جراحة العمود الفقرى لا تسبب الشلل.. والتدخين سبب رئيس للإنزلاق الغضروفي
ينصح الدكتور ياسر الهوارى أستاذ جراحة العمود الفقري ورئيس قسم جراحة العظام الأسبق بكلية طب قصر العينى خلال مؤتمر العالم للجنف بالإقلاع عن التدخين لأنه ثبت أنه سبب رئيسى للإنزلاق الغضروفي وسبب رئيسى لهشاشة العظام.
وقال الهواري: إن التطور التكنولوجي أدى إلى تغيير كبير في جراحات العمود الفقري نتيجة استخدام التكنولوجيا في جراحات العمود الفقري، موضحاً أن جراحات العمود الفقري شهدت تطوراً كبيراً، وبدأت تظهر أدوية جديدة تعالج هشاشة العظام لم تكن متوفرة من قبل، مشيراً إلى أن المؤتمر حضره البروفيسور هاري شيفلبرجر، الأب الروحي لجراحات العمود الفقري، والذي ألقى أكثر من محاضرة خلال جلسات المؤتمر، كما تم عمل بث مباشر من غرفة العمليات لتدريب الأطباء على كيفية إجراء جراحات العمود الفقري.
وأوضح الهواري أن التكنولوجيا الحديثة مكنت الطبيب من تصوير العمود الفقري من خلال الأشعة المقطعية، والتي يتم صبها بعد ذلك بثلاثة أبعاد، ليتمكن المريض من رؤية الخلل في العمود الفقري قبل الجراحة، وتحاكي حالته ويشاهدها أثناء العملية، وهي عبارة عن نموذج يحاكي طبيعة العمود الفقري للشخص، مشيراً إلى أن هناك أدوات ومعدات نحتاجها في كل خطوة من خطوات العملية لم تكن متوفرة من قبل، وأكد أن البعض يخاف من إجراء عمليات العمود الفقري، معتقداً أن العملية ستسبب له الشلل نتيجة لمس العصب، وهذا غير صحيح، والآن لدينا جهاز يقيس العصب أثناء الجراحة، ولكن في الثمانينيات أو التسعينيات كان من الممكن أن يحدث هذا، ولكن حالياً لا يحدث، حيث أصبح جهاز العصب موجوداً الآن في غرفة العمليات ويخبرنا بكل ما يحدث أثناء العملية، وإذا كان هناك أي شيء له تأثير يخبرنا مبكراً، وقبل سنوات كنا نوقظ المريض قبل نهاية العملية ونجعله يحرك ساقيه للتأكد من سلامة العصب. هذا لا يحدث الآن لأنه إذا حدثت مضاعفات فإن الضرر سوف يحدث ولكن جهاز قياس الأعصاب يلغي هذا الإجراء الآن بل يخبرنا بسلامة الأعصاب أثناء الجراحة.
وأضاف الهواري: «عرضنا صباح اليوم حالة طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات تعاني من خلل خلقي في تكوين الفقرات، حيث كانت نصف فقراتها سليمة والنصف الآخر مفقود وغير مكتمل، واضطررنا إلى إزالة الفقرة واستغرقت العملية ساعة ونصف فقط، وقبل ذلك كانت العملية تستغرق يوما كاملا، ولكن مع التقنيات والأجهزة الحديثة استغرقت العملية ساعة ونصف فقط، وقبل أن أغادر المستشفى كانت الطفلة قادرة على الجلوس في السرير، واليوم في الليل ستمشي وغداً ستغادر المستشفى». وأوضح أن عملية إزالة الفقرات تبدأ في عمر 4 سنوات، وتنقذ الطفلة من الخضوع لعملية جراحية كبرى عندما تكبر بشق 8 سم فقط، مشيرا إلى أن الاعتقاد بأن جراحات العمود الفقري تؤدي إلى الشلل أو المضاعفات الخطيرة لم يعد موجودا اليوم، وإذا كانت العملية صعبة فيجب على الطبيب إبلاغ المريضة بصعوبة إجراء العملية وللمريض حرية الاختيار.
وقال إن هناك معتقدات متضاربة تتعلق بإصلاح العمود الفقري، المعتقد الخاطئ الأول هو أن العمود الفقري يمكن إصلاحه باستخدام قطعة من الخشب وأن هناك من يفعل ذلك، وهذا اعتقاد خاطئ وغير صحيح. والاعتقاد الآخر هو أن الحجامة تعالج العمود الفقري، وهذا اعتقاد خاطئ لأن المريض لا يستطيع المشي بدم فاسد. والخرافة الثالثة هي أن الليزر يساعد في شفاء العمود الفقري، ولا يعالج العمود الفقري القطني، بل إن أمريكا أغلقت جميع مراكز الليزر لأنه ثبت بعد إنفاق ملايين الدولارات على أبحاث ذات صلة أنه ليس له دور في علاج العمود الفقري، بل يستخدم لعلاج الجلد والعين فقط وليس العمود الفقري القطني.
وأكد أن هناك نقصاً كبيراً في أدوية هشاشة العظام، موضحاً أن هناك حقنة شهرية لمدة عام لعلاج هشاشة العظام، ولكن لا يوجد علاج لهشاشة العظام حتى الآن، لأن هشاشة العظام مرتبطة بالشيخوخة، حيث تموت الغضاريف والخلايا نتيجة الشيخوخة.
ونصح بضرورة تجنب الخرافات حول العمود الفقري، وأخذ المعلومات الصحيحة من الأطباء المتخصصين فقط، وإعادة إدخال الرياضة في المدارس وتشجيع التعرض لأشعة الشمس، وأوضح أن الوقاية من هشاشة العظام تبدأ في سن مبكرة لأن العظام يجب أن تُبنى منذ سن مبكرة، كما تلعب التغذية دورًا رئيسيًا في الوقاية من هشاشة العظام، ويجب تجنب الوجبات السريعة، ويجب الإقلاع عن التدخين لأنه ثبت أن التدخين سبب رئيسي للانزلاق الغضروفي وسبب رئيسي لهشاشة العظام.
وقال إن المؤتمر الدولي هو الثامن، وتم عمل بث مباشر للعمليات لتثقيف الأطباء والمساعدة في إجراء جراحات العمود الفقري، حيث تم طرح الأسئلة من قبل الأطباء الشباب أثناء العملية، وأن جراحة العظام تتغير وتتطور باستمرار، موضحاً أن ما كنا نفعله قبل 10 سنوات لا نفعله الآن، كل شيء يتغير وفي النهاية تثقيف الأطباء يصب في مصلحة المريض.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.