غارة إسرائيلية على مدرسة في غزة تُستخدم كملجأ تقتل 80 شخصاً على الأقل، بحسب مسؤولين فلسطينيين
كتب: هاني كمال الدين
وقالت الأمم المتحدة إن الغارة الأخيرة كانت جزءا من هجمات إسرائيل المتزايدة على المدارس في غزة، التي تحولت إلى ملاجئ للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب الحرب.
وأظهر مقطع فيديو من مكان الحادث جدراناً محطمة على مستوى الأرض في مبنى كبير. كما ظهرت قطع خرسانية وقطع معدنية ملتوية فوق الأرضية الملطخة بالدماء، إلى جانب الملابس والأثاث المتساقط والحطام الآخر. كما غطت الأنقاض سيارة متفحمة النوافذ.
وقال فضل نعيم مدير مستشفى الأهلي في مدينة غزة لوكالة أسوشيتد برس إن المستشفى استقبل 70 جثة من القتلى في الغارة وأشلاء أجساد ما لا يقل عن 10 آخرين. وقالت وزارة الصحة إن 47 شخصا آخرين أصيبوا.
وقال نعيم إن بعض الجرحى أصيبوا بحروق بالغة واضطر العديد منهم إلى إجراء عمليات بتر للأطراف.
وقال أبو أنس، وهو شاهد عيان عمل على إنقاذ الناس، إن الغارة ضربت المدرسة دون سابق إنذار في الصباح الباكر قبل شروق الشمس، بينما كان الناس يصلون في مسجد داخل المدرسة. وأضاف: “كان هناك أشخاص يصلون، وكان هناك أشخاص يغتسلون، وكان هناك أشخاص نائمون في الطابق العلوي، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن. سقط الصاروخ عليهم دون سابق إنذار. الصاروخ الأول، والثاني. لقد انتشلناهم كأشلاء”.
وقال محمود بصل، المتحدث باسم قوات الدفاع المدني التي تعمل تحت إشراف الحكومة المحلية التي تديرها حماس، إن ثلاثة صواريخ اخترقت المبنى المكون من طابقين – الطابق الأول يضم المسجد والثاني المدرسة – حيث كان نحو 6 آلاف نازح يلوذون بالمأوى من الحرب.
وأضاف أن العديد من القتلى لم يكن من الممكن التعرف عليهم، وأن العديد من الضحايا كانوا من النساء والأطفال.
وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت في وقت سابق أنه حتى السادس من يوليو/تموز، تعرضت 477 مدرسة من أصل 564 مدرسة في غزة لقصف مباشر أو تضررت في الحرب. وفي تقرير صدر يوم السبت، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن هناك ما لا يقل عن 21 هجوما على المدارس منذ الرابع من يوليو/تموز، مما أسفر عن مقتل المئات بما في ذلك النساء والأطفال. وذكر التقرير أن العديد من المدارس كانت تستخدم كملاجئ، مضيفا أن إسرائيل ملزمة بموجب القانون الدولي بتوفير مأوى آمن للنازحين.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان نشر على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” في إشارة إلى الضربات على المدارس: “لا يوجد ما يبرر هذه المجازر”.
ألقت إسرائيل باللوم في مقتل المدنيين في غزة على حركة حماس، قائلة إن الجماعة تعرض المدنيين للخطر من خلال استخدام المدارس والأحياء السكنية كقواعد للعمليات والهجمات.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي المقدم نداف شوشاني في بيان إن المخابرات الإسرائيلية أشارت إلى أن نحو 20 مسلحا من حماس والجهاد الإسلامي، بما في ذلك قادة كبار، كانوا يستخدمون مجمع مدرسة التبين للتخطيط لهجمات على القوات الإسرائيلية. كما شكك شوشاني في أعداد الضحايا التي أصدرتها وزارة الصحة الفلسطينية.
ونفى عزت الرشق، القيادي البارز في حركة حماس، وجود مسلحين في المدرسة.
وقالت إسرائيل إن المدرسة المستهدفة تقع بجوار مسجد يستخدم كملجأ لسكان مدينة غزة.
لكن مصورا يعمل لصالح وكالة أسوشيتد برس قال إن المسجد والفصول الدراسية كانت في مبنى واحد، حيث تقع قاعة الصلاة في الطابق الأرضي والمدرسة فوقه. وقال المصور إن صاروخا اخترق أرضية الفصول الدراسية ثم انفجر.
وتأتي الضربة في الوقت الذي جدد فيه الوسطاء الأميركيون والقطريون والمصريون مساعيهم لدفع الطرفين إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه أن يساعد في تهدئة التوترات المتصاعدة في المنطقة بعد اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران وقائد كبير في حزب الله في بيروت.
وقالت مصر، التي تقع على حدود غزة وتعمل كوسيط رئيسي، إن الهجوم على المدرسة أظهر أن إسرائيل ليس لديها نية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. وأدانت الأردن المجاورة الهجوم ووصفته بأنه “انتهاك صارخ” للقانون الدولي. وطالبت قطر بإجراء تحقيق دولي ووصفته بأنه “جريمة شنيعة” ضد المدنيين.
وفي وقت متأخر من يوم الجمعة، أسفرت غارتان جويتان منفصلتان في وسط غزة عن مقتل 13 شخصا على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء، بحسب سلطات المستشفى. وقام صحفي من وكالة أسوشيتد برس بإحصاء الجثث في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح بوسط البلاد.
وقال مسؤولون في مستشفى إن غارة واحدة أصابت منزلا في مخيم النصيرات للاجئين مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص جميعهم باستثناء امرأة واحدة. وقال المستشفى إن غارة أخرى أصابت منزلا في دير البلح مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم امرأة وأطفالها الثلاثة.
وأسفرت حملة إسرائيل على غزة عن مقتل أكثر من 39790 فلسطينيا وإصابة أكثر من 92 ألف آخرين، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس، والتي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين في إحصاءاتها. واندلعت الحرب بعد هجوم شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث اقتحم مسلحون من غزة جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وخطف 250 آخرين.
لقد اضطر أكثر من 1.9 مليون شخص من سكان غزة الذين بلغ عددهم قبل الحرب 2.3 مليون نسمة إلى النزوح من منازلهم، حيث فروا مراراً وتكراراً عبر القطاع هرباً من الهجمات. والآن يعيش أغلب هؤلاء في مخيمات خيام متداعية في منطقة تبلغ مساحتها نحو 50 كيلومتراً مربعاً (19 ميلاً مربعاً) على ساحل غزة.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.