المفتى: جماعات التطرف وعلى رأسها الإخوان استغلت التكنولوجيا في نشر أفكار منحرفة
مفتي الجمهورية في ندوة بمجلس الشباب المصري:
تعتبر منصات التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين ويجب استغلالها لبناء الوعي الصحيح.
لقد شكلت سهولة استخدام منصات التواصل الاجتماعي خطراً كبيراً على سلامة القيم الدينية والأخلاقية للمجتمعات.
·
وتتعمد الجماعات المتطرفة محاربة كل نشاط تعليمي أو ديني أو إعلامي أو ثقافي يعمل على رفع الوعي بين أفراد المجتمع.
الشباب هم أمل مصر والحصن المنيع ضد هجمات المتطرفين.
· الخطاب الديني الجديد ضرورة ملحة لمواجهة التطرف الإلكتروني
إن مفهوم المواطنة مفهوم إسلامي أصيل وصحيح أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيفة المدينة المنورة.
قمنا بتصحيح مفهوم الوطن والوطنية الذي اعتبرته هذه الجماعات المتطرفة مفهوما يتعارض مع الإسلام.
· توفير التعليم العلمي والديني الصحيح للشباب الذي يرفع شأن الأمة ويعزز تقدمها وازدهارها.
الرئيس السيسي يولي اهتماما كبيرا بشبابنا ويدعونا لإعادة بناء الإنسان المصري المتحضر
ستظل مصر وشعبها وشبابها وقائدها وجيشها متحدين إلى يوم القيامة، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم.
قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم: إن لكل عصر ثقافته ولغة تعبر عنه وتبرز معالمه وتوضح مزاياه وخصائصه وتعكس جوانب الحضارة والتطور فيه، ولا شك أن العلوم التكنولوجية هي لغة وثقافة هذا العصر التي تعبر عن روحه وحضارته.
وأضاف أن منصات التواصل الاجتماعي تقع على قمة هرم التطور والتقدم التكنولوجي، حيث أصبحت متاحة للجميع، وهي ثقافة ذات وجهين وسلاح ذو حدين، يمكن استخدامها لنشر المعرفة والخير بين الناس، كما يمكن استخدامها بطرق ضارة وسيئة، مثل نشر الأفكار المتطرفة والإرهابية أو نشر الشائعات والمفاهيم الخاطئة.
جاء ذلك خلال كلمته في الندوة التي نظمها مجلس الشباب المصري في إطار البرنامج الوطني لمكافحة التطرف والاستقطاب الفكري، حول “استكشاف دور منصات التواصل الاجتماعي في صناعة التطرف”.
وأوضح مفتي الجمهورية أن سهولة استخدام هذه المنصات حتى لمن لا يمتلك أي ثقافة أو معرفة تقنية، شكلت خطراً كبيراً على سلامة القيم الدينية والأخلاقية للمجتمعات، وخاصة مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي تولي أهمية كبيرة للقيم والأخلاق، وهذا السعي المحموم وراء الشهرة والترند وجمع الأموال زاد من خطورة هذه المنصات.
وأضاف أن “الجماعات المتطرفة والإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية لم تدخر جهداً في استغلال منصات التواصل الاجتماعي لزعزعة الأمن وتهديد الاستقرار ومحاربة قيم الاعتدال والتوازن على المستويين الديني والأخلاقي من خلال استخدام هذه المنصات الرقمية”.
وأشار المفتي إلى أن استحالة ممارسة الرقابة الصارمة على هذه المنصات بسبب اختلاف العادات والقوانين المتعلقة بالحريات حول العالم، يحتم علينا جميعاً الاهتمام بقضية خلق الوعي العقلاني الذي يحمي المجتمع، وخاصة الشباب، من خطر هذه الأفكار المنتشرة بلا رقابة على منصات التواصل الاجتماعي.
وتابع: “لقد استغلت الجماعات الإرهابية هذه المواقع لنشر أفكار منحرفة، منها تكفير المجتمع وإدانته بالجهل والخروج عن الإسلام، رغم أن المسلمين يؤدون فرائض الإسلام وشعائره ويبنون هذه العبادات على عقيدة راسخة وإيمان راسخ وتوحيد لا تشوبه شائبة، إلا أن هذه الجماعات الإرهابية عمدت إلى تشكيك الناس في دينهم ومعتقداتهم، بل وجعلتهم يشككون حتى في علماء المؤسسات الدينية المعتدلة، وأبرزها الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء، ودار الإفتاء المصرية وعلمائها الموثوق بهم”.
وأكد المفتي أن هذه الجماعات استغلت منصات التواصل الاجتماعي الحديثة لتشويه صورة العلماء الذين يدلون الناس على الله عز وجل ويرشدونهم إلى طريق الحق والصراط المستقيم، وينشرون علامات الوسطية والتيسير بين الناس ويظهرون دين الإسلام على حقيقته بتيسيره واتساعه وقلة شدته، وقد أدى هذا التشويه المتعمد إلى عزل بعض الغائبين عن مظلة الإسلام المعتدل، وتبرمجت عقولهم على الأفكار المتطرفة التي تبثها هذه الجماعات، فأصبحوا فريسة سهلة ودخلوا في مسارات التكفير والعنف والإرهاب.
