روسيا تغزو أوكرانيا تحت الراية الأمريكية
بقلم: هاني كمال الدين
تعمدت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية فى الخلفية, التأكيد على إعداد روسيا لغزو وشيك لأوكرانيا ,خلال النصف الثاني من العام الماضي. وزادت الوتيرة خلال بداية العام الحالي.
وعمدت الولايات المتحدة الي دفع روسيا لتحريك قواتها المسلحة علي كافة الاتجاهات, مستغلة كافة الوسائل في سبيل استنفار روسيا عسكريا . وقامت في سبيل هذا كل من الولايات المتحدة وانجلترا وبعض الدول الأوربية , بإرسال القطع البحرية مرارا وتكرارا إلي حدود روسيا.
وقام حلف شمال الأطلسي , بتحركات عسكرية , وبتدريبات واحتكاكات عسكرية على الحدود الروسية. بالتزامن من التهديد بتمدد قوات الناتو شرقا وضم الدول الحدودية لروسيا إلي الحلف.
لقد نجحت الولايات المتحدة في خلق نوع من التهديد العسكري المستمر على الحدود الروسية , وإجبار الجيش الروسي على نشر المزيد من القوات والأسلحة على كافة الاتجاهات الإستراتيجية.
وبدأت واشنطن وحلفائها في خلق جو من التوتر الشديد بين روسيا وأوكرانيا ودفع كييف إلي التمادي في استفزاز روسيا , حيث استمرت الولايات المتحدة وحلفائها في التأكيد علي دعمهم لأوكرانيا واستعدادهم لتوفير كل أنواع الدعم العسكري لها وإمدادها بكميات هائلة من الأسلحة والذخائر .
ومازالت الولايات المتحدة وحلفائها يروجون الي الغزو الروسي الوشيك لأوكرانيا ويحاولون بكافة الوسائل تأكيد الأمر , بل تجاوزوا هذا إلي اتخاذ إجراءات يتم اتخاذها فعليا لو إن الغزو قد وقع بالفعل , وعليهم إخراج الدبلوماسيين ومواطنيهم من كييف علي وجه السرعة.
وتستمر وسائل الإعلام في نشر تواريخ الغزو المؤكد بناءا على التقارير والتسريبات , سرعان ما يتم تغيير مواعيد الغزو بعد مرور التواريخ التي تقوم وسائل العلام بنشرها , بل تنشر معها خرائط الغزو وأعداد القوات ونوعيات التسليح.
فماذا يدور في الخفاء؟
ولماذا لم تقدم أي من الدول الحليفة للولايات المتحدة , أو الولايات المتحدة نفسها أي مبادرات لتخفيف التوتر ونزع فتيل الأزمة, إذا ما كانوا متأكدين من حتمية وقوع الصراع بين روسيا وأوكرانيا أو قيام روسيا بغزو أوكرانيا.
ولماذا ستقوم روسا بتوريط نفسها في حرب مع أوكرانيا؟ فما هو الدافع أو الهدف؟
وهل دولة مثل روسيا تمتلك جيش من أقوي جيوش العالم, غير قادرة على التحكم في أسرارها العسكرية , وتحركات قواتها قبل القيام بأي عملية عسكرية, وهل خرائط الغزو وأنواع الأسلحة والمعدات والخطط الروسية أصبحت علنية ومتاحة لوسائل الإعلام بتلك السهولة.
لم يتبق علي الغزو الروسي لأوكرانيا سوي الإعلان عن وقوعه , أو الدفع نحو وقوعه , فالقوات المسلحة للدولتين انتشرنا على الحدود والمواقع الإستراتيجية , واستكمل كل منهما معداته وذخائره, وأصبحوا قي وضع الاستعداد القتالي , في انتظار إشارة البدء , ولكن من سيطلق صفارة الانطلاق , روسيا أم الولايات المتحدة ؟