7579HJ
صحة و جمال

علاجات التحفيز العصبي.. هل تعالج اضطراب ما بعد الصدمة؟

علاجات التحفيز العصبي.. هل تعالج اضطراب ما بعد الصدمة؟

كتبت/ زيزي عبد الغفار

تشير دراسة حديثة إلى أن استخدام علاجات التحفيز العصبي على دائرة دماغية محددة يمكن أن يعالج اضطراب ما بعد الصدمة.

في التفاصيل التي أوردها موقع ميديكال إكسبريس، أجرى باحثون في مستشفى بريجهام والنساء دراسة لتقييم 193 مشاركًا في دراسة إصابات الرأس في فيتنام يعانون من إصابات دماغية رضحية نافذة.

وجد الفريق أن أولئك الذين يعانون من تلف مرتبط باللوزة الدماغية، مركز الخوف في الدماغ، كانوا أقل عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.

نشرت النتائج في مجلة Nature Neuroscience.

قال المؤلف المشارك الدكتور شان صديقي، وهو طبيب نفسي في مركز بريجهام لعلاج الدوائر الدماغية، وأستاذ مساعد في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد: “هذا مرض دماغي حقيقي للغاية، ويمكننا تحديد موقعه في دوائر دماغية معينة”.

وأضاف: “لسوء الحظ، يفترض الناس أحيانًا أن اضطراب ما بعد الصدمة له علاقة بمدى قوة الشخص أو ضعفه العقلي، لكنه لا علاقة له بالشخصية الأخلاقية”.

تعاون صديقي مع باحثين آخرين من مركز بريجهام لعلاجات الدوائر الدماغية، بالإضافة إلى محققين من كلية فاينبرج للطب في جامعة نورث وسترن، وكلية ألبرت للطب بجامعة براون، وكلية الطب بجامعة ديوك.

وقال إن الدراسات السابقة أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من تلف في اللوزة الدماغية أقل عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، لكن الفريق أراد إيجاد هدف علاجي للمرض.

وقال صديقي “إن اللوزة الدماغية تقع في عمق الدماغ، مما يجعل من الصعب ضربها بدقة بطريقة تحفيزية دون إجراء عملية جراحية”.

وقد اكتشف الباحثون في مركز علاجات الدوائر الدماغية في السابق شبكات لعلاج الاكتئاب والإدمان بنجاح باستخدام التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.

وقال مايكل فوكس، دكتور في الطب، وأحد مؤلفي ورقة Nature Neuroscience ومدير مركز علاجات الدوائر الدماغية، إنهم يأملون في البناء على نجاحهم من خلال تحديد أهداف لحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة.

تحديد الهدف العلاجي  الصحيح

وقال فوكس: “إن إحدى الفجوات الكبيرة في تطوير علاج تحفيز الدماغ لاضطراب ما بعد الصدمة هي تحديد الهدف العلاجي الصحيح”.

وقال فوكس إن التجارب السابقة حاولت استخدام نفس الدائرة التي استنتجها فريقه لعلاج الاكتئاب، لكن هذا الهدف فشل في التجارب الخاصة باضطراب ما بعد الصدمة.

وقال: “بدلًا من الاستمرار في نهج التجربة والخطأ في اختبار أهداف مختلفة، لجأنا إلى آفات الدماغ لرسم خريطة الدائرة”.

وقام الفريق بفحص 193 مريضًا يعانون من إصابات دماغية رضحية نافذة من دراسة إصابات الرأس في فيتنام التي قادها المؤلف المشارك، الدكتور جوردان جرافمان، في نورث وسترن.

نظر الباحثون إلى ما إذا كان هؤلاء المحاربون القدامى قد أصيبوا باضطراب ما بعد الصدمة بعد 20 عامًا من الحرب في فيتنام.

وقال فوكس: “بعض هؤلاء المحاربين القدامى الذين أصيبوا بشظايا في رؤوسهم أصيبوا فيما بعد باضطراب ما بعد الصدمة، لكن الكثيرين منهم لم يصابوا به، وفي الواقع أصيب المرضى باضطراب ما بعد الصدمة بدرجة أقل من المحاربين القدامى الآخرين الذين لم يتعرضوا لأضرار في أدمغتهم”.

وقال فوكس إن البيانات التي جمعها جرافمان كانت أساسية لهذه الدراسة لأنه رسم خريطة للموقع الدقيق للضرر في كل مريض وما هي التأثيرات العصبية لهذا الضرر.

ثم افترض الباحثون أنه لا بد من وجود دائرة كهربائية تحمي من اضطراب ما بعد الصدمة في حالة تلفها، واستخدموا مخطط الأسلاك الخاص بهم، أو مخطط الاتصال البشري، لرسم خريطة للأماكن التي حدث فيها تلف في المخ والأماكن التي يتصل بها كل آفة.

التحفيز المغناطيسي

خلال الدراسة، طلب مريض يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة الشديد استخدام التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة في مركز أكاسيا للصحة العقلية في كاليفورنيا، وتم استشارة صديقي للمساعدة في التخطيط للعلاج. وبعد عملية موافقة مستنيرة دقيقة، استخدم الأطباء في أكاسيا الدائرة الموجودة في الدراسة لعلاج المريض، مما أدى في النهاية إلى تحسين أعراضه.

قال فوكس إنه على الرغم من أن الأمر يتعلق بمريض واحد فقط، فإن هذه الحالة تقدم توضيحًا لكيفية ترجمة نتائج الدراسة إلى بيئة سريرية.

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

زر الذهاب إلى الأعلى