اقتصاد

قطاع البترول يعبر «السنوات العجاف»

بعد السنوات العجاف التي مرت بها الدولة المصرية، خاصة في فترة حكم الإخوان المسلمين، حققت مصر العديد من الإنجازات في كافة المجالات، خاصة قطاع النفط والطاقة، حيث تبنى الرئيس عبد الفتاح السيسي استراتيجية طموحة متعددة الأوجه لتحقيق الاستفادة الكاملة من الاحتياطيات البترولية، وموقع مصر الجغرافي المتميز والبنية التحتية الهائلة في صناعة الغاز الطبيعي، وأثرها في تعزيز النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى تبني مصر فكرة إنشاء منتدى شرق المتوسط ​​ليكون أكبر تجمع إقليمي.

وترتكز خطة وزارة البترول على مواصلة تسريع وتيرة أعمال الإنتاج والاستكشاف، واستغلال القدرات التكريرية والبترولية، خاصة مصفاة “ميدور”. بعد توسعتها، واستمرار خطط توصيل الغاز الطبيعي إلى المنازل واستخدامه في السيارات، وتخفيض تكلفة أسطوانات غاز البيوتان ووقود السيارات، وإطلاق البوابة الإلكترونية للثروة المعدنية، وتوفير فرص استثمارية جذابة في مجال التعدين بالإضافة إلى خلق بيئة أكثر جاذبية للاستثمارات العالمية والوطنية في قطاع النفط والغاز، مما يساهم في تحقيق أهداف استراتيجية العمل، لتسريع خطط التطوير والإنتاج والاستكشاف، لتأمين احتياجات السوق المحلية. وخفض فاتورة الاستيراد.

وعن شركات البتروكيماويات، قال فيصل إن إجمالي إنتاج مصانع وشركات البتروكيماويات وعددها 9 شركات قائمة ومنتجة بلغ 4 ملايين طن خلال العام المالي 2023-2024، بالإضافة إلى المنتجات الوسيطة التي تستخدم في صناعة البتروكيماويات في مجالات أخرى. شركات. وحققت خطة الإنتاج بنسبة 105%، فيما بلغت القيمة الإجمالية لمبيعات المنتجات البتروكيماوية خلال العام 37 مليار جنيه للسوق المحلي والتصدير، بالإضافة إلى 9 مشروعات بمراحل التنفيذ المختلفة، من المخطط إنتاج نحو 6 ملايين طن. من المنتجات.

من جانبه، أكد الدكتور المهندس أحمد سلطان، رئيس لجنة الطاقة بنقابة مهندسي القاهرة والباحث بوحدة دراسات الاقتصاد والطاقة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الدولة بدأت تجني الثمار، حيث حققت العديد من الإنجازات في هذا الملف، خلال السنوات العشر الماضية، والتي تضمنت زيادة ضخ “الغاز الطبيعي”، إذ ترى القيادة السياسية إنتاجه أحد الروافد الاستراتيجية، التي ساهمت بشكل كبير في سياسة الدولة التحول من كونها مستوردة للطاقة إلى منتج ومصدر.

وأوضح أن ملف الطاقة يعد من أهم الملفات التي توليها مصر اهتماما كبيرا في قطاعاتها المختلفة سواء على المستوى الاقتصادي أو الاستراتيجي، حيث تشهد مصر منذ عام 2014 حراكاً واسعاً ومكثفاً من أجل تحقيق أهدافها. أهدافها، والتي كان من ضمن أولوياتها الوصول إلى معادلة الطاقة المتوازنة وتنويع مصادر الطاقة، في ظل الطلب المتزايد على الطاقة مع التوسع الكبير على كافة المستويات.

