عاجل| بالأسماء.. صحيفة إسرائيلية ترصد عمليات اغتيالات قادة حماس
ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية وموقعها الإلكتروني تقريرا تحت عنوان "الاغتيالات المستهدفة التي غيرت وجه حماس".
وقالت الصحيفة الإسرائيلية: إن حركة حماس تعرضت منذ تأسيسها عام 1987 لسلسلة طويلة من الاغتيالات التي استهدفت قادة عسكريين وسياسيين بارزين في الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وانتهجت إسرائيل سياسة الاغتيالات كوسيلة لملاحقة القيادات الفلسطينية من الداخل والخارج، بهدف انهيار حركات المقاومة الفلسطينية ومنع توسع عملياتها، خاصة بين الانتفاضتين.
في الرابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 1993، وصلت الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، على مدى عامين، ذروتها.
عماد عقل قائد "كتائب عز الدين القسام" حماس تقف الآن على مشارف الشجاعية أمام فريق من وحدة شمشون الإسرائيلية، الرجل الذي قتل 11 جنديًا إسرائيليًا قاوم واستشهد في نهاية تبادل إطلاق النار مع الوحدة الإسرائيلية. كانت هذه نقطة البداية لعمليات الاغتيال المستهدفة لقادة حماس، وهي إحدى الوسائل الرئيسية التي تحاول إسرائيل من خلالها منذ سنوات القضاء على مقاتلي المقاومة الفلسطينية.
في 5 يناير 1996، "مهندس" يحيى عياش، وهو قيادي بارز في الجناح العسكري لحركة حماس، وأحد المسؤولين عن إدخال أسلوب العمليات الانتحارية التي قتلت أكثر من 100 إسرائيلي، كان يسكن في شقة سكنية ليست بعيدة عن معبر إيرز، تلقى اتصالاً على هاتفه المحمول، ولم يكن يعلم أن هذه هي المكالمة الأخيرة التي سيتلقاها في حياته، إذ إن 50 غراماً من المواد المتفجرة العالية الموجودة في بطارية هاتفه المحمول قتلته على الفور.
كان عياش يعلم جيداً أن إسرائيل تلاحقه، فاتخذت إجراءات أمنية مشددة. وكان مكان اختبائه من أكثر أسرار حماس كتماناً. وأثار اغتياله قلق قادة حركات المقاومة الفلسطينية. وأفاد فلسطينيون لاحقاً أن قادة حركات المقاومة بدأوا يتخذون سلسلة من الإجراءات لحماية أرواحهم. ومن بين هذه الإجراءات تجنب التحدث عبر الهواتف المحمولة خوفاً من انفجارها. لكن حتى هذا لم يوقف نمو وانتشار حركات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي الوحشي. ومع بداية الانتفاضة الثانية عام 2000، عادت إسرائيل إلى تصفية القيادات الفلسطينية بوتيرة متزايدة، وخاصة في حماس. ففي عام 2001، قصفت الطائرات الإسرائيلية مقر “وزارة الإعلام والبحث” التابعة للحركة في مدينة نابلس بالصواريخ، مما أدى إلى مقتل جمال منصور وجمال سليم، اللذين كانا من بين كبار مسؤوليها في الضفة الغربية.
وفي إسرائيل، يُنسب إلى اثنين التخطيط للهجوم على دولفيناريوم في تل أبيب، وآخرين في نتانيا وكفار سابا ونيفيه يامين وأماكن أخرى. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 37 إسرائيلياً وإصابة 376 آخرين.
وبعد بضعة أشهر، استؤنفت عمليات الاغتيال المستهدفة مرة أخرى. ففي أثناء وجوده في سيارته في طوباس، قُتل محمود أبو هنود، قائد كتائب القسام في الضفة الغربية. وكان يُعتبر أحد أقوى أعضاء حماس في ذلك الوقت، وكان مسؤولاً عن مقتل العشرات من الإسرائيليين في خمس هجمات انتحارية على الأقل وعشرات عمليات إطلاق النار. وفي عام 2002، قُتل قائد كتائب القسام صلاح شحادة عندما أسقطت طائرة مقاتلة قنبلة تزن أكثر من طن على منزله في حي الدرج شمال غرب مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل أفراد عائلته ـ و13 فلسطينياً بريئاً. وقد أدى اغتيال شحادة إلى سلسلة من التدابير المضادة المستهدفة من جانب قادة حماس وكبار المسؤولين، مما دفع المنظمة إلى التركيز بشكل متزايد على بقاء شعبها وأقل على تنفيذ الهجمات الانتحارية، مما أدى إلى انخفاض كبير في عدد الهجمات. ولكنه تلقى المزيد من التعليم.
