كأنه بطل أولمبى.. قصة "جبريل" مع الغطس لانتشال جثث الغرقى بقنا.. صور

كان حاضراً في نهر النيل أكثر من تواجده في بيته، وكانت علاقته به قوية منذ الصغر، فمنذ طفولته عرف النيل وأحب أن يكون بالقرب منه، وعندما كبر عمل صياداً، يخرج بحثاً عن الرزق ويعود محملاً بالرضا وإرادة الله، وبين هذا وذاك تخصص في انتشال جثث الغرقى الذين يجدهم في نهر النيل، أو عندما يطلب منه أهل المتوفى ذلك مجاناً، وفي أي مكان في المحافظة أو خارجها عندما يطلب منه ذلك.

بخبرته في السباحة لا يحتاج جبريل محمود صياد من قرية نقادة إلا لثوان معدودة ليصل إلى عمق كبير يتجاوز العشرة أمتار دون استخدام أسطوانة أكسجين، ولهذا يلقبونه بـ«صبر النهر»، فهو يتمتع بخبرة في معرفة أماكن الجثث ولا يخاف منها أينما صادفها ليلاً أو نهاراً أثناء خروجه للصيد على قاربه، ليضرب بذلك المثل في مروءة الرجل المحلي الذي لا ينتظر مقابلاً لعمل يقوم به لوجه الله.

وقال جبرائيل محمود إنه منذ صغره كان يعيش في نهر النيل وتعلم السباحة من خلال تواجده هناك مع أسرته التي يعيش جزء منها في جزيرة ويتردد عليها، وعمل لسنوات طويلة صياداً يخرج في الصباح الباكر لصيد السمك في نهر النيل، ثم يعود لبيع الأسماك في قريته، ثم يعود مرة أخرى إلى نهر النيل الذي يعشقه، ويقضي أغلب وقته في جزيرة قريبة من منتصفه.

وأوضح جبرائيل محمود أنه في المرة الأولى التي عثر فيها على جثة طافية على النيل لم يتردد في انتشالها لإغاثة آلاف من أسر المتوفى الذين كانوا يبحثون عنه ويخطرون الإنقاذ النهري والجهات المعنية، ثم وصل عدد الحالات التي ساعد في انتشالها وانتشالها إلى ما يقرب من 50 حالة، وتواصلت معه الأسر للبحث عن أبنائها الغرقى في النيل أو الترع، كما تمكن من إنقاذ عدد من الأطفال والشباب من الغرق في الترع.

وأشار جبريل محمود إلى أنه يستطيع النزول إلى عمق أكثر من 10 أمتار وأكثر دون الحاجة إلى اسطوانة أكسجين، وذلك لخبرته في الغوص، ويتواصل أهل الغريق معه ويلبي طلبهم دون مقابل وفي أي مكان بالمحافظة عندما يتمكن من ذلك، قائلاً: “أترك الأمر لله وأنزل وأنا أعلم أن الله سيكرمني”.

جبريل متخصص في انتشال جثث الغرقى في قنا

جبرائيل محمود صياد قنا

الجزيرة التي يوجد بها الشاب

انتشال جثث الغرقى في قنا