وتابع: “لا بد من الإشارة إلى أن النقص الحاد في الغاز الطبيعي يعتبر من أكثر الأزمات إلحاحا التي واجهها الاقتصاد المصري في الفترة من 2011 إلى 2014، بالإضافة إلى أن النمو السكاني المتزايد والسريع في مصر وصاحب ذلك اندفاع شديد في استخدام الكهرباء، دفع الاستهلاك إلى ذروته بنحو 5.09 مليار قدم مكعب يوميا عام 2012، وتزامن ذلك مع تباطؤ حاد في إنتاج الغاز الطبيعي وتوقف الحكومة عن إبرام اتفاقيات جديدة. العقود. للتنقيب عن الغاز خلال فترة أحداث يناير 2011 حتى نهاية عام 2013، مما أدى إلى انتهاء فائض الغاز الطبيعي المصري، وانعكس ذلك على خسارة مصر لمكانتها كمصدر للطاقة في تلك الفترة وما قبلها. عادت إلى خريطة الغاز العالمية واحتلت المرتبة الثانية عربياً والخامسة عالمياً في صادرات الغاز. السائل المسال إلى القارة الأوروبية حتى عام 2023.

وأشار إلى أن مصر مرت برحلة طويلة في التحول من دولة تستهلك الغاز الطبيعي ولديها عجز في هذا العنصر الهام للطاقة، إلى دولة تصدره، كما حدث مع اكتشافات الغاز الطبيعي التي شهدتها البلاد في العام الماضي. غيرت الفترة الممتدة من 2014 إلى 2023 مشهد الطاقة المصري بشكل كامل، وهو ما انعكس على مكانة مصر في صناعة الغاز خلال السنوات. على مدى السنوات القليلة الماضية، وأدى إلى تغير موقعها على خريطة الطاقة العالمية، فبرزت كقوة رئيسية في إنتاج الغاز ليس على مستوى المنطقة بل على مستوى العالم أجمع، مما يؤكد أهميتها ومكانتها. الدور الرئيسي في السوق العالمية. أما بالنسبة للغاز الطبيعي المسال، فتدل على ذلك الأرقام الحالية في تلك الصناعة وأعلى الصادرات منذ عام 2011.

«»سلطان» أكد أن الدولة المصرية أولت اهتماماً كبيراً بقطاع الطاقة، خاصة ملف الغاز الطبيعي، خلال السنوات الأخيرة. وتؤمن بأن تنفيذ استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة يعد من أهم ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما جعلها تخطو خطوات جادة وسريعة نحو العمل على استعادة مستويات الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، من خلال عدة عوامل منها: عمليات البحث والتنقيب في المناطق العذراء غير المكتشفة. تحتوي على غاز طبيعي.

وتابع: “شهدت صناعة الغاز في مصر العديد من التقلبات خلال العقد الماضي؛ ويعتبر حقل ظهر للغاز الذي اكتشفته شركة إيني الإيطالية عام 2015، اكتشافا تاريخيا ويصنف كأحد أكبر حقول الغاز في العالم، حيث تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 850 مليار متر مكعب من الغاز. وأدى هذا الاكتشاف في البداية إلى ازدهار اقتصادي، إلا أن أزمة الدولار في السنوات الأخيرة وتراجع إنتاج الغاز تسببت في أضرار كبيرة للصناعة في مصر”، وتابع: “ملف الطاقة أصبح قضية محورية، وتحقيق أمن الطاقة في مصر”. مصر أمر حيوي لحماية الأمن”. القومية لها، في وقت تعيش فيه الدولة تحديين رئيسيين: الأول: الطلب المتزايد على الطاقة وتقلب أسعارها.

وأشار إلى أن الغاز الطبيعي يعد أحد أهم مدخلات البنية التحتية لتوليد الطاقة في مصر. وفي العام الماضي 2024، مثلت نحو 51% من إجمالي الطاقة الأولية المنتجة في مصر، واستخدمت في إنتاج نحو 76.8% من التيار الكهربائي الذي تم توليده. وهذا الاعتماد على الغاز الطبيعي لم يشكل مشكلة عندما كان هناك فائض في مصر. مشيراً إلى أن مصر تهدف إلى زيادة إنتاج الغاز الطبيعي من خلال استغلال الفرص الواعدة في مجال البحث والاستكشاف والإنتاج لزيادة معدلات الإنتاج واحتياطيات الثروة. البترول، من خلال عدد من المحاور، تشمل طرح عطاءات الاكتشافات الجديدة، ودعم الاستثمار في البحث عن النفط والغاز الطبيعي من مناطق مصر البرية والبحرية، ودعم الجهود والإجراءات الرامية إلى تسريع زيادة إنتاج الغاز الطبيعي، وتعظيم الاستفادة من الغاز الطبيعي. الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة بكافة الوسائل لتحسين الإنتاج والتغلب على التحديات.

