طبيب بيطرى يوضح أثر المتبقيات الدوائية على صحة الإنسان

قال الدكتور محمد راضي الطنطاوي، طبيب بيطري، إن الكثير منا لا يهتم إلا بالأدوية التي يتناولها، ولا يجرؤ على تناول حبة دواء دون استشارة الطبيب خوفاً من الضرر الذي قد يحدث له، ولا يدرك أنه من الممكن أن يتناول أدوية ضارة دون أن يعلم، من خلال تناوله أطعمة ذات أصل حيواني.

وأضاف الطنطاوي لـ«اليوم السابع» أن الأمر يتعلق بالحيوانات وإعطائها الأدوية دون إشراف طبيب بيطري، سواء عن طريق المربين أو من خلال المتطفلين على مهنة الطب البيطري، موضحا أن أغلب الأدوية لها فترة انسحاب سواء في اللحوم أو الألبان، وبالتالي فإن الرقابة البيطرية مطلوبة لمنع تناول اللحوم أو الألبان خلال فترات الانسحاب، حيث تمثل المنتجات الغذائية ذات الأصل الحيواني نسبة كبيرة من نظامنا الغذائي المصري، وأحد ركائز الأمن الغذائي.

وتابع: “ربما سمعتم عن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وأن هناك أشخاصاً ماتوا من آثار بكتيريا مقاومة لجميع المضادات الحيوية، من أين جاءت هذه البكتيريا المتوحشة؟ كل هذا نتيجة الاستخدام المفرط وغير المتوازن أو عدم إكمال دورة العلاج، أو من تناول اللحوم أو منتجات اللحوم أو منتجات الألبان التي تحتوي على بقايا الأدوية. تأخذ جرعة غير كافية لقتل العامل الممرض ويصبح الأمر أشد مع هذه الجرعة، التي تعمل كتحصين لهذه البكتيريا من المضاد الحيوي نفسه. الجرعة غير القاتلة للبكتيريا تحفز أنظمتها المناعية ضد الدواء، ثم تصبح أقوى وأشد جيلاً بعد جيل حتى تصبح قوة قاتلة لا يستطيع أي دواء التأثير عليها”.

وأشار إلى أن أصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى الكبد والكلى ممنوعون من تناول بعض الأدوية المنتشرة في المجال البيطري مثل: «أدوية طفيليات الدم المنتشرة في مصر والتي قد تؤدي إلى وفاتهم»، مضيفاً: «انطلاقاً من هذا المبدأ نؤكد على عدم إعطاء أي أدوية للحيوانات إلا تحت إشراف بيطري، وعدم شراء اللحوم المذبوحة خارج المسلخ أو الحليب غير الخاضع للإشراف البيطري، حفاظاً على سلامتكم وسلامة المجتمع».