بقلم الدكتور سمير كمال : حريق لوس أنجلوس بين العظة والعظمة
١- إعصار النار مصطلح لم يعرفه العلم إلا عام ١٩٢٣ عندما ضرب اليابان وأدى إلى مقتل ٣٨ ألف نسمة فى دقائق قليلة بعدها حاولوا فهمه فلم يجدوا إلا بعض الفرضيات التى يصعب على غير المتخصصين فهمها حيث أن واضعى هذه الفرضيات لم يفهموها حتى أنهم أطلقوا عليها أعاصير الشيطان
٢- لمن لا يعرف فهذه الأعاصير تضرب لثوانٍ معدودة فتصعق وتحرق ملايين الهكتارات فى هذه الثوانى وتدمر كل شىء ولك أن تتخيل إعصار من اللهب يضرب بإرتفاع أعلى من أى ناطحة سحاب وأعلى من أى قمة جبل بسرعة تزيد عن ١٠٠ كيلومتر فى الساعة
٣- العظمة هى أن تكتشف أن هذه الأعاصير تم ذكرها فى القرآن الكريم من أكثر من ١٤٠٠ سنة وأخبر بها رجل من العرب فى بيئة جافة صحراوية يستحيل أن يعرف أو يسمع عن مثلها ( صلى الله عليه وسلم) فهل يمكن أن يكون من أخبره بهكذا خبر غير الخالق العليم؟!!!
٤- عظمة العظمة أن تجد رب العزة يصور لنا هذا الإعصار الذى هو أكبر قوة تدميرية طبيعية على الأرض ليست فى جزاء العصاة او المخالفين لشرعه ولكنها صورة المنفقين وأهل البر والتقوى ولكنهم المنانين الذين ينفقون ويتعبدون ليقال عنهم أنهم أهل التقوى والصلاح فصورهم كأهل هوليود ولديهم الجنة بالربوة والجمال والروعة لفترة طويلة ولمّا انتهى وجاءهم الكِبَر ولديهم ذرية ضعفاء ويحتاج الواحد منهم الى هذه الجنة لتحميه فى ضعفه وتؤمن احتياجاته جاءها إعصار فيه نار فاحترقت فيا للعجز للصاعقة وهو ينظر فى حسرة ولا يستطيع أن ينقذ جنته (عمله الذى كان يظن أنه صالحاً) ولا يوجد عمر يجعله يبدأ من جديد ليبنى ويعمر الجنة حتى وان كان هو نفسه راعى البترول وليس راعى البقر الذى سيفرض إتاوه على رعاة البترول !!!
٥- إن الله الذى خلق كل شىء ويعلم كل شىء فما تسقط من ورقة ولا تنبت حبة خردل فى أرض إلا يعلمها ومسجلة عنده فى كتاب مبين فلا يطغى أى عنصر بيئى عن مقداره إلا بأمره وحدث ذلك مرتين
@الأولى: مع الماء عندما طغى وفاض عن الحد المسموح له فكان عذاب قوم نوح وقال سبحانه إنا لما طغى الماء حملناكم فى الجارية وغرق كل ما على الأرض وجرت السفينة بأجدادنا فى موج كالحبال حتى أتى أمر الله فقيل للأرض ابلعى ماءك وللسماء أقلعى وغيض الماء وعاد إلى معدلاته
@الثانية: مع الريح عندما أهلك الله قوم عاد فعتت الرياح عن معدلاتها الطبيعية لتدمر أقوى بشر على وجه الأرض الذين ظنوا أنهم ملكوا الأرض وقادرون عليها ونحتوا الجبال بيوتاً فارهة وملكوا ما لم يملكه غيرهم فجاءتهم الرياح العاتية مثل حجز الأوتيلات سبع ليالى وثمانية أيام حسومات
Check-in and check out
لم تذر منهم باقية
٦- أعاصير النار مازالت لم تتعد بعد ولكنها عبرة لأمريكا التي تظن أنها قدرت على الأرض كلها يحذرهم رب الناس بأنه ذا بطش شديد وليجعلهم يقفون على الأرض وقد ظنوا أنهم طايرين محلقين فوق البشر لديهم خططهم لكل شىء ليقفوا عاجزين أمام حرائق لو استمرت لساعة او ساعتين لأفنت القارة بكل ما عليها من أبلها (apple) وبترولها وكونجرسها وهوليودها ومارينها وحاملات طيرانها ومراصدها التجسسية وفقاقيعها البرغوتية وناطحات سحابها وناطحات أبقارها
الشاهد:
اعتبروا يا
١- من تظن أنك من أهل التقوى والأيمان وتمارى بصلاتك وصدقاتك وتعتبر نفسك قيّم على أخلاق الناس وان كل الناس عصاه وأنت الصالح وكل فلوس الناس حرام وانت الأمين وكل الناس كفرة وأنت الموحد الوحيد حتى لا يصيب عملك إعصار فيه نار
٢- من تظنون أنكم ملكتم من الأرض بعلمكم وقوتكم وبأسكم ما يجعلكم تتحكمون فى مصائر العباد فتثيرون الفتن وتقتلون الأبرياء أينما شئتم وتشعلون الفتن والحروب حتى لا يضربكم إعصار فيه نار يتعدى الغابات أو يطول عمره فيخسف بكم الأرض ولن تكون لكم فئة تنصركم من دون الله
أعتقد أن الله يسمح للشر أن يوجد بمعدل معين وأجل معين ليميز الخبيث من الطيب ولكن إذا طغى الشر يجمعه على بعضه ثم يركمه جميعاً فيكون حطاما
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.