سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.. موضوع خطبة الجمعة اليوم
اليوم سيلقي أئمة المساجد خطبة الجمعة بعنوان “والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا” وهو الموضوع الذي حددته وزارة الأوقاف سابقا، مؤكدة للأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصا أو مضمونا على أقل تقدير، وألا تزيد مدة الخطبة عن 15 دقيقة، بحيث تكون الخطبتان الأولى والثانية معا ما بين عشر دقائق إلى خمس عشرة دقيقة على الأكثر، مع التأكيد على أن البلاغة اختصار، وأن الأفضل للخطيب أن ينهي خطبته والناس تحرص على المزيد من الإطالة فيمل منها، والمجال واسع في الدروس والندوات واللقاءات الفكرية.
حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة 20 سبتمبر 2024م على النحو التالي: السلام عليه يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث حيا.
وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف الذي سيتم إيصاله لجمهور المسجد هو توجيه وعي جمهور المسجد بأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم هو نبي السلام ونبي الأمن، وأن احتفالنا بمولده الشريف لا يتحقق إلا بإطفاء نيران العداوة وإرساء الأمن والسلام في جميع شؤوننا، لأن مولد النبي صلى الله عليه وسلم هو ميلاد الأمن والرحمة والإنسانية الكاملة وإحياء النفوس وتطهيرها، وأن الأمة المحمدية أحق بشكر الله تعالى على نعمة مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وتوضيح تمجيد القرآن الكريم لليوم الذي ولد فيه عدد من الأنبياء عليهم السلام، والدعوة إلى أن نجعل احتفالنا بالمولد الشريف رسالة سلام وأمن واطمئنان للعالم أجمع.
وفيما يلي نص خطبة الجمعة:
(وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا).
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، حمداً يليق بنعمته ويكافئ فضله. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن سيدنا وقرّة قلوبنا وقرة أعيننا وتاج رؤوسنا محمداً عبده ورسوله وصفوه من خلقه وحبيبه، أرسله الله تعالى رحمة للعالمين وخاتم الأنبياء والمرسلين، فشرح صدره ورفع منزلته وأكرمنا به وجعلنا أمته. اللهم صل عليه وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:
وإذا تأملنا تمجيد القرآن الكريم لليوم الذي ولد فيه عدد من الأنبياء عليهم السلام نجد أمراً عجيباً، فقد قال ربنا سبحانه وتعالى في حق سيدنا يحيى عليه السلام: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ * وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ غُلْماً * وَرَحْمَةً مِّن لَّدُنْنَا وَزِكَاةً * وَكَانَ تَقْوِياً * وَبِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً}، فسلام عليه يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث حياً، فكان يوم مولده عليه السلام ميلاداً جديداً من العلم النافع، والرأي السديد، والرحمة الإلهية، وأساساً لمعاني الطهارة والتقوى والصلاح والسلام والأمن.
كما كان يوم مولد سيدنا عيسى عليه السلام ميلاداً جديداً للعلم وبركاته، ودعوة شريفة للعبادة والصلاح والتواضع والسلام، كما يقول تعالى عنه عليه السلام: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ * وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَالْبِرُّ لِلَّهِ}[البقرة: 165]، وبوالدتي وما جعلني جباراً شقياً، والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا.
أما ذلك اليوم العظيم الذي أنعم الله فيه على العالم بميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، منبع النعم، ومعدن المظاهر، ومنبع الفضائل، ومنبع المياه في العالم، فقد كان يومًا ولدت فيه كل الفضائل، والأخلاق، والمكارم، والكمالات الإنسانية، والجمال المختار، ميلاد الأمن والرحمة والإنسانية الكاملة، وإحياء النفوس وتطهيرها من البغضاء والأحقاد والفساد والانحطاط، فكان مولده صلى الله عليه وسلم ميلاد الرحمة والنور والعلم والأخلاق والقيم والنهضة، وتعظيم مكانة الأمة وصلاحها.
أيها الناس! فليفرح العالم أجمع برسول الله صلى الله عليه وسلم الحبيب الحبيب المحبوب المتعال، الذي لا يجازي السيئة بالسيئة، ويعفو ويصفح، رحيم بالمؤمنين، لو مر بالسراج لما أطفأه من سكينته، والسكينة لباسه، والصلاح شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة قوله، والصدق والوفاء خلقه، والعفو والمغفرة والرحمة خصاله، والعدل منهجه، والحق شريعته، والهداية قائده، والإسلام دينه. إن الفرح بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فرح بنعمة الله ورحمته، قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}[النور: 11]. {ذلك خير مما يجمعون} فهو صلى الله عليه وسلم فضل الله ورحمة الله وبركاته على العالمين.
أيها السادة! لقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يخصص ذكرى مولده الشريف كل يوم اثنين بصيامه، عبادة لرب العالمين، وشكرًا له على نعمة الخلق والرزق، ولما سئل عن ذلك قال: «ذلك يوم ولدت فيه»، فنحن أولى بشكر الله تعالى على تلك النعمة العظيمة والنعمة العظيمة، فما أصابنا من نعمة ظاهرة أو باطنة نلنا بها حظًا عظيمًا في الدين أو الدنيا، أو دفع عنا بها مكروهًا إلا وكان محمد صلى الله عليه وسلم سببها، وقائدًا لخيرها، وهاديًا إلى صراطها المستقيم.
*
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين. والآن:
أيها الكرام، ليكن احتفالنا بالمولد النبوي رسالة سلام وأمن واطمئنان للعالم أجمع، وليكن همنا وشغلنا الشاغل إيصال رحمة الله للعالمين، رحمة تكسر الشرور عن النفوس، وتطفئ نيران الحروب، وتوقف العدوان والدمار.
لتفيض أنوار النبوة وخصائصها الكريمة على الناس لطفاً بالخلق، وازدياداً في البركة، وانتشاراً للهدى، وصلة أرحام، وأمناً ينزل على الخلق، وفرحاً ينتشر بينهم. املأوا قلوبكم سلاماً للعالمين، ورحمة للكونين. واجعلوا شعاركم في هذه الأيام المباركة قول الله تعالى: {فبرحمة من الله لنت لهم ولو فظظت لهم}.[in speech]{وقسوا قلوبهم لانفضوا من حولك}
نشر السلام والأمن والرحمة واللطف واللين في العالم، وتهدئة الناس وتخفيف معاناتهم، وتخفيف الضيق، وتبديد الجوع، والحفاظ على الروابط الأسرية، وإطفاء الحرب، وتنوير العقول، وبناء الأوطان.
نور أشرق على الحياة، رحيم، وفي يده انتشر السلام على نطاق واسع.
لم يعرف العالم رجلاً عظيماً مثله. صلوا من أجله وسلموا عليه.
اللهم صل وسلم وبارك على رحمة الله للعالمين اللهم صل وسلم وبارك على
مجمع كمالات المرسلين، وارزقنا يا ربنا محبته واتباعه ورؤيته، واجعلنا معه في أعلى المقامات.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.