وأوضح أن إعلان قطاع البترول خلال الفترة الأخيرة عن حزمة من الحوافز يمثل إحدى الآليات المهمة التي يقدمها قطاع البترول لتشجيع الاستثمار في عمليات زيادة إنتاج الغاز الطبيعي والنفط الخام بما يعود بالنفع على القطاع. والشركاء (حزمة حوافز جديدة تهدف إلى تشجيع زيادة إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي)، لافتاً إلى أن زيادة معدلات الاستهلاك المحلي وعدم وجود معادلة متوازنة بين معدلات الاستهلاك ومستويات الإنتاج للدولة يؤدي إلى زيادة و فجوة كبيرة في فاتورة الاستيراد مما يؤدي إلى الأعباء والضغوط. وعلى موازنة الدولة، ستشهد الفترة المقبلة تعزيز عمليات البحث والتنقيب في مجالات النفط والغاز الطبيعي، نظراً لاحتياطيات مصر الضخمة المؤكدة، بالإضافة إلى جذب العديد من الشركات العالمية وضخ استثمارات كبيرة في هذا الملف. وستسهم الاكتشافات الجديدة في تنمية موارد الدولة الدولارية.

وأكد أن الدولة المصرية تعمل جاهدة على زيادة معدلات الحفر والتنقيب؛ وذلك بهدف زيادة احتياطياتها من الغاز الطبيعي، كما تعمل على زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي، من خلال حفر آبار جديدة، وتطوير الحقول القائمة، والعمل على سرعة وضع الاكتشافات الجديدة على خريطة الإنتاج، مؤكدا أن إنتاج الغاز الطبيعي في مصر تتلقى الدعم من خلال… التحقيق في اكتشاف تجاري جديد لنفرتاري في الجزء الغربي من البحر الأبيض المتوسط ​​في منطقة “مراقيا”. بواسطة شركة إكسون موبيل، بالإضافة إلى أنشطة البحث والتنقيب في غرب البحر الأبيض المتوسط ​​(المنطقة العذراء).

وفيما يتعلق بملف الطاقة في مصر خلال العام الماضي، أشار إلى أنه شهد مزيجا غير متجانس يتمثل في انخفاض مستويات إنتاج الغاز الطبيعي مع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة وزيادة الطلب المحلي على الطاقة.

تنمية ثروات مصر المعدنية

يحظى محور تنمية ثروة مصر المعدنية باهتمام كبير لزيادة مساهمته في الناتج القومي من 1% حاليا إلى ما يتراوح بين 5-6%، وذلك لأهمية استثمار كافة الخبرات والطاقات للمساهمة في تنمية هذه الثروة المعدنية. القطاع وإحداث تحول إيجابي فيه.

كشف الدكتور عمر طعيمة رئيس الجمعية الجيولوجية المصرية ورئيس هيئة الثروة المعدنية الأسبق عن أهم الإنجازات التي تمت خلال السنوات الماضية وأهمها صدور قانون الثروة المعدنية الجديد رقم 10 لسنة 2019 بشأن الثروة المعدنية. قانون رقم 198 لسنة 2014 ولائحته التنفيذية وتعديلاتها، وإقامة عدد من المزادات العالمية والمحلية لخام الذهب. وغيرها من المواد الخام مثل الفوسفات ورمل الكاولينيك والرصاص والزنك.

وأضاف تيماء أن هذه المزادات أسفرت عن دخول شركات عالمية ومحلية للاستثمار، مما أدى إلى زيادة الاستثمارات بالعملة المحلية والصعبة، وتوفير فرص عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة. توفير المواد الأولية المعدنية للسوق المحلي، وإضافة القيمة إليها، مما يزيد من قيمتها الاقتصادية وهذا يؤدي إلى زيادة الدخل الوطني.

وأضاف: تم افتتاح المزيد من الشركات للعمل في مجال التعدين، بالإضافة إلى إجراء المزادات المحلية من خلال شركة شلاتين للموارد المعدنية لخام الذهب، مما أدى إلى مواجهة ظاهرة التعدين العشوائي (الذهبة).

للمزيد : تابعنا هنا ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .


اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من رأي الأمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading