علي رجب يكتب.. فرج فودة وعبدربه: المفكر والقاتل

كانت الفترة من يونيو 1992 إلى مارس 2027 ساحة صراع أيديولوجي دامٍ بين فكرتين متناقضتين: فكرة التنوير والحداثة التي يمثلها الدكتور فرج فودة، وفكرة التطرف الديني التي تمثلها الجماعة الإسلامية بزعامة أبو العلا عبد ربه. ويعكس هذا الصراع الذي انتهى باغتيال فودة عمق الانقسام الفكري الذي عاشته مصر في تلك الفترة، والذي لا تزال تعاني من تداعياته حتى اليوم.
د. فرج فودة: صوت التنوير
كان الدكتور فرج فودة مثقفاً مصرياً بارزاً، وداعية للحداثة والتنوير، وناقداً صريحاً للتطرف الديني. تميزت كتاباته بعمقها الفكري ووضوحها، وحظيت بشعبية واسعة بين الشباب المثقف. ومن أهم أعماله: الحقيقة الغائبة (1984)، وقبل السقوط (1984)، والمستهزأ به (1985)، الذي استعرض أخطاء التاريخ الإسلامي وأدان محاولات الإخوان المسلمين تجميل الصورة التاريخية للخلافة.
في المقابل، كان أبو العلا عبد ربه من أبرز الشخصيات في الجناح المسلح للجماعة الإسلامية، وكان يتبنى فكراً متشدداً ويعتبر آراء فودة تكفيرية، مما دفعه إلى إصدار فتوى تقضي بقتله. وفي يونيو/حزيران 1992، شهدت مصر ذروة الصراع باغتيال فودة، حيث اعترف عبد ربه بتورطه، مؤكداً أنه زود منفذي الجريمة بالأسلحة والذخيرة.
أدى اغتيال فودة إلى تصعيد الصراع بين الدولة والجماعات الإسلامية، مما أدى إلى موجة من العنف والإرهاب استمرت لسنوات، كما أدى إلى تراجع دور الحركات الإسلامية المعتدلة، وسيطرة الحركات المتطرفة على الساحة الإسلامية في مصر.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.