7579HJ
تقنية

دراسة: النحل الطنان يعاني من فقدان حاسة الشم بعد موجات الحر الأخيرة

القاهرة: «رأي الأمة»

تشكل موجات الحر الشديد تهديدًا ليس فقط للبشر، بل وأيضًا للملقحات الحيوية مثل النحل الطنان. تكشف دراسة جديدة نُشرت في Proceedings of the Royal Society B أن موجات الحر يمكن أن تضعف بشكل كبير قدرة النحل الطنان على اكتشاف روائح الزهور التي يعتمد عليها في غذائه. يثير هذا الاكتشاف مخاوف بشأن التأثير المحتمل لتغير المناخ على أعداد النحل والصناعات الزراعية التي تعتمد عليها.

تأثير درجة الحرارة على فسيولوجيا النحلة الطنانة

وقال كولين جاورسكي، عالم البيئة الميداني في المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية والغذائية والبيئية، لموقع ساينس: “إن موجات الحر لها تأثير واضح على فسيولوجيا النحل الطنان. وإذا كافح النحل الطنان للعثور على مصادر غذائه، فقد تكون العواقب وخيمة على المحاصيل التي تعتمد على تلقيحها. فبدون التلقيح الناجح، لن تتشكل البذور، مما يؤدي إلى انخفاض في تكاثر النباتات، مما يؤدي بدوره إلى عواقب وخيمة على سلاسل إمدادات الغذاء”.

تلعب النحلة الطنانة دورًا حاسمًا في تلقيح المحاصيل المختلفة التي تساهم بنحو ثلث إمدادات الغذاء في العالم. وعلى الرغم من أهميتها، فإن أعداد النحل تتراجع بشكل مطرد، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى فقدان الموائل وتغير المناخ. في العام الماضي، شهد الكوكب حرارة قياسية، وأصبحت مثل هذه الظروف أكثر تواترًا، وهو ما يرتبط بالانخفاض المستمر في أعداد النحل، وفقًا للدراسة.

تأثير درجات الحرارة المرتفعة على النحل الطنان

تعتمد النحلات الطنانة على بصرها لتحديد بقع الزهور وتستخدم قرون استشعارها لاكتشاف رائحة الزهور الأكثر ملاءمة. تلتقط المستقبلات الموجودة في قرون الاستشعار جزيئات الرائحة، والتي تنتقل بعد ذلك كإشارات كهربائية إلى أدمغتها، مما يساعدها في تحديد الزهور التي يجب زيارتها. أخبرت سابين نوتن، عالمة بيئة الحشرات في جامعة يوليوس ماكسيميليان في فورتسبورغ، المجلة كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على هذه العملية الحيوية في النحل الطنان.

وبحسب ما ورد أجرت نوتن وفريقها تجارب على 190 نحلة طنانة من نوعين شائعين في أوروبا: Bombus pascuorum و Bombus terrestris. وعرضوا النحل لموجة حرارة محاكاة بوضعهم في أنبوب حيث تم رفع درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية لمدة ثلاث ساعات تقريبًا، وفقًا لموقع Science org. ثم أزال الفريق هوائيات النحل واختبروا استجاباتهم الكهربائية لثلاث روائح شائعة للزهور: ocimene و geraniol و nonanal.

التأثيرات طويلة المدى للتعرض للحرارة:

وأظهرت النتائج أن التعرض للحرارة أدى إلى خفض كبير في استجابة قرون استشعار النحل لهذه الروائح، بنسبة تصل في بعض الأحيان إلى 80%. وعلقت ساندرا ريهان، عالمة البيئة الجزيئية في جامعة يورك، على أهمية هذه الدراسة، مشيرة إلى أن 40 درجة مئوية تقع ضمن النطاق الحراري الذي تشهده العديد من أجزاء العالم حالياً.

ومن المثير للقلق أن معظم قرون استشعار النحل المعرضة للحرارة فشلت في استعادة قدرتها على اكتشاف الروائح، حتى بعد فترة تعافي استمرت 24 ساعة في ظروف أكثر برودة، مما يشير إلى أن الضرر الناجم عن موجات الحرارة قد يكون له آثار طويلة الأمد على قدرة النحل الطنان على البحث عن الطعام بشكل فعال.
ووجدت الدراسة أيضًا أن النوع البري B. pascuorum كان أقل تحملاً للحرارة من B. terrestris، وأن النحل العامل، المسؤول عن جمع الغذاء لمستعمراته، بدا أكثر عرضة للتعرض للحرارة من النحل الذكور.

التأثيرات على الأبحاث المستقبلية وصحة الملقحات:

وينبغي للبحوث المستقبلية أن تستكشف ما إذا كانت أنواع أخرى من النحل والمُلَقِّحات، مثل التربس، تعاني من أضرار مماثلة مرتبطة بالحرارة، ويحذر جاوورسكي من أن بعض المُلَقِّحات الانفرادية، مثل نحل النجار، قد تكون أكثر عرضة للخطر. ولا تتمتع هذه الحشرات بميزة تخزين الطعام في مستعمرات وقد تواجه عواقب مدمرة إذا كانت غير قادرة على البحث عن الطعام بشكل فعال بسبب الحرارة الشديدة.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 

زر الذهاب إلى الأعلى