خبراء: نظرة على المنطقة تكفي لإدراك كيف أنقذت ثورة يونيو مصر من التقسيم والفوضى
وتكفي نظرة واحدة إلى المنطقة لتدرك كيف أنقذ شعب مصر وطنه في “30 يونيو 2013” من مخطط التقسيم والفوضى، بعد رفض “خيانة الدولة”، وحافظ على وطنه وحافظ عليه. قدراتهم، مسنوداً بجيشهم الوطني الذي قاد حرباً شرسة بعد ذلك التاريخ وعلى مدى سنوات ضد الإرهاب، حتى… خلص البلاد من جماعات الظلام وأعاد الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد.
واتفق الخبراء والدبلوماسيون -في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت- على أن ثورة يونيو التي وُصفت بثورة الخلاص وتصحيح المسار، جاءت في ظل قيادة وطنية وضعت مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. وعبرت الأمواج الهائجة حتى وصلت البلاد إلى بر الأمان. وشددوا على أن استتباب الأمن في مصر يعني الكثير أيضًا لمنطقة الشرق الأوسط، باعتبار مصر الركيزة الأساسية للاستقرار في المنطقة.
وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج، إن ثورة 30 يونيو أنقذت مصر وشعبها من حكم الإخوان، الذي كان سيسبب مشاكل كبيرة للبلاد، خاصة أنها جماعة تلغي الجيش الوطني الذي الولاء للشعب، ويتشكل ويعتمد على الحرس الثوري الذي يكون ولاءه للمرشد فقط.
وأضاف أنه بعد إزاحة حكم الإخوان عن البلاد، أصبحت مصر أكبر قوة عسكرية عربية وإفريقية، وتتصدر قائمة أقوى الجيوش في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الطفرة التنموية التي شهدتها البلاد في عام مجالات متنوعة.
وفي هذا الصدد، أشار فرج إلى زراعة أكثر من 2 مليون فدان بالدلتا، بالإضافة إلى تطوير وإنشاء موانئ جديدة. وأشار إلى أن ميناء شرق بورسعيد حصل على المركز العاشر في مؤشر أداء الميناء في مجال الحاويات، بالإضافة إلى توسعة وتطوير قناة السويس لزيادة أرباحه.
وتابع اللواء سمير فرج أن “ثورة يونيو” غيرت مجرى التاريخ في مصر ومنحت البلاد قوة سياسية كبيرة بين دول المنطقة للمشاركة اليوم في حل المشكلات والصراعات، وأبرزها الأزمة الحالية في قطاع غزة.
من جانبه، أكد رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، الدكتور خالد عكاشة، أن “ثورة 30 يونيو” أثبتت للعالم أجمع أن مصر لها شعب لن يدع دولته تضيع، وأن فهم قلب رجل واحد لا يتجزأ، ولن يقبلوا تغيير هويتهم الثقافية والسياسية والأيديولوجية.
وقال الدكتور عكاشة إن “30 يونيو” حملت إلى مصر مشروعاً وطنياً ودولة حديثة وقيادة وطنية حكيمة تسعى إلى توفير “حياة كريمة” للمصريين والتحرك نحو تحقيق التنمية المستدامة للبلاد التي تأخرت كثيراً خلال العقود الماضية.
وأكد أن هذه الثورة لم تنقذ مصر وحدها من حكم مجموعة لا ينتمي انتماءها للشعب والأمة، بل رفعت عن كثير من دول المنطقة ويلات الفتنة والتشرذم ومصير الحروب الأهلية والانقسام.. لافتاً إلى أن العالم أجمع يدرك أن مصر هي “حجر الزاوية” في أمن واستقرار المنطقة.
وأشار عكاشة إلى أن مصر عادت عقب “ثورة يونيو” إلى مكانتها وريادتها في المنطقة والعالم، واحتفظت بمقعدها في كافة المحافل الدولية لتتحدث بصوت عال وتشارك في صنع واتخاذ القرارات العالمية، وسط وضع إقليمي معقد للغاية. والساحة الدولية.
بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي، أن “ثورة يونيو” نبهت إلى المخاطر والتحديات التي تواجهها مصر مع حكم الإخوان، معتبرا أنها جماعة ضيقة الأفق ليس لديها ما تقدمه الأمة، وكان مشروع نهضتها وهمياً بلا أسس ولا ركائز.
وفي هذا الصدد، قال إن ثورة يونيو أنقذت مصر من “مشروع الدولة الإخواني” بعد استهداف أجهزة الدولة بمحاولات السيطرة على المؤسسات، لكن الشعب المصري الواعي نجح في تغيير هذا المسار بثورته في 30 يونيو، ورفض استمرار الإخوان المسلمين في حكم البلاد.
وأكد الدكتور طارق فهمي أن هذه الثورة كان لها تأثيرات كبرى في نطاقها السياسي والاستراتيجي وتداعياتها على منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي وأفريقيا، وأظهرت أن المصريين لديهم إمكانيات وقدرات هائلة.
وأشار إلى أن الثورة كانت لها ضوابطها ومحدداتها الرئيسية التي ساهمت في بناء وطن جديد، بالإضافة إلى استعادة مصر لدورها المحوري في الأسواق العربية والإفريقية والدولية بفضل الدبلوماسية الرئاسية من جهة، وأجهزة الدولة المعنية من جهة أخرى.. مستشهداً بمدى العلاقات المصرية المتميزة مع مختلف دول العالم.
