صناع (سنو وايت) يروون تجربتهم لـ«روز اليوسف»: فيلم مصرى عن تحديات الأقزام
وشهدت القاعة التي استضافت العرض الأول لفيلم (سنو وايت) المشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، تصفيقا حارا، حيث تفاعل الجمهور مع الفيلم بشكل كبير، خاصة أن الفيلم حمل إقبالا كبيرا التعامل مع المشاعر الإنسانية. وفي الختام، يسلط الضوء على التحديات التي تواجه قصار القامة في مجتمعنا، إذ تدور أحداثه حول شابة مصرية قصيرة القامة تسعى لتحقيق حلمها في الحب والزواج كأي فتاة أخرى، لكنها تواجه بعض الصعوبات. الصعوبات بسبب المعايير. الجمال التقليدي الذي تفرضه الثقافة المحيطة. الفيلم من تأليف وإخراج “تغريد أبو الحسن”. وبطولة “مريم شريف” ويشارك في البطولة نخبة من النجوم: “محمد ممدوح، كريم فهمي، محمد جمعة، خالد سرحان، وصفوة”. وعلى هامش فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان التقينا مع “مريم” و”تغريدة” والمنتج “محمد عجمي” وكان اللقاء التالي بيننا.
مؤشر النجاح
في البداية أعربت “مريم شريف”: عن سعادتها بتقديم أول فيلم بطولة فتاة قصيرة القامة، قالت: “كنت متحمسة للدور لأنه جديد، ويقدم الأشخاص قصار القامة بشكل مختلف”. لم يتم عرضها من قبل في السينما، وعن نفسي لم يكن لدي أي اهتمام بمجال التمثيل من قبل، خاصة أن كل الأدوار التي كان يؤديها أشخاص قصار القامة كانوا يتعمدون السخرية منهم. لسوء الحظ، الأعمال الفنية أوصلت رسالة للجمهور بأن قصار القامة مسموح للسخرية منهم، وعندما التقيت “تغريد” لم أشعر أنها ستقدمني بنفس الطريقة، وأعطتني العديد من ورش الأداء، حتى أن أستطيع أن أظهر مشاعر الشخصية، خاصة أنني لا علاقة لي بالتمثيل. أنا طبيب صيدلاني، وأعمل في مجال تسويق الأدوية، وسافرت لإكمال دراستي في ألمانيا، وأنا أيضًا مدون معروف. بين قصار القامة».
وعن رد فعل الجمهور بعد العرض قالت: «كان مؤشراً بالنسبة لي على نجاحي في إيصال الرسالة، حيث تفاعل الجمهور مع مشاعر الشخصية واستجاب لها». سواء بالضحك أو البكاء، جعلني أشعر أن الفيلم قد يرمي حجرا في المياه الراكدة. سعدت جداً بحضور عدد من قصار القامة للعرض، حيث أعلنت موعده على صفحتي، واستغربت أن إحداهن… فتيات قصيرات القامة أخبرتني أنها لم تدخل السينما من قبل، ولكن لقد شجعها فيلمي على القيام بذلك.
وعن التحديات التي تواجهها على أرض الواقع، ومدى قدرة الفيلم على تصويرها دون مبالغة، قالت: «كل ما تم تصويره في الفيلم هو حقيقي وغير مبالغ فيه. هناك تحديات مثل عدم القدرة على إيجاد فستان مناسب مثلا، أو الاستعداد النفسي لتقبل الموقف، أو المعارضة والتحرش، لدرجة أن أحدهم قال لي ذات مرة (أنت.. كنت زعلان)»
أما عن الصورة التي ظهر فيها الفنان “كريم فهمي”، وهو يقبل يدها على السجادة الحمراء للفيلم، تقول “مريم”: “كريم إنسان جميل فوق الوصف، وشعرت بمساندة شديدة في المشاهد التي لقد جمعني معه، وأنا ممتن لذلك”.
صدفة
من جانبها، قالت المؤلفة والمخرجة “تغريد أبو الحسن”: “فكرة تقديم فيلم عن هذه الفئة المهمشة كانت تشغلني منذ طفولتي، حيث كانت هناك مربية لصديقة لي كانت قصيرة القامة “. كانت شخصيتها قوية جداً، وكانت نموذجاً مختلفاً بالنسبة لي، وعندما كبرت وجدت نظرة مختلفة عن المجتمع، ومعاملة مختلفة تماماً عما مررت به مع مربيتي. يا صديقي، كان لدي حلم أن أجعل الناس يرون الجانب الذي رأيته، وأن ينظروا إلى قصار القامة من منظور مختلف، وهو ما دفعني لكتابة السيناريو (بياض الثلج) ولم أتوقع أن يأتي لإلقاء الضوء بسهولة، حيث أن هناك العديد من القواعد التي تحكم شباك التذاكر، لم أتوقع بسهولة العثور على منتج متحمس ويخاطر وينتج الفيلم، حتى التقيت بالمنتج “محمد عجمي”.