدي، والدكتورة ماريا الهطالي. ، د. محمد بشاري، د. سامح فوزي، د. أيمن عبد الوهاب، د. إلهام شاهين، و د. سامية قدري، د. سامي عبد العزيز، د. أسامة الحديدي، د. الشيماء عبد العزيز، د. وليد رشاد، د. أمل مختار، د. حسني متولي، د. حمادة شعبان، د. محمد بناية، د. أحمد ممدوح، د. محمود. شلبي، ود. محمد وسام، ود. حازم داود، ومن بين باحثي الفهرس الباحث محمد عاشور، والباحثة مروة عبد العزيز، والباحثة أماني ماهر، والشيخ محمد سمير.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading