عاجل.. 43 عامًا على رحيل رياض السنباطي بلبل الموسيقى
يصادف اليوم الثلاثاء ذكرى رحيل الموسيقار الكبير رياض السنباطي، أحد أبرز الموسيقيين العرب، المتميز بتأليف الشعر العربي، الذي توفي في مثل هذا اليوم 10 سبتمبر/أيلول عام 1981.
وُلِد السنباطي في 30 نوفمبر 1906 بمدينة فارسكور بمحافظة دمياط في شمال دلتا النيل، وكان والده قارئًا يغني في الأعياد الدينية والأفراح والأعياد في القرى والمدن الريفية المحيطة.
عندما كان السنباطي في التاسعة من عمره أصيب بمرض في عينه منعه من مواصلة الدراسة، مما دفع والده إلى التركيز على تعليمه قواعد الموسيقى وإيقاعاتها. أظهر رياض سرعة في الاستجابة ومهارة ملحوظة، واستطاع أداء جلسات غناء كاملة بنفسه، وأصبح نجم الفرقة ومغنيها الأول، وعُرف باسم "البلبل المنصورة"استمع الشيخ سيد درويش لرياض وأعجب به كثيراً، وأراد أن يأخذه إلى الإسكندرية ليمنحه فرصاً أفضل، لكن والده رفض العرض لأنه كان يعتمد عليه كثيراً في فرقته.
وفي عام 1928 انتقل إلى القاهرة مع والده وبدأ مرحلة جديدة في حياته حيث تقدم إلى معهد الموسيقى العربية للدراسة هناك، وقد اختبرته لجنة من خبراء الموسيقى العربية في ذلك الوقت، ولكن أعضاءها أصيبوا بالدهشة بعض الشيء، حيث كانت قدراته أكبر من كونه طالبًا، فأصدروا قرارهم بتعيينه في المعهد أستاذًا للعود والعزف، ومن هنا بدأت شهرته واسمه يبرز في ندوات وحفلات المعهد كعازف ماهر، ولم يستمر عمله في المعهد سوى ثلاث سنوات، بعدها قدم استقالته.
كان قد قرر دخول عالم التلحين، وكان ذلك في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي من خلال شركة أوديون ريكوردز التي قدمته ملحناً لكبار مطربي ومطربات الشركة، ومنهم عبد الغني السيد، ورجاء عبده، ونجاة علي، وصالح عبد الحي. وبلغ عدد مؤلفاته الغنائية 539 عملاً في الأوبرا العربية والأوبريت والاسكتش والمونولوج والأغاني السينمائية والدينية، وبلغ عدد مؤلفاته الموسيقية 38 قطعة، وبلغ عدد شعراء الأغاني الذين لحن لهم 120 شاعراً، ومن أبرز من غنى لهم من مؤلفاته أم كلثوم، ومنيرة المهدية، ومحمد عبد المطلب، وأسمهان، وهدى سلطان، وفايزة أحمد، وسعاد محمد، ووردة، وميادة الحناوي، ونجاة. تأثر السنباطي في بداية تأليفه للقصيدة بالمدرسة التقليدية، كما تأثر بأسلوب زكريا أحمد، وأخذ رياض عن عبد الوهاب الأسلوب الحديث الذي أدخله في المقدمة الموسيقية، حيث استبدل المقدمة القصيرة بمقدمة طويلة، كما كان من أوائل الموسيقيين الذين أدخلوا العود مع الأوركسترا.
ولم تقتصر علاقة السنباطي بالفن على الموسيقى والتلحين فقط، ففي عام 1952 قدم فيلم «حبيب قلبي» الذي شاركته البطولة الفنانة هدى سلطان وأخرجه حلمي رفلة، ورغم نجاح الفيلم إلا أن السنباطي الذي قدم فيه مجموعة من الأغاني التي لاقت استحسان الجمهور لم يفكر في تكرار التجربة، وفي عام 1964 حصل على وسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وجائزة المجلس الدولي للموسيقى في باريس، كما حصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس محمد أنور السادات.
في عام 1977 حصل على جائزة الريادة الفنية من جمعية كتاب ونقاد السينما، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون والموسيقى، ودكتوراه فخرية لدوره الكبير في الحفاظ على الموسيقى من أكاديمية الفنون، وجائزة اليونسكو من جناحها العربي، وكان الوحيد من العالم العربي. كان عضواً بنقابة الموسيقيين، وعضواً بنقابة المؤلفين في فرنسا، وعضواً بلجنة الموسيقى بالمجلس الأعلى للفنون والآداب، وعضواً بنقابة المؤلفين والملحنين.
توفي عن عمر يناهز 84 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا عظيمًا من الإبداع.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .