مصر

دعاء يُقال فى أول يوم بالسنة من قاله يوكل الله به ملكين يحرسانه.. تعرف عليه

دعاء يُقال فى أول يوم بالسنة من قاله يوكل الله به ملكين يحرسانه.. تعرف عليه
القاهرة: «رأي الأمة»

مع الساعات الأولى من العام الميلادي الجديد 2025، أوضحت دار الإفتاء أن هناك دعاء معروفا، وهو الدعاء في أول العام، وهو أن يقول في أول يومه: “اللهم أنت الأبدي الأبدي، وهذا عام جديد، أسألك فيه العصمة من الشيطان وأوليائه، والعون من هذه النفس المائلة إلى الشر والانشغال. فيما يقربني إليك يا ذا الجلال والإكرام». فيقول الشيطان: لقد فقدنا الأمل. نفسه فيما بقي، وكلفه الله بملكين يحرسانه.

وأكدت الدار أن تخصيص يوم محدد في السنة لدعاء معين من أدعية وتجارب الصالحين أو عبادة معينة هو أمر جائز شرعا، وقد فعله المسلمون على مر القرون، والعلماء وقد صرحت مختلف الطوائف بمشروعيتها، إلا إذا اعتقد أنها سنة نبوية.

حكم الدعاء في أول العام وآخره

دعاء أول العام ودعاء آخر العام من أدعية وتجارب الصالحين، وهما من الأدعية المستحبة التي نقلت عن مشايخ الحنابلة منذ نحو ألف سنة. وكان يوصيهم ويعلمهم وينقلهم عن مشايخه أئمة الحنابلة وشيخهم في عصره. الشيخ الإمام الصالح أبو عمر المقدسي محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبلي [ولد سنة 528هـ، وتوفى سنة 607هـ]وهو أخو الإمام الموفق بن قدامة [ت: 620هـ] مؤلف كتاب “المغني” في الفقه.

قال العلامة والمؤرخ شمس الدين أبو المظفر يوسف سبط بن الجوزي في تاريخه “مرآة الزمن في تاريخ الأعيان”: [وعَلَّمَنى دُعاء السَّنَة، فقال: ما زال مشايخنا يواظبون على هذا الدُّعاء فى أوَّل كلِّ سنة وآخرها، وما فاتنى طول عمري: أما أوَّل السنة فإنَّك تقول: “اللهم أنتَ الأبدى القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُنى إليك يا ذا الجلال والإكرام”، فإنَّ الشيطان يقول: قد آيسنا مِنْ نفسه فيما بقى، ويوكل الله به ملكين يحرسانه.


ومنذ ذلك الحين وأهل العلم من مختلف المذاهب والمشارب يتناقلون هذين الدعاءين ويوصون بهما فى أذكار العام من غير نكير، حتى نبتت هذه النابتة فجعلت الدعاء بهما بدعة، متهِمَةً الأمةَ وعلماءَها بالضلال من غير علم ولا تثبُّتٍ ولا فهم؛ كالادِّعاء بأن الكتب التى تذكر هذين الدعاءين ليست معتمدة ولا تهتم بتصحيح الحديث، وهى دعوى فاسدة نشأت عن عدم الاطلاع؛ فإن الكتاب المذكور فى السؤال هو “حاشية العلامة أبى عبد الله محمد بن المدنى كنُّون [ت: 1302هـ] فقيه أهل المغرب في زمانه، لخص حاشية العلامة محمد بن أحمد الرهوني [ت: 1230هـ] المفتي المالكي في عصره على شرح العلامة محمد بن عبد الباقي الزرقاني المالكي [ت: 1122هـ] خاتمة علماء الحديث في مصر وعلى رأسهم العلامة الشيخ أبو المودة خليل المالكي [ت: 776هـ]”وهو من كتب المالكية المتفق على الاعتماد عليها في المذهب، والعلامة أنها منقولة عن العلامة علي الأجهوري شيخ المالكية، عن ابن الجوزي”. الجوزي ، عن الشيخ أبي عمر المقدسي ، ولم يزعم أحد أنهم ظهروا في الحديث الشريف لوجب النظر في سند روايتهم ، ولم يدع أحداً . وقال علماء الحنابلة – فضلا عن غيرهم -: إنها بدعة، أو حرام، أو نحو ذلك من الأحكام السخيفة التي لا معنى لها ولا أهمية.

الرد على دعوى أن الدعاء في أول العام وآخره بدعة

والحقيقة أن هذا الادعاء الباطل هو في الحقيقة بدعة. وواقعها: حرمان المسلمين من تحويل الأحكام الشرعية المطلقة إلى برامج عمل يومية أو أسبوعية أو شهرية أو سنوية أو موسمية، ومنعهم من المحافظة على الصلاة والعبادة بحسب ما تمليه ظروفهم وأوقاتهم وأحوالهم، وما يناسب عاداتهم وعاداتهم. ; ولو ترك الناس دون هذه الترتيبات الموسمية وبرامج العمل الحياتية التي تبقيهم مرتبطين بدينهم وذكر ربهم، لقادهم ذلك إلى الغفلة، وكل هذا سبب لتقليل مظاهر الدعاء والعبادة في الحياة. عند المسلمين، على الرغم من كثرة المناسبات الاجتماعية ومواسم الاحتفال وما تحمله معهم من اللهو والانشغال. فذكر الله عز وجل وعبادته، يفقد بذلك التوازن الذي أراد الشرع من خلاله أن يعمل المسلم لآخرته كأنه يموت غدا، وأن يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا.

ومن يتهم المسلمين فقد أصبح شديد التشدد، وقيد المسلمين عن أمر أفسح لهم فيه الشرع، فإن الإسلام يحث على الدعاء مطلقا، ​​والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال والمنع. فإن استمرار الخير نوع من الجهل والصد عن ذكر الله عز وجل، والنهي عن ذلك، وقد سن هذا سنة سيئة في المنع من فعل الخير، وتنظيمه، والاستمرار فيه، وهو ما يخالف ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ، يمكن صلى الله عليه وآله وسلم، أن عمله كان ديما، ومن أحب الأعمال إلى الله أدومها، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما. ولم ينظر في نهيه عن عواقب ما يقوله ويدعيه من صرف المسلمين عن المواظبة على الدعاء.

وينبغي الحذر من الفتاوى الباطلة التي تطعن في هذه الأدعية الجليلة وتصفها بالبدعة. ودعوى عدم ذكرها في السنة هي فتاوى مبتدعة لم يقل بها أحد من علماء الأمة. كما أنها تقتضي الاعتداء على علماء الأمة وأوليائها وسلفها وأئمتها، وهو بالضبط ما يريده الأعداء بإبعاد المسلمين عن تراثهم، وفقدانهم الثقة في أئمتهم المهديين.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

مصدر المعلومات والصور: youm7

 


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading