قاضي قضاة فلسطين: الوعى الدينى لا يقتصر على معرفة العبادات والأخلاق
انعقدت الجلسة العلمية الثالثة للمؤتمر الخامس والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برئاسة فضيلة الدكتور محمود صدقي الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية. تحدث في الجلسة الدكتور رمضان الصاوي نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون الطلاب، والدكتور محمد مصطفى العرجاوي من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، والدكتور أحمد ربيع يوسف عميد كلية الدعوة الأسبق، والدكتورة زينب عبد السلام أبو الفضل أستاذة الفقه بكلية الآداب جامعة طنطا، والدكتورة فتحية إسماعيل محمد مشعل أستاذة ورئيسة قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، والشيخ الدكتور بلال الحلاق أمين عام دار الفتوى بولاية كاليفورنيا، والدكتور محمد أبو زيد الأمير نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، بحضور الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف.
ورحب الدكتور محمود صدقي الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية بالحضور، مثمناً عنوان المؤتمر ومؤكداً على أهمية موضوع ومحاور المؤتمر، مؤكداً أن الوعي الديني لا يقتصر على معرفة العبادات والأخلاق، وإن كانتا دعامتين مع الإيمان والشريعة في بناء النظام الإسلامي، ولكن الوعي الديني هو الوعي بما يجب على الإنسان أن يفعله بناء على دينه تجاه حياته، تجاه نفسه، تجاه مجتمعه، تجاه بيته، تجاه أسرته، وتجاه البشرية جمعاء.
وخلال الجلسة أكد العلماء أن نصوص الإلزام لم تفرق بين الذكر والأنثى إلا فيما يتصل بطبيعة كل منهما الخاصة، وإذا لم يفرق النص فإن عمل المرأة في سبيل هذا الدين يشبه عمل الرجل ولا يقل عنه في شيء، وقد حرصت المرأة منذ العهد الأول على الحضور في خدمة الدعوة والفقه الإسلامي، وظهرت نماذج من النساء في تحمل الفقه والاجتهاد فيه، والحديث وروايته، والتفسير وعلومه.
وأشاروا إلى أن وجود المرأة في مصر في مراكز الوعظ والفتوى وفي خدمة الدعوة أساس لخدمة الدعوة الإسلامية وبناء الفقه، وأن وجود عالمات دين تصدرن المشهد في التعليم الجامعي والدراسات العليا واللجان العلمية لترقية الأساتذة دليل وثقة في المرأة وما تقوم به في خدمة الفقه الإسلامي.
وأكدوا أن قضية الوعي من القضايا التي شغلت أذهان المفكرين والفلاسفة منذ القدم؛ لأن الإنسان الواعي لقضايا مجتمعه وواقعه هو الإنسان صاحب التأثير الأكبر في توجيه مسار الحياة نحو الأفضل بلا شك. والوعي المعياري أو الأخلاقي يتطلب إعداداً علمياً وثقافياً عالياً، وله تأثير كبير في إصدار أحكام قيمية معيارية صحيحة للحكم على الأشياء والمفاهيم والتصورات، وكثيراً ما يرتبط هذا النوع من الوعي بإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين، وبالتالي تتشكل القاعدة المعرفية التي توجه حركة المجتمع من خلال الوسائل المعرفية المتمثلة في الحس والعقل والخبرة والضمير.
وأضاف العلماء خلال الجلسة الختامية لليوم الأول من المؤتمر أن بناء الوعي الديني في عصرنا الحاضر ركيزة أساسية في إرساء الأسس الصحيحة والسليمة للثقافة الدينية، بحيث يعرف النشء دينهم وأسس التعامل المتبادل بين البشر المبني على التعاون ودفع الأذى، وصد الفكر المتطرف والأفكار المتطرفة التي تخرج المجتمع عن وسطية الدين وتوازنه، وأن للمرأة دور كبير ومؤثر في تشكيل الوعي الديني لدى الأبناء، فكلما كانت الأم ذات ثقافة دينية معتدلة انعكس ذلك على الوعي الديني لدى أبنائها من خلال التنشئة الأسرية السليمة لأبنائها وبناتها.
وشكر وزير الأوقاف جميع العلماء المشاركين في المؤتمر وجلساته من مختلف بلدانهم وأوطانهم الحبيبة الذين أفادوا وأضافوا وعطروا الدنيا بكلماتهم ومداخلاتهم القيمة واستجابوا للدعوة للحضور.
كما وجه وزير الأوقاف التحية لكافة الواعظات المعتمدات لدى وزارة الأوقاف من بنات الأوقاف، متمنياً لهن التوفيق والسداد، مؤكداً أن هذا المؤتمر هدية من الأوقاف لهن، ودعم وتشجيع وتوفير كل الإمكانات لهن للقيام بمهمتهن في إيصال الوحي المقدس للناس على أكمل وجه.
للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
مصدر المعلومات والصور: youm7
اكتشاف المزيد من رأي الأمة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.