عاجل.. مقطع فيديو يكشف دولة حزب الله العسكرية تحت الأرض

وتظهر اللقطات منصات إطلاق الصواريخ وأبواب الأنفاق وعناصر حزب الله وهم ينقلون الصواريخ في شاحنات ودراجات نارية ومركبات أخرى مختلفة عبر الأنفاق.

يُطلق على نظام المخابئ تحت الأرض اسم “عماد 4″، على ما يبدو تخليداً لذكرى القائد العسكري الراحل عماد مغنية. عندما قُتل في هجوم بسيارة مفخخة عام 2008 في العاصمة السورية دمشق، اتهم حزب الله إسرائيل بالوقوف وراء اغتياله.

وفي أجزاء أخرى من الفيديو، يظهر خطاب للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في عام 2018، يؤكد فيه أن المنظمة تمتلك العديد من أنواع الصواريخ التقليدية وعالية الدقة.

وقال نصر الله: “لدينا من القدرة العسكرية ما يكفي لإجبار إسرائيل على مواجهة مصير وواقع لم تكن تتوقعه، وهو ما قد يحدث في أي وقت إذا شنت إسرائيل حرباً على لبنان”.

وفي الوقت نفسه، تستمر فقرة أخرى في اقتباس تحذير من زعيم حزب الله بأن قوات حزب الله “تحتفظ بكل الأهداف والإحداثيات”. إلى إسرائيل.

وقال نصر الله إن الصواريخ “كانت مخفية ومنتشرة وموجهة بسرية تامة”، مؤكدا أن حزب الله يملك “أقوى سلاح وقوة بشرية وخبرة وعزيمة منذ ولادته الآن”.

وجاء فيديو حزب الله رداً على تهديدات الكيان الصهيوني.

وقبيل نشر حزب الله صورة المخبأ تحت الأرض الذي يحتوي على أسلحة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أنهى خطة لمهاجمة الأراضي اللبنانية للتعامل مع حزب الله.

قال وزير الدفاع في الكيان الصهيوني يوآف هلانت، إن الدبابات الإسرائيلية ستتوغل في عمق الدولة المجاورة لطرد حزب الله من منطقة الحدود.

وردا على هذا التصريح حذر حسن نصر الله قائلا: “إذا أرسلت دبابات إلى جنوب لبنان فإن إسرائيل لن تواجه بعد الآن نقصا في الدبابات لأن قوات جيش الاحتلال لن يكون لديها أي منها”.

ويواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي نقصاً في الدبابات بسبب عدوانه على قطاع غزة المحاصر منذ عشرة أشهر، ما يجعل الاستعدادات للهجوم البري على جنوب لبنان أكثر تعقيداً.

وقال الخبير الكبير نيكولاس بلانفورد من معهد الأبحاث الأميركي المعروف باسم المجلس الأطلسي إنه في حال اندلعت حرب مع حزب الله فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى إرسال دبابات عبر الحدود الشمالية إلى الأراضي اللبنانية.

وقال بلانفورد إن “استخدام القوة الجوية وحدها لا يكفي لتحييد حزب الله”.

ولكن إسرائيل لا تستطيع أن تتجاهل حقيقة أن جنوب لبنان ليس منطقة صالحة للعمليات الدباباتية، إذ تحتوي هذه المنطقة على العديد من التلال والجبال، وهي مناسبة لعناصر حزب الله لشن كمائن على القوافل المدرعة والمركبات الإسرائيلية بالألغام والصواريخ المضادة للدبابات وتكتيكات القتال المتحركة.

وبحسب هذا الخبير فإن الطرق اللوجستية الرئيسية في المنطقة تمر أيضًا بشكل أساسي من الغرب إلى الشرق، وهو ما لا يصب في صالح القوات المهاجمة في الشمال.

إن الطرق المؤدية إلى شمال لبنان تمر غالباً عبر مناطق جبلية، مما يعرض الدبابات للخطر في أي وقت عند صعودها.

خلال صراع واسع النطاق استمر 34 يوما في عام 2006، ألحق حزب الله أضرارا جسيمة بالوحدات المدرعة الإسرائيلية باستخدام تكتيكات الكمائن المماثلة.

وبعد ذلك نفذ حزب الله عدداً من الكمائن على الدبابات الإسرائيلية بصواريخ كورنيت 9M133 المضادة للدبابات.

ومن الأمثلة النموذجية على ذلك معركة وادي السلوقي التي جرت في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه في لبنان، عندما أصابت صواريخ حزب الله المضادة للدبابات 11 من أصل 24 دبابة نشرتها إسرائيل.

الجريدة "ج بوست" من تقييم للحرب نُشر في عام 2008: "من بين 400 دبابة إسرائيلية شاركت في معركة جنوب لبنان آنذاك، أصيبت 48 منها، وأصيبت 40 أخرى، واخترقتها النيران 20 أخرى.

ويقدر البعض أن خمس دبابات ميركافا دمرت بالكامل.

ومن الواضح أن حزب الله أتقن التكتيك القتالي المتمثل في استخدام المشاة الخفيفة المزودة بصواريخ موجهة مضادة للدبابات ضد وحدات العدو الميكانيكية الثقيلة.

وشن حزب الله غارات مبتكرة ومتطورة، مستخدماً بمهارة القوة النارية المباشرة والقوة المتعددة.

ولو أن الجيش الإسرائيلي شن حرباً على حزب الله في هذا الوقت، لكان الوضع أكثر تعقيداً، لأن حزب الله كان يمتلك بالفعل كمية كبيرة من الأسلحة المضادة للدبابات الأكثر تقدماً… “لشن كمين سريع للدبابات الإسرائيلية في جنوب لبنان”.

وقال الخبير إن التضاريس الجبلية في جنوب لبنان تشكل ميزة للمدافعين، وإن حزب الله طور أساليب مبتكرة للقتال باستخدام صواريخ مضادة للدبابات من عائلة كورنيت 9M133 لمهاجمة دبابات ميركافا الرئيسية.

ولذلك، أكد الباحث بلانفورد: “على الرغم من امتلاك جيش الدفاع الإسرائيلي قدرات استطلاعية ومراقبة وجمع معلومات استخباراتية قوية للغاية في جنوب لبنان، فإنه سيظل يعاني من خسائر فادحة إذا وقع صراع واسع النطاق مع حزب الله”.