وأوضح مفتي الجمهورية أن هذه الجماعات عمدت إلى استغلال هذه المنصات لمحاربة أي نشاط تربوي أو ديني أو إعلامي أو ثقافي من شأنه أن ينشر الوعي بين أفراد المجتمع وتمكينهم من التمييز بين الحق والباطل، وبين الضلال والهداية، ولذلك وضعنا في دار الإفتاء المصرية خططاً طموحة وعقلانية ومشاريع واعدة، انطلاقاً من استجابة صادقة لدعوة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يدعو إلى التركيز على بناء الوعي، وأهمية تجديد الخطاب الديني، ومحاربة الأفكار المتطرفة بالأفكار المعتدلة، وضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة.
وأضاف مفتي الجمهورية: «كان من أهم ركائز عملنا الاستغلال الجيد والبناء لوسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها للوصول إلى أكبر قاعدة ممكنة من مستخدمي هذه المنصات، وخاصة الشباب، وكنا نستهدف فئتين من الشباب: الفئة الأولى فئة الشباب الذين خدعتهم هذه الجماعات المتطرفة، والفئة الثانية الشباب الذين ورثوا من هذه الممارسات المنحرفة أفكاراً مشوهة عن الإسلام، ووقعوا في فخ الإلحاد أو التشكيك في الإسلام نفسه».
ولفت المفتي إلى أن من نتائج هذا الحراك في مسارات البناء الواعي المختلفة تغير كثير من المفاهيم والأفكار والقناعات الخاطئة، وهو ما يشير بوضوح إلى أن دعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي المتكررة لمختلف مؤسسات المجتمع للاهتمام بالبناء الواعي وإيقاظ الأمة المصرية وإحياء الأفكار والمفاهيم التي تدعم سلامة الوطن وتضمن أمنه واستقراره كانت رؤية سليمة نابعة من شعور وطني صادق وحب كبير لوطننا مصر.
وقال المفتي: “لقد أعدنا إلى خارطة الفكر الإسلامي المعاصر النقاش حول المفهوم الصحيح للحكم، وأننا نحكم ونعيش وفق الشريعة الإسلامية، وأن مفهوم المواطنة مفهوم إسلامي أصيل وصحيح ينبع من الشريعة الإسلامية وأسسها وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم في وثيقة المدينة، كما صححنا مفهوم الوطن والقومية الذي اعتبرته تلك الجماعات المتطرفة مفهوماً يتناقض مع الإسلام، وأظهرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب وطنه وحزن على فراقها والهجرة منها، ولو كان ذلك بالهجرة المباركة”.
وأكد أن شبابنا الواعي هم أملنا وسندنا للمستقبل وهم أماننا من المخاطر وسورنا المنيع ضد هجمات الأعداء، وأن عقولهم الواعية هي رأس مال الأمة المصرية، وأن تكوينهم العلمي والديني الصحيح يرفع من شأن الأمة ويدفع تقدمها إلى الأمام على طريق التقدم والازدهار.
وأضاف مفتي الجمهورية: «نشهد جميعا مدى اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالشباب وإعدادهم لتحمل مسئولية المستقبل، فلنجعل أول اهتماماتنا كمؤسسات بناء الوعي مد جسور الثقة والأمان بيننا وبين الشباب، ورسم ملامح مستقبل يبعث النشاط في نفوسهم ويحيي في قلوبهم الأمل والرغبة في التقدم والتعليم والعمل والإنتاج والبناء».
وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي إذا كان يولي شبابنا اهتماما كبيرا، فذلك لأن فخامته يدعونا لإعادة بناء الإنسان المصري الحضاري، فبناء الإنسان هو أعظم وأهم عامل في بناء الأوطان والبنيان، ونحن نسعى لبناء مصر الجديدة، مصر الحديثة، مصر الحضارية، فلابد أن نعلي من قيمة دور الشباب، ونمد أيدينا لهم بكل ما يساعدهم على تجاوز المخططات الهدامة التي تسعى إليها هذه الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة، لعكس دورهم تجاه وطنهم وتوجيههم في اتجاه قبيح عبر منصات التواصل الاجتماعي حتى يصبحوا أداة هدم وليس بناء.
واختتم المفتي كلمته قائلا: “إننا نثق في الله وواثقون تماما أن الله تعالى لن يصلح عمل المفسدين، وأن مصر وشعبها وشبابها وقائدها وجيشها ستظل موحدة إلى يوم القيامة، لن يضرها من خالفها أو خذلها حتى يأتي أمر الله تعالى وهم على هذا العهد الإلهي وعلى هذا العهد الوطني الحضاري الذي يمثل لنا المصريين طوق النجاة الحقيقي من كل مكائد الأعداء والفئات الضالة”.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7