فاروق القدومي .. مجلس الأمن يثبت صحة مواقفه وقناعاته يوم وفاته
بقلم : رامي الشاعر
فلترقد بسلام أيها القائد المناضل الصنديد، قائد الدبلوماسية الفلسطينية فاروق القدومي، ولتطمئن أننا بعدك على الدرب سائرون، نحمل لواء القضية ونحرر القدس بدمائنا وأروحنا فداء لأرضنا الطاهرة.
أستهل مقالي بتقديم التعازي الحارة لأسرة القائد الشهيد فاروق القدومي “أبو اللطف”، ولشعبنا الفلسطيني كله، والذي في يوم وفاته، أثبت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صحة مواقفه وقناعاته بأن لا هوادة ولا تفاوض مع الصهيونية الإسرائيلية والعالمية، حيث لم يؤمن الفقيد يوما بذلك، فقال مندوب الجزائر السفير عمار بن جامع، يوم أمس الخميس، إن سلطات الاحتلال عازمة على إجهاض أي أمل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
من جانبه صرح دميتري بوليانسكي نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، خلال نفس الاجتماع، بأن الولايات المتحدة تحاول بيع مجلس الأمن الدولي “سمكا في البحر”، من خلال سعيها تعديل معايير اتفاق وقف الحرب في غزة بشكل “مرض لإسرائيل”.
وتابع بوليانسكي: “إن رغبة الولايات المتحدة في احتكار عملية السلام في الشرق الأوسط وإعادة ترتيبها وفقا للصيغ الملائمة لإسرائيل هي ما أدى إلى العواقب الدرامية الراهنة. ومثل هذا الوضع يقوض سمعة مجلس الأمن الدولي، الذي لا يزال عاجزا، منذ أكتوبر الماضي، عن اتخاذ أي قرارات فاعلة ضرورية ليس فقط للحل العادل للقضية الفلسطينية وفقا للقرارات الدولية المعروفة، بل ولمنع حرب إقليمية شاملة في الشرق الأوسط”.
وكانت روسيا قد دعت مجلس الأمن الدولي لتبني قرار جديد حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لعدم تنفيذ القرار السابق برقم 2735، الذي تبناه المجلس في يونيو الماضي. مؤكدة أنه من المحبط أن يفشل مجلس الأمن في المطالبة بوقف إطلاق النار وإلزام الأطراف به.
نعم، لقد كان القائد الشهيد فاروق القدومي على ثقة بذلك منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية الأولى، وبقي على قناعاته تلك حتى وفاته يوم أمس، وهي القناعات التي تزداد رسوخا بمرور كل يوم ليس فقط فلسطينيا بل دوليا.
لقد لعب القائد الدبلوماسي الشهيد فاروق القدومي دورا هاما ليس فقط على الصعيد الدبلوماسي بتعزيز الدعم الدولي لحقوق شعبنا الفلسطيني، ولكن أيضا في دعم وتعزيز حركات التحرر عامة في العالم. وكان إلى جانب عمله الدبلوماسي يؤمن بأهمية وضرورة الكفاح المسلح، ويؤكد على أنه لا يجوز التفاوض مع العدو إلا بعد تحرير الأراضي الفلسطينية، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الفلسطيني الغالي.
وبهذه المناسبة، أود التذكير بوصية والدي، رحمة الله عليه، العميد الدكتور محمد الشاعر، أول سفير لفلسطين لدى الاتحاد السوفيتي، والصديق الصدوق لـ “أبو اللطف”، والتي كتبها قبل أن يفارق الحياة بساعات عام 1983، وأنهاها بعبارات تجسد أهمية الوحدة الفلسطينية، وتضيء طريق الكفاح المسلح طريقا وحيدا لتحرير فلسطين.
ينطبق مبدأ القائد الشهيد فاروق القدومي ليس فقط على الصراع في الشرق الأوسط، إنما ينطبق كذلك اليوم على ما يحدث في القارة الأوروبية بين روسيا و”الناتو” بأيدي النظام النازي في كييف بأوكرانيا، فيما أصبح من الواضح الآن أنه لا يوجد آفاق للتوصل إلى حل عادل في فلسطين أو في أوكرانيا من خلال التفاوض مع ممثلي الصهيونية والفاشية والنازية الجديدة، وإنما يكون التفاوض فقط على أساس استعادة جميع الأراضي الفلسطينية والروسية وعودها لأصحابها، وهو ما يتطلب عدم التنازل أبدا عن السلاح والعملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا جنباً إلى جنب مع كافة الجهود الدبلوماسية للوصول إلى نتيجة مع من لا يفهمون لغة السياسة، فيتعذر التفاهم معهم إلا والبندقية في اليد اليسرى.
وداعاً أيها البطل الدبلوماسي الفدائي الشجاع صاحب المبادئ “أبو اللطف”.
عزائنا الوحيد أنك ترقد الآن بجانب زوجتك المناضلة “أم اللطف”، والتي جسدتهم معها أسمى معاني الحب والتسامي والتضحية من أجل وطننا الأم فلسطين. ستتحقق آمالكما، وستقوم الدولة الفلسطينية المستقلة قريباً جداً إن شاء الله، وستكون عاصمتها القدس الشريف.