جمال عبد الناصر يكتب: "حاجة تفرح جدًا" بمهرجان المسرح التجريبي

شيء مفرح جدا.. عروض الجامعات المصرية هي التي تمثل مصر في المهرجانات الدولية والعربية، حيث اختارت لجنة المشاهدة والاختيار بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عرضين جامعيين لتمثيل مصر في المسابقة الرسمية، وهما (ماكبث في المصنع) من إنتاج كلية طب الأسنان جامعة القاهرة وإخراج محمود الحسيني، و(حيث لا يراني أحد) من إنتاج المعهد العالي للفنون المسرحية وإخراج محمود صلاح عطية، وذلك من إجمالي 160 عرضا تقدمت للمشاركة من عدة جهات إنتاجية في مصر.

وهذا مؤشر إيجابي للغاية يؤكد أن المسرح الجامعي هو البنية الأساسية للمسرح المصري، وهو المختبر الذي ينتج الفنانين في كافة المجالات، وهو أمل المسرح المصري، فلدينا أجيال من الفنانين في الجامعات يحبون المسرح ويفكرون في تطويره من خلال العروض التجريبية التي يقدمونها، وأفكار خارج الصندوق بعيدة عن التقليدية، وحتى لو قدموا نصوصاً أجنبية فهم يحملونها بأفكار مصرية وعربية، والمسرح الجامعي يعكس تفكير الشباب والأجيال القادمة.

تابعوا عروض المسرح الجامعي فهي أمل المسرح المصري، أنا وغيري أحببنا الفن من خلال المسرح المدرسي والمسرح الجامعي، ومن خلاله خرج كل النجوم المبدعين، يجب على الدولة الاهتمام أكثر بالأنشطة في المراحل التعليمية المختلفة لأنها هي التي تنتج أجيالاً من المتذوقين والواعين، ومنهم من يواصل رحلته في الفن ويصبح مبدعاً له، الفن والثقافة درع لكل الأفكار المتطرفة، فلا تتركوا طلاب الجامعات لطيور الظلام، فالفن والثقافة يكشفان الظلام وينيران العقول.

وبالمناسبة فإن العرض الذي مثل مصر في الدورة الأخيرة لمهرجان المسرح العربي بالعراق كان عرضاً جامعياً لاقى استحساناً وإعجاباً من كل المسرحيين العرب الحاضرين بالعراق، وهو عرض “البؤساء” من إنتاج ورشة جامعة عين شمس، وهو مأخوذ عن رواية الكاتب المسرحي الفرنسي فيكتور هوجو، وأخرجه محمود حسن حجاج “جراتزي”.

الشكر للجنة المشاهدة والاختيار لهذا المهرجان على جرأتهم في الاختيار ورؤيتهم الصائبة في تمثيل مصر بعرضين مسرحيين جامعيين من بين 160 عرضا تقدموا للمهرجان وهما بالتأكيد الأفضل والأنسب لتمثيل مصر، والتحية والشكر أيضا للدكتور سامح مهران رئيس المهرجان والدكتور محمد الشافعي مدير المهرجان على هذين العرضين.