وأشار المحلل السياسي إلى أن مصر طورت أدوات تأثير واستراتيجيات جديدة عقب هذه الثورة بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، منها على سبيل المثال الاستراتيجية المعروفة بـ«التوجه شرقاً»، أي العمل على تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الآسيوية لمواجهة التحديات العالمية، بالإضافة إلى خلق دائرة جديدة في شرق المتوسط وبناء منتدى غاز المتوسط، فضلاً عن إحياء العلاقات المصرية في المناطق الأفريقية.
من جانبه، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عمرو رمضان، إن ثورة يونيو أعادت مصر التي نعرفها، وأعادت الهوية المعتدلة لنظام الحكم في البلاد، والتوازن في الأداء الدبلوماسي المصري بعيداً عن الصدمات والتحولات الجذرية في علاقاتنا مع محيطنا الإقليمي ومع مختلف دول العالم.
وأوضح مندوب مصر السابق في جنيف أن مصر هي مسمار في نعش الشرق الأوسط، وهي الدولة الأكثر تأثيراً فيه بحكم التاريخ والجغرافيا، “يريدها من يريدها ومن يرفضها”، ولذلك ينظر إليها الجميع ويتوقعون منها دورها الرئيسي في الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الهدوء والتوازن الإقليمي، حتى مع كل ما نشهده اليوم من وحشية وعنف، ويتعرض له إخواننا في قطاع غزة.
وأضاف: “بالنسبة لي كمواطن مصري أعيش على أرض مصر، فإن أهم نتيجة لثورة يونيو هي استعادة الأمن في الشارع المصري، مما سمح لنا أن نعيش كما تعودنا، مطمئنين على حالنا”. تحركاتنا وممتلكاتنا، خاصة فيما يتعلق بأهلنا وعائلاتنا”.
وأشار إلى أن هذه الثورة غيرت البنية السياسية للمجتمع المصري، حيث حلت وجوه جديدة محل وجوه جديدة، وظهرت شخصيات وأحزاب جديدة، وإن كان بعضها مرتبطا بالفترة التي سبقت 30 يونيو بشكل ما. وأكد أن هذا الحراك السياسي يصب في مصلحة التغيير والتطوير بعد سنوات من الركود.
وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قاد بنفسه مجموعة من المبادرات التي تستهدف تحقيق طفرة في العديد من الجوانب التي تهم المواطن المصري، سواء في مجال الصحة أو الإسكان أو زيادة الرقعة الزراعية أو معالجات المياه أو زيادة شبكات الكهرباء أو تطوير شبكة الطرق والمحاور المرورية لمواكبة الزيادة السكانية والتكدس الذي تشهده أغلب المدن.
ورأى السفير عمرو رمضان أن الطريق ما زال طويلا للتعامل مع عدد من الأزمات المالية والاقتصادية، وتأمين مياه الشرب، وزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة، وزيادة المشاركة السياسية، والوصول إلى مناخ أفضل في هذه الملفات الصعبة.
من جانبها، أكدت مساعدة وزير الخارجية السابقة السفيرة منى عمر أن ثورة يونيو أعادت للبلاد كرامتها ومكانتها بين دول العالم بعد ممارسات وسوء إدارة الحكم من قبل جماعة الإخوان المسلمين.
وأوضح خبير الشئون الأفريقية أن نظام الإخوان ارتكب أخطاء، أو حتى كوارث، خلال إدارته للبلاد.. مشيرا إلى أن الأمثلة على ذلك كثيرة ويتذكرها الكثيرون، مستشهدا ببث لقاء حول سد النهضة على قناة مصر. هواء يحمل أفكارا ومقترحات سلبية، قبل أن يخرج الرئيس عبد الفتاح السيسي بسياسة التوجه. تجاه أفريقيا ويعيد العلاقات الطيبة بين مصر وأشقائها الأفارقة ويمنحهم كل الاهتمام والأولوية والاحترام.
وأضافت أن «ثورة يونيو» أطاحت بجماعة لم تتبع سياسة مصر الحكيمة والمتوازنة بهويتها العربية والإفريقية والمتوسطية، لافتة إلى أن هذا النظام تسبب في إحراج كبير للبلاد، نظرا لأنه اعتبر جماعات مصنفة في الأصل كجماعات إرهابية حركات تحرر، فضلا عن التهديد الذي مثله «حكم الجماعة» بعد أن حاول رجال أعمال محسوبون على الإخوان السيطرة على الاقتصاد وإقصاء كل من لا يتبعهم.
وتابعت: “ثورة الشعب المصري في 30 يونيو حررتنا من عبء ثقيل ومن نظام سياسي لا يتماشى مع طبيعة الشعب المصري المعتدل المتسامح غير المتطرف الذي لا يفرق بين مواطنيه”.
وأكدت السفيرة منى عمر أن “ثورة يونيو” أثلجت قلوب المصريين وأعادت الأمل والتفاؤل في بناء الدولة الحديثة التي تتسع لكل شعب مصر وتتجه نحو غد أفضل.
واختتمت حديثها قائلة: “بعد مرور نحو عقد من الزمان على تلك الثورة العظيمة، يمكننا اليوم أن نرصد ونحصد ما أنجزناه. وحتى لو كانت هناك بعض الصعوبات المرتبطة بارتفاع تكاليف المعيشة اليوم، فإن المصريين على قناعة تامة بأهمية تلك الثورة التي جعلتهم يعيشون اليوم بسلام داخل وطن آمن ومستقر.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7