تيار كهربائي ضعيف.. تجربة مثيرة تثبت فعالية في تقليل أعراض الاكتئاب
كتبت/ زيزي عبد الغفار
في دراسة تجريبية، استخدم باحثون نظام حلقة مغلقة جديدا لقياس أنماط الدماغ الكهربائية للمرضى، ثم تحفيز تلك الأنماط بتيار كهربائي ضعيف، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في أعراض اضطراب الاكتئاب الشديد.
وذكر موقع ميديكال إكسبريس أن أدمغتنا مليئة بالكهرباء، ويتم إرسال مليارات الإشارات كل يوم سواء كنا نمارس الرياضة، أو نأكل، أو نغني، أو نقرأ، أو نعمل، أو ننام، أو مجرد الاسترخاء، وعندما نجلس وأفكارنا مستيقظين وأعيننا مغلقة، فإن أنماطًا كهربائية معينة عند تردد 8-12 هرتز تهيمن على أدمغتنا. يطلق عليهم تذبذبات ألفا.
عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب الشديد، غالبًا ما تكون موجات ألفا هذه في الجانبين الأيسر والأيمن من قشرة الفص الجبهي غير متوازنة؛ غالبًا ما يكون الجانب الأيسر مفرط النشاط.
ماذا لو كان من الممكن إعادة هذا النشاط الزائد إلى التوازن؟ هل سيساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب؟ كان فلافيو فروهليتش، أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة نورث كارولاينا، رائدًا في طرق التحقيق في هذا السؤال، وإيجاد إجابات رائعة مع مساعدة المرضى على تخفيف أعراض الاكتئاب لديهم.
قياس ترددات ألفا الفردية
الآن، ولأول مرة، قام فروهليتش وزملاؤه – بما في ذلك المتعاون منذ فترة طويلة ديفيد روبينو، الرئيس السابق لقسم الطب النفسي بجامعة نورث كارولينا – بتطوير واختبار نظام حلقة مغلقة يمكنه قياس ترددات ألفا الفردية للشخص وتحفيز الدماغ. مع تيار كهربائي متناوب منخفض المستوى لتحقيق التوازن في تذبذبات ألفا.
في كل جلسة مدتها ساعة – لمدة خمسة أيام متتالية – سمح نظام الحلقة المغلقة للباحثين بقياس موجات ألفا بشكل مستمر وتحقيق مستويات منخفضة من الكهرباء لمساعدة الدماغ على إعادة تذبذبات ألفا إلى التزامن.
في بحث نُشر في المجلة الأمريكية للطب النفسي، تظهر البيانات أن 80% من 15 مريضًا شهدوا تحسنًا ملحوظًا في أعراض الاكتئاب لديهم على الفور وعلى مدار الأسبوعين التاليين، وفقًا للاختبارات السريرية القياسية والتقارير الذاتية.
لم تكن هناك مجموعة علاج وهمي في هذه الدراسة التجريبية، لكن مختبر فروهليتش حصل على تمويل لإجراء دراسة مراقبة عشوائية مزدوجة التعمية لنظام الحلقة المغلقة الجديد الذي طوره فروهليتش.
وقال فروهليتش، الذي يدير الدراسة: “تركز نماذج التحفيز اليوم في الغالب على شبكات عصبية محددة عبر مناطق الدماغ وليست مصممة لاستهداف بنية نشاط الدماغ الكهربائي واسع النطاق، والتي يمكن قياسها كأنماط إيقاعية نشير إليها باسم تذبذبات الشبكة”.
وأضاف: “كنا نعلم بالفعل، من خلال أبحاثنا وغيرها، أن تحفيز الدماغ يمكن أن يحسن أعراض الاكتئاب، ولكن النماذج الحالية تستخدم ستة أسابيع من العلاج، وقد أظهرنا تحسنا كبيرا بعد خمسة أيام. ويبين عملنا أن تحفيز الدماغ الكهربائي منخفض الطاقة لديه القدرة على العلاج الآمن”.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.