صربيا تدرس إجراء استفتاء ثقة على الرئيس فوسيتش وسط احتجاجات متصاعدة

تدرس صربيا إجراء استفتاء على الثقة في الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، حيث لا تزال إدارته تواجه احتجاجات متزايدة بسبب مزاعم الفساد وسوء الإدارة.

وقد ألمح إلى إمكانية إجراء مثل هذا التصويت، الذي يمكن أن يختبر شرعية فوتشيتش السياسية، من قبل دراجان فوتشيسيفيتش، رئيس تحرير صحيفة إنفورمر الموالية للحكومة والحليف المقرب للرئيس.

وقال فوتشيسيفيتش، في حديثه لقناة Informer TV: “عندما تنتهي العطلة، سيعلن الرئيس فوتشيتش قرارًا مهمًا للغاية”.

ورفض بيانات الاستطلاع الصادرة عن مجموعة مراقبة الانتخابات، والتي أشارت إلى أن 60% من الناخبين سيعارضون فوتشيتش في الاستفتاء، مدعيا أن هذه الأرقام متحيزة ومرتبطة بزعماء المعارضة، وخاصة دراجان جيلاس.

ويتزامن الحديث عن استفتاء محتمل مع استمرار الاحتجاجات في أنحاء صربيا. واندلعت هذه المظاهرات بعد انهيار مظلة في محطة السكة الحديد في نوفي ساد في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، مما أسفر عن مقتل 15 شخصا، بينهم أطفال. ووصف النقاد الحادث بأنه رمز لإهمال الحكومة وفسادها، وفقا لتقرير صادر عن منصة أخبار البلقان.

ومنذ ذلك الحين، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع بلغراد ومدن أخرى مطالبين بالمحاسبة. ويغلق المتظاهرون الطرق أسبوعيا، مرددين شعارات مثل “نريد العدالة”، واعتمدوا بصمة اليد الحمراء رمزا لحركتهم، تعبيرا عن اتهامات للحكومة “ملطخة بالدماء”.

وتحدى فوتشيتش، في تصريحاته، أمس الثلاثاء، أحزاب المعارضة جمع التوقيعات البرلمانية الـ67 المطلوبة لبدء استفتاء استشاري، وقال: “الشرعية هي أهم شيء في السياسة، والسيادة تنبع من إرادة الشعب”، واصفا الاستفتاء فرصة لتأكيد تفويضه الديمقراطي.

من جانبها، أعربت رئيسة البرلمان آنا برنابيتش عن تأييدها للفكرة، مؤكدة أن الأغلبية الحاكمة ستقدم 100 توقيع إذا فشلت المعارضة في تحقيق النصاب المطلوب.

وكان الحزب التقدمي الصربي الذي يتزعمه فوتشيتش قد ألمح في السابق إلى إجراء استفتاء للرد على الانتقادات، ويرى زعماء المعارضة ومنظمو الاحتجاج أن هذه الخطوة هي محاولة لتوطيد السلطة وصرف الانتباه عن الاضطرابات المستمرة.

وإذا مضى الاستفتاء قدما، فقد يكون ذلك اختبارا حقيقيا لإدارة فوتشيتش أو فرصة لتهدئة الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد في أعقاب كارثة نوفي ساد.