كيف يغير الذكاء الاصطناعى النشر العلمى؟

كشف عدد من الخبراء الذين يتابعون المشاكل في الدراسات أن صعود الذكاء الاصطناعي أدى إلى تفاقم المشاكل الموجودة في قطاع الأبحاث، حيث أكدوا أن برامج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT يمكن أن تكون أداة مفيدة لكتابة أو ترجمة الأوراق البحثية، إذا تم فحصها بعناية والكشف عنها.

وبحسب موقع “فيز”، تم تداول صورة تم إنشاؤها بوضوح بواسطة الذكاء الاصطناعي لفأر بأعضاء تناسلية كبيرة بشكل لا يصدق على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، وتم نشرها في المجلة الأكاديمية العملاقة فرونتيرز، حيث تم سحب الدراسة في وقت لاحق.

تم سحب دراسة أخرى الشهر الماضي بسبب رسم بياني تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يظهر أرجلًا بعظام غريبة متعددة المفاصل تشبه اليدين.

ورغم أن هذه الأمثلة كانت عبارة عن صور، إلا أن ChatGPT، وهو روبوت محادثة تم إطلاقه في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، يُعتقد أنه غيّر بشكل كبير الطريقة التي يقدم بها الباحثون في جميع أنحاء العالم نتائجهم.

انتشرت دراسة نشرتها شركة Elsevier في شهر مارس على نطاق واسع بسبب مقدمتها، والتي كانت بوضوح بمثابة دعوة إلى ChatGPT تقول، “بالتأكيد، هذه مقدمة محتملة لموضوعك”.

وقال العديد من الخبراء إن مثل هذه الأمثلة المحرجة نادرة ومن غير المرجح أن تمر بعملية المراجعة في المجلات الأكثر شهرة.

ليس من السهل دائمًا اكتشاف استخدام الذكاء الاصطناعي، ولكن أحد الأدلة هو أن ChatGPT يميل إلى تفضيل كلمات معينة.

قام أندرو جراي، أمين مكتبة في جامعة لندن، بفحص ملايين الأوراق البحثية بحثًا عن الإفراط في استخدام كلمات مثل دقيق أو معقد أو جدير بالثناء، وحدد أن ما لا يقل عن 60 ألف ورقة بحثية تضمنت استخدام الذكاء الاصطناعي في عام 2023. وقال جراي: “في عام 2024 سنرى زيادة هائلة في الأعداد”.

وفي الوقت نفسه، تم سحب أكثر من 13 ألف ورقة بحثية العام الماضي، وهو أكبر عدد في التاريخ، وفقا لمجموعة Retraction Watch التي يقع مقرها في الولايات المتحدة.

قال إيفان أورانسكي، المؤسس المشارك لمؤسسة Retraction Watch، إن الذكاء الاصطناعي سمح للجهات السيئة في مجال النشر العلمي والأوساط الأكاديمية بإنتاج أوراق بحثية سيئة.

وقالت إليزابيث بيك، وهي باحثة هولندية متخصصة في اكتشاف التلاعب بالصور العلمية، إن هؤلاء “المحتالين” يبيعون حقوق الطبع والنشر للباحثين، وينشرون كميات هائلة من الأوراق البحثية ذات الجودة الرديئة أو المسروقة أو المزيفة.