وأثارت عمليات قتل المدنيين غير المشاركين انتقادات دولية شديدة، وشكاوى في بريطانيا بشأن جرائم حرب ارتكبت ضد القادة العسكريين الإسرائيليين، وجدلاً عاماً بلغ ذروته بنشر “رسالة الطيارين” التي تدين القرارات على المستوى السياسي.
ولم تكن هذه الجريمة نهاية سلسلة جرائم إسرائيل، حيث كان شحادة يعتبر قائداً مهماً وانضم العديد من الشباب إلى حركة المقاومة الفلسطينية حماس بعد استشهاده وإرادته “لتحقيق وصية الجهاد في سبيل الله وفلسطين”.
وبعد نحو عام من وفاة شحادة، بدأت عمليات الاغتيال تتخذ طابعاً مختلفاً، حيث استهدفت إسرائيل القيادات السياسية لحركة حماس. ففي البداية، اغتالت إسرائيل الزعيم البارز وأحد مؤسسي المنظمة، إسماعيل أبو شنب، في غارة جوية على سيارته في أغسطس/آب 2002.
اغتيال مؤسس حركة حماس
وبعد عامين قررت إسرائيل التصعيد ضد حماس، ففي 22 مارس/آذار 2004 قامت باغتيال الزعيم التاريخي لحركة حماس ومؤسسها أحمد ياسين بعد صلاة فجر الجمعة في مسجد بحي الصبرة في مدينة غزة.
أطلقت مروحيات سلاح الجو التي كانت تحلق فوق المنطقة صواريخ “هيلفاير” عليه، ما أدى إلى مقتل القائد الذي أعطى الختم الديني لمقاومة الاحتلال على الفور، مع اثنين من حراسه الشخصيين، وإصابة اثنين من أبنائه. لكن ذلك لم يكن كافياً بالنسبة للمنظومة الأمنية.
وتولى عبد العزيز الرنتيسي، المؤسس الثاني لحركة حماس، منصب القيادة بدلاً من ياسين. وبعد نحو أسبوعين من وفاة ياسين، قُتل الرجل الذي قاد الحركة أيضاً في هجوم على سيارته في مدينة غزة.
وبعد عشرين عاماً، وفي حرب “طوفان الأقصى”، قتل جيش الاحتلال أرملته جميلة عبد الله طه الشنطي، التي كانت تُعرف بأنها أقوى امرأة في حماس.
غرفة فندقية في دبي
في عام 2010، اتخذت عمليات الاغتيال منعطفاً مثيراً للاهتمام. فإذا كان زعماء حماس قد خشوا حتى الآن على مصيرهم في قطاع غزة والضفة الغربية، فقد اضطروا الآن إلى النظر إلى الخارج أيضاً، في التاسع عشر من يناير/كانون الثاني، في غرفة بفندق “بستان روتانا” الفاخر في دبي.
تم اغتيال محمود المبحوح، وهو أحد كبار قادة القسام، والمسؤول عن تهريب الأسلحة والصواريخ والمتفجرات والمقاتلين المدربين في الخارج إلى قطاع غزة، ويعتبر العقل المدبر وراء العديد من العمليات العسكرية لحماس وشخصية رئيسية في اتصالاتها مع إيران.
في البداية قيل إنه توفي لأسباب طبيعية، لكن بعد التحقيق تبين أنه مات مسموماً. وتحت السطح جرت واحدة من أكثر العمليات تعقيداً التي نفذها الموساد الإسرائيلي.
وفي لقطات من كاميرات المراقبة الأمنية التي تم نشرها بعد وقت قصير من الاغتيال، شوهد عملاء الموساد وهم يرتدون ملابس لاعبي التنس يدخلون ويخرجون من المصاعد بلا مبالاة.
كما أثارت عملية الاغتيال ردود فعل غاضبة في مختلف أنحاء العالم، حيث أدى استخدام العملاء لجوازات سفر مزورة لمواطنين من دول مثل بريطانيا وأستراليا وفرنسا إلى توترات دبلوماسية بين إسرائيل وتلك الدول، التي طالبت بتوضيحات. فضلاً عن ذلك، تسبب الكشف المكثف عن تفاصيل العملية والتحقيق الذي أجرته السلطات في دبي في إحراج الموساد إلى حد ما، على الرغم من النجاح العملي.
وتزعم إسرائيل أنها نجحت في الحرب الحالية في القضاء على سلسلة من القادة البارزين مثل محمد ضيف، رغم نفي حماس لذلك، لكنها نجحت فعلياً في قتل القائد العسكري مروان عيسى، وصالح العاروري، الرجل الثاني في المكتب السياسي لحماس، والذي تمت تصفيته في بيروت.
لم تعلن إسرائيل بعد مسؤوليتها عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران الشهر الماضي، لكن يبدو أن هذه ليست نهاية التاريخ الطويل من الاغتيالات، فدماء الشهداء ما زالت تسقي شجرة الحرية والمقاومة للاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.