7579HJ
مقالات

فاتورة باهظة دفعها اللواء نجيب … رمز النقاء فى مجلس قيادة ثورة يوليو 1952م

اللواء محمد نجيب يوسف ابن لضابط برتبة البكباشى ( مقدم ) فى الجيش المصرى بالسودان ؛ هو أول ضابط فى الجيش المصرى يحصل على ليسانس الحقوق و دبلومتين للدراسات العليا فى الاقتصاد السياسى و القانون الخاص .

لهذا الضابط الرمز مواقف متعددة مشرفة تبرهن على وطنيته من الشوكة الى النخاع ؛ فقد تقدم باستقالته من الجيش اعتراضا على تدخل الانجليز فى الشأن الداخلى للمملكة ؛ و كان ذلك بسبب محاصرت الدبابات البريطانية قصر الملك فى يوم 4 / 2 / 1942 لاجباره على عودة النحاس لرئاسة الوزارء أو تنازله عن العرش ؛ رفضت استقالته من قبل الملك و عين عام 1944 حاكما اقليميا لسيناء .

عام 1948 شهد أول معركة لنجيب كقائد لفوج مشاه ضد اسرائيل ؛ و قيل أن نجيب عارض تحرك الجيش ضد اسرائيل لعدم جاهزية القوات للقتال ؛ و أصيب نجيب فى هذه المعركة ثلاثة مرات ؛ و اشيد به كبطل بعد الحرب ؛ و قد تعزز بعد تلك الحرب اعتقاده بوجوب عزل الملك فاروق و أنضم لمجموعة الضابط الاحرار .

و يقول ثروت عكاشه فى كتابه ” مذكراتى بين السياسة و الثقافة ” كان اللواء نجيب احد قادة الجيش المرموقين لاسباب ثلاثة أولها : اخلاقياته الرفيعة ؛ ثانيها ثقافته الواسعة فهو حاصل على ليسانس الحقوق و خريج كلية اركان الحرب و يجيد أكثر من لغة ؛ و ثالثها شجاعته فى حرب فلسطين التى ضرب فيها القدوة و حظى باعجاب الضباط كافة فى ميدان القتال .

ايمانه المطلق بالديمقراطية كان السبب وراء سقوطه من التاريخ لثلاثون عاما تقريبا كأول رئيس للدولة المصرى ؛ اراد نجيب العودة السريعة الى الحكومة الدستورية و اعترض على الاحكام التى صدرت بحق سياسيين من مختلف الاطياف من قبل محكمة الثورة ؛ و بمرور الوقت باتت وجهة نظر اللواء نجيب الليبرالية و رغبته فى اقامة نظام ديمقراطى تلقى استياء متزايدا من عبد الناصر و انصاره ؛ و بحلول فيراير 1954 وصل الضغط عليه الى النقطة التى قرر فيها اللواء نجيب تقديم استقالته التى قبلت من مجلس قيادة الثورة وأصبح عبد الناصر رئيس وزراء و ترك الرئاسة شاغرة .

و تحت ضغوط جماعات مدنية و عسكرية اعاد مجلس قيادة الثورة اللواء نجيب لكافة مناصبه التى تخلى عنها بالاستقالة ؛ و وأفق مجلس قيادة الثورة على مطالب اللواء نجيب بالسماح بعودة الاحزاب السياسية و دعوة جمعية تأسيسية لصياغة دستور من اجل التمهيد لتسليم السلطة الى حكم مدنيا لكن هذا الوضع لم يدوم طويلا .

و عندما جرت محاولة اغتيال عبد الناصر فى 1954 تم الزج باسم اللواء نجيب حيث اتهمت جماعة الاخوان بتدبير الحادث و أتهم اللواء نجيب بالتعاطف معها و تم وضعه تحت الاقامة الجبرية لثلاثون عاما تقريبا .

رحم الله اللواء نجيب الذى احب وطنه و دافع من أجله و تحمل فاتورة باهظة فى سبيل اعلاء شانه و رفعة مكانته .

 

زر الذهاب إلى الأعلى