جمال عبد الناصر يكتب: ناهد رشدي أفضل ممثلة وأصدق وأرقي إنسانة

تقربت من الفنانة الراحلة ناهد رشدي في رحلة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، حيث شاركت في مهرجان مسرحي بعنوان “طقوس المساء” بعرض مسرحي من إخراجي “حكاية طرابلسية” بطولة الفنانة الليبية خدوجة صبري، وشاركت الراحلة ناهد رشدي في نفس المهرجان بعرض مسرحي “حب السيدات” من إخراج الفنان جلال عثمان، وشاركت الفنانة إيمان إمام والفنانة ريم أحمد في بطولة العمل.

في هذه الرحلة تعرفت أكثر على الفنانة ناهد رشدي، وشاهدتها تمثل على المسرح لأول مرة بالنسبة لي، ولكنها بالتأكيد لم تكن المرة الأولى لها، ووجدت نفسي أمام ممثلة عظيمة على المسرح، تعيش الدور وتقدم أفضل أداء لديها، والدليل أنها حصلت على جائزة أفضل ممثلة في هذا المهرجان الذي جمع عروضاً وممثلات من كافة الدول العربية، وكان لي الشرف بالحصول على شهادة تقدير ومشاركة من لجنة التحكيم.

في هذه الرحلة التي لم تتجاوز الأسبوع تعرفت على فنانة راقية .. فنانة تحب مهنتها ومخلصة لها .. فنانة صادقة في كل مشاعرها ولا تحمل أي حقد أو غضب أو “أنانية” لأحد بل هي فنانة وإنسانة متصالحة مع نفسها جداً وتحب الجميع وتتمنى لهم الخير تقاسمت معها الكثير من الذكريات في تلك الرحلة ونقاشات كثيرة حول الفن وتحدثت معها عن أدوارها في عدة أعمال منها بالطبع مسلسل “لن أعيش في رداء أبي” الذي اشتهرت فيه بدور “سنية” وأبديت إعجابي ببداياتها ومشاركتها مع النجم الكبير محمود عبد العزيز والمخرج عاطف الطيب في فيلم “أولاد وقتلة” وانتقدتها لقلة حضورها في السينما لكنها قالت لي بكل ذكاء وصدق : رحل المخرجون الذين عرفوني وانقطع عملي في السينما لكن التلفزيون عوضني .

ناهد رشدي فنانة أصيلة وكانت جارتي تسكن في العجوزة، بعد رحلتنا للأردن كنا نلتقي صدفة بالقرب من منزلها حيث كانت تنزل بنفسها وتشتري احتياجاتها من المحلات، أكثر من مرة التقيت بها صدفة في مخبز كانت تحب شراء المخبوزات منه في شارع الفلوجة بالعجوزة، كنا نحدد موعدا دائما للقاء صحفي أو لقاء تلفزيوني على قناة اليوم السابع، ولكن كان يتم تأجيله وتأجيله، أما الآن بعد رحيلها فلن يحدث ولن يحدث، رحم الله روحها الطاهرة وستبقى ذكراها العطرة وإنسانيتها بيننا إلى جانب أعمالها وفنها.